ورد في بعض وسائل الإعلام أخيرا الحديث عن مبادرة عربية لحل القضية السورية، ووفق هذه الوسائل فإن المبادرة العربية تأتي لسحب الملف السوري من اللاعبين الآخرين وخصوصا تركيا وإيران.
لدى التواصل مع مصادر مطلعة بشكل مباشر على هذه المفاوضات تبين أن هناك بالفعل مبادرة جادة لحل القضية السورية، وليس لهذه المبادرة علاقة مباشرة بالزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا في 6 شباط الجاري، وإنما تم طرحها للمرة الأولى في اللقاء التشاوري بين تركيا ومصر في آب\أغسطس الفائت، حيث ناقشها المسؤولون الأتراك مع المصريين، واستندت إلى ضرورة بناء مقاربة إقليمية جديدة في ملفات المنطقة، حيث من وجهة نظر الأتراك فإن الغزو الروسي لأوكرانيا بات يفرض أدوات عمل مختلفة لدول المنطقة لأن العالم الغربي أمسى مسؤولا بمشكلاته، وبحسب الطرح التركي فالمطلوب هو مبادرة إقليمية مبنية على أساس الربح للجميع، ويشارك فيها المحور العربي ولا تُستبعد إيران.
حصري.. ما حقيقة المبادرة الإقليمية لحل القضية السورية
— تلفزيون سوريا (@syr_television) February 24, 2023
تقرير: إسماعيل درويش @ismaildarwish_#تلفزيون_سوريا #ما_تبقى pic.twitter.com/1NTpkbUnPw
3 ثوابت أساسية حول المبادرة الإقليمية لحل القضية السورية
تركيا عملت على إقناع دول الخليج العربي وإيران بهذه المبادرة، ومع تعقد الوضع في أوكرانيا أكثر حصلت تركيا على موافقات خليجية ومصرية وإيرانية بخصوص مبادرتها التي تشمل 3 ثوابت أساسية يتفق عليها الجميع، وهي:
-
وحدة وسلامة جميع الأراضي السورية.
-
دعم واحتضان الحوار الداخلي بين الأطراف المتنازعة بمشاركة وإشراف الأمم المتحدة.
- منع تسييس العمليات الإنسانية، لأن ذلك يخدم إمكانية عودة التطرف إلى المنطقة.
خارج هذه الثوابت توجد خلافات كثيرة في ملفات عدة، حيث هناك تشكيك خليجي وتركي بإمكانية التزام النظام بتعهداته وتغيير السياسة الأمنية لذلك تتم مناقشة أدوات بناء الثقة وفق خطوات عملية تتمثل بعدم تعطيل النظام للعمليات الإنسانية، وموافقته على مناقشة ملف المعتقلين، وعدم تعطيل أعمال اللجنة الدستورية.
على صعيد آخر هناك خلاف بين تركيا وبعض الدول العربية حول مدى جاهزية المعارضة للتفاوض السياسي، حيث ترى بعض التيارات العربية أن "تركيا تتحمل مسؤولية ضعف المعارضة السورية لأن الدور التركي كان أشبه ما يكون بمعطل للمعارضة السورية" بينما تركيا ترى أنها ورثت مشكلات المعارضة التي صنعتها تقلبات بعض الدول الأخرى.
وفق مطلعين فإن الجدول الزمني للمبادرة الإقليمية لحل القضية السورية قد يمتد لعامين، في حين تشير المصادر إلى أن أسباب طرح المبادرة والموافقة عليها من دول المنطقة ليس مرتبطاً برغبة التطبيع مع النظام السوري، وإنما يرتبط بمخاوف أمنية من تكرار تجربة العراق في سوريا، وتهديد دول الجوار خاصة إذا سقطت المؤسسات الحالية، ولذلك فأساس المقاربة هو أمن دول الجوار، إلا أنه لا تزال هناك مخاوف من أن تكون إيران عائقاً أمام تحقيقها على أرض الواقع.