ازدادت حركة الطائرات الروسية القادمة من مطار بن غوريون في مدينة تل أبيب، إلى مطار حميميم في ريف اللاذقية، إذ سجلت مواقع تتبع حركة الطائرات وصول ثلاث طائرات روسية إلى حميميم في غضون أسبوع.
ووفق مواقع تتبع حركة الطائرات فإن جميع الطائرات الروسية التي وصلت إلى تل أبيب كانت قادمة من العاصمة الروسية موسكو، لتكمل طريقها في ذات اليوم إلى مطار حميميم الذي تتخذه القوات الروسية مقراً رئيساً لها في سوريا.
وقال المحلل السياسي الإسرائيلي شمعون آران في تغريدة على حسابه في تويتر: "غدا وبعد غد الجمعة ستقلع الطائرة العسكرية الروسية نفسها من موسكو إلى إسرائيل ومن مطار بن غوريون مباشرة إلى مطار اللاذقية العسكري في سوريا، يبدو أن شيئاً سريا يحدث بعيدا عن الأضواء".
🇮🇱🇸🇾🇷🇺
— שמעון ארן شمعون آران (@simonarann) April 28, 2021
مبين إنه فيه إشي جديد عم بينتطبخ هناك
شو هو؟#عاجل
غدا وبعد غد الجمعة ستقلع نفس الطائرة العسكرية الروسية من #موسكو إلى #إسرائيل ومن مطار بن غوريون مباشرة إلى مطار #اللاذقية العسكري في #سوريا
يبدو أن شيئاً سريا يحدث بعيدا عن الأضواء
🇸🇾🇷🇺🇮🇱@avischarf @ItayBlumental pic.twitter.com/vwbr0EgJXn
بدورها أوردت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن الطائرات الروسية التي تنتقل بين إسرائيل واللاذقية، تحمل على متنها شخصيات سياسية روسية كبيرة، لكنها لم تبين طبيعة المهمة التي يحملها السياسيون الروس في رحلاتهم بين تل أبيب واللاذقية.
غموض ونقص
الدبلوماسي السوري السابق بسام بربندي قال في تصريح لموقع تلفزيون سوريا، إن حركة الطائرات الروسية ما بين تل أبيب واللاذقية، تحمل وجهات نظر وتحليلات عديدة، وإن كانت كلها تهدف إلى مساعدة النظام لكن تبقى الأفكار الروسية والثمن الذي سيدفعه النظام غير واضحين.
وحيال وجهات النظر المتوقعة من التحركات الجوية الروسية، اعتبر بربندي في تصريحه، أن حركة الطائرات إن كانت تحمل مهمة تطبيع بين نظام الأسد وإسرائيل، فإن هذا الأمر غير وارد بوجود إيران،
إضافة إلى أن تل أبيب إن أرادت التطبيع مع الأسد فإنها ستضع شروطا أبرزها نسيان ملف الجولان المحتل، وإخراج إيران من سوريا أو حتى احتواء نفوذها، وهذا أمر لا يستطيع الأسد أو الروس الإقدام عليه أو التعهد به.
والاحتمال الثاني، أن حركة الروس بين سوريا وإسرائيل قد تكون محاولة تعويم لنظام بشار الأسد عربيا وأميركيا عبر البوابة الإسرائيلية، غير أن هذا السيناريو أيضاً يصطدم بإيران كون الدول العربية مشكلتها في سوريا هي إيران التي باتت قاسما مشتركاً فيما بينها إضافة إلى إسرائيل.
واعتبر الدبلوماسي السابق بسام بربندي، أن التحرك الأميركي الإسرائيلي الأخير بإنشاء لجنة مشتركة مهمتها متابعة ملف إيران الصاروخي في المنطقة، الذي لن يقتصر على سوريا وإنما المنطقة بكاملها، وهذا يبين صعوبة تنفيذ ما تصبو إليه روسيا من تعويم الأسد من البوابة الإسرائيلية.
الأسباب والسيناريوهات
في المقابل، اعتبر الصحفي أحمد دراوشة، في تصريح لموقع تلفزيون سوريا إن الرحلات الجوية بين تل أبيب واللاذقية، هي نقطة فارقة، إذ رصدت ثلاث رحلات في غضون أسبوع، مرجحاً أن الروس قد يجعلون خط سير طائراتهم من موسكو إلى تل أبيب فاللاذقية، وهذا شيء مستغرب عملياً.
وقال دراوشة إن الترشحات تشير إلى أن الطائرات الروسية تنقل عسكريين كانوا قادمين إلى تل أبيب، وهذا يطرح تساؤلا: لماذا يزور العسكريون الروس إسرائيل ومن ثم سوريا؟، وهذا يرجح أن تل أبيب رصدت تحركاً إيرانياً غير طبيعي ومن المحتمل أنها تتواصل مع الروس بشأنه.
وأشار إلى أن الأسئلة المطروحة هي أكبر من الإجابات، هل الأمر يقتصر على تحرك سياسي إسرائيلي مع نظام الأسد، خصوصا أن الرحلات الجوية لم يتم الإعلان عنها من إسرائيل أو سوريا وروسيا، مضيفاً أن الرحلات لم تعد إلى تل أبيب، وإنما كان خط مسارها تل أبيب اللاذقية، وهذا يشير إلى أن الرحلات لم تكن تحمل وفودا إسرائيلية، مما يشير إلى أن الرحلات حملت ضباطا ومسؤولين روسيين فقط.
وتعتبر حركة الطائرات الروسية من تل أبيب إلى اللاذقية هي الأولى منذ عام 1948، ودخول أيّ طائرة مدنية أو عسكرية المجال الجوي السوري فإنها تحتاج إلى إذن من نظام الأسد، وبالتالي فإن النظام على علم بحركة الطائرة وأعطى إذناً بفتح المجال الجوي أمامها.