تتواصل مناقشات تحالف الستة المعارض (الطاولة السداسية) لاختيار مرشحهم الرئاسي الذي سيمثلهم في الانتخابات التركية المقبلة، والذي من المقرر أن يعلن عنه مطلع شهر شباط المقبل، في ظل غياب تصريحات واضحة من الأحزاب المعارضة التركية حول مرشحهم المحتمل.
وفي ظل هذا التكتم، ظهر من جديد اسم عبد الله غول الذي شغل منصب رئيس الجمهورية التركية الحادي عشر عن حزب العدالة والتنمية قبل أن يتركه ويغيب عن الحياة السياسية التركية.
وبحسب موقع (Halk TV) المقرب من حزب الشعب الجمهوري، فإن تحالف الستة طرح اسم غول على الطاولة ليكون مرشحهم الرئاسي القادم في الانتخابات التركية المقبلة، وذلك بسبب امتلاك أربعة أحزاب من الطاولة السداسية علاقة وثيقة معه، إلا أنهم حذفوا الخبر بعد ساعات من نشره.
غول بين حليفين
وذكر الموقع في خبره الذي حمل عنوان (توجهات الترشح على طاولة الستة: أربعة أحزاب على اتصال وثيق مع عبد الله غول) ونشرته ضمن تغريدة على تويتر، أن عبد الله جول كان على اتصال وثيق مع حزب السعادة (Saadet Partisi)، وحزب الديمقراطية والتقدم (DEVA)، وحزب المستقبل (Gelecek Partisi)، وحزب الجيد (İYİ parti) فيما يتعلق بالترشح.
ونوه الموقع على أن زعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار تقربت من غول خلال الفترة الماضية، وذلك لمنع حليفها الرئيسي زعيم حزب الشعب الجمهوري (CHP) كمال كليجدار أوغلو من الترشح إلى منصب رئاسة الجمهورية.
واستند الموقع في خبره على مصادر مطلعة من تحالف الستة، والتي أشارت إلى أن رؤساء وأعضاء أربعة أحزاب زاروا الرئيس السابق غول عدة مرات وبشكل متكرر، مبيناً أنه حتى لو لم يُختر غول كمرشح عن التحالف، إلا أن آراءه مهمة في عملية التشاور في هذه المرحلة.
وأوضح الموقع بأن غول الذي دائماً ما كان يمتنع عن ترشيح نفسه، وجه رسائل إلى تحالف الستة بالتشاور في الأمر، وذلك بهدف إظهار اسمه على الساحة السياسية من الجديد، كما أنه يرسل توصياته ومقترحاته ووجهات نظره عبر عضو مجلس رئاسة حزب الديمقراطية والتقدم (DEVA) جاندان كارليتكين.
مرشحون عن اليمينيين
وكتب الصحفي التركي عبد القادر سيلفي مقالاً في صحيفة (Hürriyet) أشار فيه إلى وجود تقارب بين ميرال أكشنار وعبد الله غول على الرغم من معارضتها السابقة لترشحه إلى منصب رئيس الجمهورية في انتخابات 2018، إلا أنها تريد إظهاره من جديد بسبب معارضتها ترشح حليفها كمال كليجدار أوغلو.
كما ادعى موقع (ensonhaber) أن عبد الله غول أجرى محادثات مطولة مع حزب الجيد عبر أحد أعضائه، الذي قام بدوره بنقل وجهات نظره إلى أكشنار، ونقل عنه قوله: "يبدو أن كليجدار أوغلو مصمم جداً على موقفه، ولهذا فإن الطريقة الوحيدة للخروج من هذا الأمر هي أن تسمي الأحزاب اليمينية مرشحين، أنا سأتحدث مع سيد تمل، وأنت تحدثي مع السيد أحمد".
وفي هذا الصدد، تواصل موقع (TELE1) مع أعضاء من أحزاب تحالف الستة، والذين نفوا ادعاءات طرح اسم الرئيس التركي السابق عبد الله غول من قبل المعارضة التركية للترشح إلى منصب رئيس الجمهورية التركية.
"علاقة أصدقاء عمل سابقين"
وقال إدريس شاهين عضو حزب الديمقراطية والتقدم (DEVA) الذي يتزعمه علي باباجان، إن اجتماعاتهم مع الرئيس التركي السابق عبد الله غول والتي تحدث بين فترة وأخرى لا تتعدى عن كونها زيارة بين أصدقاء عمل سابقين، مشدداً على عدم وجود لقاء أو تشاور مع عبد الله جول بشأن الترشح.
في حين نفى بيرول أيدن عضو حزب السعادة (Saadet Partisi) الأنباء عن دعمهم ترشيح غول، منوهاً إلى حقيقة أن الحزب لم يعقد أي اجتماعات مع عبد الله جول.
وأتى نفي الحزب الديمقراطي (DP) على لسان عضوه جمال إنجين يورت بما يخص عملية التشاور المزعومة مع عبد الله غول، مؤكداً على أن الرئيس التركي الجديد المنتخب يجب أن يكون "جمهورياً وعلمانياً وديمقراطياً"
وقال سلجوق أوزداغ عضو حزب المستقبل (Gelecek Parti) الذي يتزعمه أحمد داوود أوغلو: "لم نلتق عبد الله غول، وليس لدينا مثل هذا الرأي، الأخبار كاذبة تماما"، واعتبر تورهان جوماز عضو حزب الجيد (İYİ Parti) الأنباء عن حديثهم مع غول والتقرب منه مجرد "تكهنات" على حد تعبيره.
وفي نهاية عام 2021، أفاد محرم إينجه، رئيس حزب وطن "Memleket Partisi"والذي ترشح لمنصب رئاسة الجمهورية عن ـحزب الشعب الجمهوري في الانتخابات الماضية قبل أن يستقيل، بأن تحالف الأمة سيطرح اسم عبد الله غول ليكون مرشحهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأكد على أن كمال كليتشدار أوغلو أراد ترشيح الرئيس التركي السابق عبد الله غول في الانتخابات الرئاسية عام 2018 إلا أنه تراجع عن مطلبه بسبب ضغط ميرال أكشينار واختاروه عوضاً عن غول، متوقعاً اختيارهم غول لانتخابات الرئاسية المقبلة.