تتعدد المصاعب التي يعيشها النازحون في مخيمات الشمال السوري من الحرائق إلى مشكلات المياه والصرف الصحي وزيادة الأمراض وسوء الطرقات وتأمين الغذاء، فضلاً عن المصاعب في قطاعي التعليم والصحة، ما يزيد من معاناة النازحين مع تفاقم هذه المشكلات وعدم توافر حلول بديلة لمعظمها.
وفنّد فريق "منسقو استجابة سوريا" المصاعب العامة التي تواجه النازحين في مخيمات شمال غربي سوريا على الشكل التالي:
- انتشار الحرائق ضمن مخيمات النازحين نتيجة عوامل مختلفة، أبرزها ارتفاع درجات الحرارة، حيث بلغ عدد الحرائق منذ مطلع العام الحالي 22 مخيماً، مع توقعات بزيادة الحرائق خلال الفترة القادمة.
- انتشار ظاهرة الصرف الصحي المكشوف ضمن مخيمات النازحين، الأمر الذي يزيد من معاناة النازحين، حيث تبلغ نسبة المخيمات المخدّمة بالصرف الصحي 39% فقط من إجمالي المخيمات، في حين أن المخيمات العشوائية بالكامل لا تحوي هذا النوع من المشاريع.
- غياب المياه النظيفة والصالحة للشرب عن 48% من مخيمات النازحين، حيث وصلت أعداد المخيمات غير المخدمة بالمياه أكثر من 819 مخيماً، ويتوقع زيادة أعدادها نتيجة توقف المشاريع الخاصة بها.
- زيادة الأمراض الجلدية ضمن المخيمات نتيجة عوامل مختلفة، أبرزها انتشار الحشرات واستخدامات المياه، حيث سجل أكثر من 23% من إجمالي المخيمات تحوي بين سكانها مصابين بأمراض جلدية.
- القطاع التعليمي ليس أفضل حالاً، حيث تعتبر أكثر من 69% من المخيمات لاتحوي نقاطا تعليمية أو مدارس، حيث يضطر الأطفال إلى قطع مسافات طويلة ضمن العوامل الجوية المختلفة للحصول على التعليم في المدارس (أكثر من 1126 مخيماً لا تحوي نقاطا للتعليم).
- واقع الغذاء في مخيمات النازحين أيضاً، يعاني من صعوبات بالغة، حيث تواجه 86% من المخيمات أزمة تأمين الغذاء نتيجة ضعف الاستجابة الإنسانية ضمن هذا القطاع، في حين تواجه نسبة 94% من المخيمات أزمة الخبز وارتفاع أسعاره ومحدودية المشاريع من المنظمات لتأمين الخبز المدعوم أو المجاني للنازحين.
- سوء الطرقات الداخلية ضمن مخيمات النازحين ، حيث يوجد أكثر من 79% من طرقات المخيمات غير معبدة، في حين تشكل طرقات المخيمات العشوائية التحدي الأكبر حالياً كونها ترابية ولا تصلح لحركة الآليات، كما يعتبر سوء الطرقات أحد أبرز أسباب الحوادث داخل المخيمات.
- تعاني أكثر من 87% من المخيمات من انعدام العيادات المتنقلة والنقاط الطبية، الأمر الذي يزيد من مصاعب انتقال المرضى إلى المشافي المجاورة.
- تشكل مشكلة عزل الخيم والأرضيات داخل خيم النازحين مشكلة أيضاً، خاصة مع انتهاء العمر الافتراضي لغالبية المخيمات، مما يزيد من أضرار العوامل الجوية ضمن المخيمات، وتعتبر 66% من أراضي المخيمات غير معزولة، في حين تبلغ النسبة 92% لعزل جدران وأسقف الخيم.
- تشكل عمالة الأطفال الهاجس الأكبر ضمن مخيمات النازحين، حيث يتجاوز عدد الأطفال العاملين ضمن الفئة العمرية بين 14 و17 عاماً نسبة 37 % من إجمالي الأطفال الموجودين في مخيمات النازحين.
ارتفاع أعداد المحتاجين للمساعدات الإنسانية
وتشهد مناطق شمال غربي سوريا زيادة كبيرة في الاحتياجات الإنسانية، بالتزامن مع قدوم فصل الشتاء وبدء موسم الأمطار والفيضانات، وتعرض المخيمات وبناها التحتية للضرر.
ووفق بيانات الأمم المتحدة، ارتفع عدد المحتاجين للمساعدات الإنسانية في سوريا إلى أكثر من 4.6 ملايين نسمة، 85% منهم من القاطنين في المخيمات، إضافة إلى الارتفاع المستمر في أسعار المواد والسلع الأساسية في المنطقة، فضلاً عن تزايد معدلات البطالة بين المدنيين بنسبة وصلت إلى 88.74%.
تأمين الاحتياجات وإصلاح الأضرار والتزام المانحين بالتعهدات
وفي وقت سابق، طالب فريق "منسقو الاستجابة" المنظمات والهيئات الإنسانية بـ "المساهمة الفعالة بتأمين احتياجات الشتاء للنازحين ضمن المخيمات بشكل عام، والعمل على توفير الخدمات اللازمة للفئات الأشد ضعفاً".
وناشد "منسقو الاستجابة" جميع الجهات المانحة والتي تقدم الدعم الإنساني في مناطق شمال غربي سوريا "للمساهمة بشكل عاجل وفوري لمتطلبات احتياجات الشتاء للنازحين ضمن تلك المخيمات والتجمعات، والالتزام الكامل بكل التعهدات التي قدمت خلال مؤتمرات المانحين".