التقى المبعوث الأميركي الخاص بالملف السوري جيمس جيفري، أمس الأحد، مع قادة الأحزاب الكردية وقائد "قوات سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي، واستمع إلى وجهات النظر من رؤساء الوفود المفاوضة بقاعدة للتحالف الدولي في ريف الحسكة.
وتأتي زيارة جيفري والوفد المرافق له إلى شمال شرقي سوريا بعد يومين فقط من اتفاق الأطراف الكردية على تشكيل "المرجعية الكردية العليا" ضمن المفاوضات التي ترعاها الولايات المتحدة وبإشراف من قائد قسد، مظلوم عبدي.
وقال مصدر قيادي من الإدارة الذاتية لموقع تلفزيون سوريا إن وفد السفير جيفري ضم إلى جانب سياسيين ودبلوماسيين، جنرالات وقادة في قوات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة".
وبحث الوفد الأميركي مع ممثلي الأحزاب الكردية آخر التطورات السياسية والميدانية على الساحة السورية، إلى جانب الثناء على سير العملية التفاوضية بين الأطراف الكردية.
جيفري يحض الأحزاب الكردية على تدعيم جبهة المعارضة ضد الأسد
وأكد جيفري في اللقاء على دعم بلاده للحل السياسي في سوريا حسب القرار الدولي 2245 وأن الولايات المتحدة مستمرة في دعم الشعب السوري لغاية الوصول لحل سياسي للأزمة المستمرة منذ عشرة سنوات.
وقال جيفري إن بلاده ستواصل فرض العقوبات على دمشق حتى قبول النظام بالحل السياسي.
اقرأ أيضاً: جيفري يزور الحسكة بالتزامن مع الاتفاق على "مرجعية سياسية"
وأشار المصدر إلى أن "المبعوث الأميركي أكد على دعم واشنطن وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للاتفاق السياسي بين طرفي الحركة الكردية بسوريا وضرورة التنسيق بين الأكراد والمعارضة السورية لتدعيم وتقوية جبهة المعارضة ضد النظام السوري".
وتحدث جنرال عسكري أميركي مشارك في الاجتماع، عن دور التحالف الدولي في محاربة تنظيم الدولة في سوريا وعمل بلاده على عودة الاستقرار الأمني في مناطق شرق الفرات من خلال الاستمرار في مكافحة تحركات ونشاط خلايا التنظيم بالشراكة مع "قسد".
جيفري استبعد أي عملية عسكرية تركية جديدة تستهدف قسد
وبشأن مخاوف الإدارة الذاتية من شن تركيا وفصائل الجيش الوطني عملية عسكرية جديدة في مناطق شرق الفرات، أوضح جيفري للوفد الكردي أن الاتفاقات والتفاهمات التركية – الأميركية والروسية – التركية، تُلزم الأخيرة بعدم شن أي هجمات أو عمليات عسكرية جديدة تستهدف قسد ومناطقها، مشيراً إلى أن أي عمل عسكري أحادي الجانب سوف يترتب عليه عقوبات أميركية قاسية على أنقرة، فيما لم يخف جيفري المخاوف التركية وبعض الدول الإقليمية حيال الأزمة السورية عموماً.
وكشفت مصادر لموقع تلفزيون سوريا، أن جيفري والوفد المرافق له سيتوجهون للقاء زعماء وقادة إقليم كردستان العراق وبشكل خاص رئيس الإقليم نيجيرفان برزاني خلال اليومين القادمين، لمناقشة سير عملية التفاوض بين الأكراد السوريين وللوقوف على آخر التطورات في المنطقة.
وتشهد عملية المفاوضات الكردية – الكردية صعوبة كبيرة في ظل الترحيل المستمر لعدد من القضايا الخلافية بين الطرفين، لجولات تفاوضية قادمة.
وأبرز تلك القضايا الخلافية هي مطالبة المجلس الكردي لـ الاتحاد الديمقراطي وقسد بوقف عمليات التجنيد الإجباري للشباب وتجنيد الأطفال والكشف عن مصير معتقلي المجلس والمغيبين وتحييد العملية التربوية من خلال وقف فرض المناهج التعليمية الخاصة بالإدارة الذاتية وكذلك تغيير هيكلية وبنية الإدارة الذاتية عبر المرور بمرحلة انتقالية تضمن مشاركة جميع المكونات في السلطة وعودة قوة (بيشمركة روج أفا) وكيفية انتشارها بالمنطقة، والتي تعد الجناح العسكرية للمجلس الكردي وعناصرها في إقليم كردستان العراق المجاور.
واتفق المجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية على عقد اجتماع قريب لـ "المرجعية الكردية العليا" بمشاركة أربعين شخصاً بمعدل 16 عضواً من كل من الطرفين مع أربعة أعضاء غير حزبيين (مستقلين) يرشحهما كل طرف للمشاركة في الاجتماع.