"حسان عباس بعيون معاصرة" عنوان الكتاب الذي صدر أخيراً عن دار "نرد" للنشر والتوزيع، ويضمّ ما كتبه الراحل حسان عبّاس وما كُتب عنه.
الكتاب أشرف عليه وقدّمه الكاتب والسياسي السوري فايز سارة، وقُسّم إلى فصلين: الأول، مقالات وشهادات عن الراحل حسان عباس، كتبها عدد من الكتّاب السوريين، وهم: فرج بيرقدار، وائل السواح، فايز سارة، سمة عبد ربه، علي الكردي، الراحل ميشيل كيلو، عمر الجباعي، مزن مرشد، إبراهيم اليوسف، بدر الدين عرودكي.
أما الفصل الثاني فيتضمّن كتابات الدكتور "حسان عباس" في الحالة السورية.
وكان الباحث والأكاديمي السوري حسان عباس قد فارق الحياة في شهر آذار الماضي، عن عمر ناهز الـ66 عاماً بعد مكابدة مع مرض سرطان الرئة.
ونعاه الكثير من أصدقائه ومعارفه السوريين وغير السوريين، عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، على ما عُرف عنه من دماثة الخلق والطيبة وسمو الأخلاق، ومواقفه الإنسانية والسياسية النبيلة ووطنيته المتأججة.
سيرة حسان عبّاس
ولد عباس في الـ 15 من نيسان 1955، في مدينة مصياف بريف حماة الغربي، وحصل على شهادة الدكتوراه في النقد الأدبي من جامعة السوربون الجديدة في فرنسا، عام 1992، ليعود بعدها إلى بلده سوريا ويعمل في "المعهد الفرنسي للشرق الأدنى" (IFPO) بدمشق.
خلال تلك المرحلة، أطلق نشاطًا ثقافيًا دوريًا تحت مسمى "منتدى الجمعة الثقافي" الذي استمر حتى عام 2006، قُدِّم خلاله ما يقرب من 400 فعالية بالتزامن مع إدارته ناديين للسينما ومساهمته في تأسيس وإدارة عدد من الجمعيات المدنية العاملة في مجالات الثقافة والمواطنة وحقوق الإنسان، فضلاً عن نشاطه الاستثنائي خلال حقبة "ربيع دمشق" التي أعقبت موت الأسد الأب.
وبالتزامن أيضاً مع عمله ضمن المعهد الفرنسي، عمل عباس أستاذاً في المعهد العالي للفنون المسرحية بجامعة دمشق، لنحو 10 سنوات، كما دُعي كمحاضر في عدد من الجامعات والمعاهد العربية والأوروبية.
وكان عباس من أوائل الثائرين ضد نظام الأسد بمجرد الإعلان عن وصول رياح الربيع العربي إلى سوريا. تجلّى ذلك عبر إنجازه الأهم وهو "الرابطة السورية للمواطنة" التي أسسها وأدارها، بالإضافة إلى تأسيس دار نشر "بيت المواطن" التي تبنّت مفاهيم الرابطة.