بعد مرور شهر واحد على الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا، وقع زلزال بقوة 6.7 درجات عند الساحل الجنوبي للإكوادور، يوم 18 آذار 2023، وخلّف 18 قتيلاً وأكثر من 400 جريحاً، وهذا ما يدفع للتساؤل عن سبب الزيادة المفاجئة في عدد الزلازل حول العالم.
ولكن عندما مراجعة الإحصائيات السابقة، نكتشف عدم وجود زيادة كبيرة في عدد الزلازل، لأن بعض التقلبات الضئيلة على مدار السنين تعتبر أمراً طبيعياً، إذ ورد في كل إحصائية من تلك الإحصائيات وقوع ما لا يقل عن 15 زلزالاً هائلاً تصل شدته إلى 7 فما فوق كل سنة، وحتى تاريخ اليوم من عام 2023، سُجّلت ستة زلازل كبرى، ما يعني أن العدد بقي ضمن حدود المتوقع.
أهم المناطق النشطة زلزالياً
تميل الزلازل للظهور في ثلاث مناطق نشطة زلزالياً، أشهرها حلقة حزام النار والتي يقع فيها 90% من الزلازل سنوياً، و81% من الزلازل الكبرى، كما أنها تعتبر منطقة للبراكين النشطة ولهذا يزيد فيها النشاط الزلزالي.
وتقع منطقة الحزام على تخوم المحيط الهادئ، ولها شكل حدوة حصان، وتشمل ساحل أميركا الجنوبية وأميركا الشمالية وشبه جزيرة كامشاتكا الروسية وبعض الجزر الواقعة غربي المحيط الهادي.
وتأتي بعدها، منطقة حزام جبال الألب التي تصنّف هي الأخرى على أنها نشطة زلزالياً، وتقع في الجزء الجنوبي من أوراسيا، وتتعرض لنحو 17% من الزلازل المسجلة على مستوى العالم، وتشمل مناطق جاوة وسومطرة وهيمالايا ومناطق البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.
وأخيراً تأتي في المرتبة الثالثة منطقة أعراف وسط الأطلسي ضمن قائمة المناطق المرشحة لوقوع زلازل، إلا أنها تقع في عمق البحر ولا تؤثر على حياة البشر في معظم الأحيان، لأنّ أقرب دولة لها هي آيسلندا.
على الرغم من عدم ارتفاع عدد الزلازل على مستوى العالم أو ازدياد شدتها، إلا أنّ هنالك بعض العوامل التي لفتت انتباه العامة إليها، أولها تدمير الزلزال لمناطق مأهولة بالناس، إذ عندما يقع الزلزال وسط مدينة مأهولة بساكنيها، فإنه يقتل الناس ويدمر البنية التحتية، وعليه قد تبقى وتيرة تكرار الزلازل على حالها، إلا أن أثرها يزيد في تلك الحالة.
وهنالك سبب آخر، وهو تركزها في مناطق معينة وظهورها على شكل عدة زلازل، إذ عندما يتواتر وقوع الزلازل أو تقع في مناطق متقاربة، فإن ذلك يلفت الانتباه إليها بشكل أكبر. وعلى الرغم من أن العدد الإجمالي للزلازل مايزال على حاله، إلا أن تعاقبها يجعلها تبدو أعظم وأكبر من المعتاد.
كذلك، فإنّ زيادة التواصل على مستوى العالم قد ساهمت في تقريب البشر من صور الدمار ومن الناجين أيضاً، حيث صارت تصل إلى الناس تغطية أفضل للأحداث مما جعل البعض يظن بأن عدد الزلازل قد زاد.
ولهذا السبب فإن وقوع زلزال في تركيا وسوريا وآخر في الإكوادور لا يعكس زيادة مرعبة في عدد الزلازل، إنما زيادة في اهتمام الناس بآثار تلك الزلازل التي أصبحت ملحوظة اليوم. وفي حالات كهذه، تحتاج الأماكن السكنية التي تقع ضمن المناطق النشطة زلزالياً إلى بنية تحتية أجود، وإجراءات احترازية أكبر تتصل بالأمان وذلك للحد من عدد الضحايا.
المصدر: Spiel Times