يتوجه آلاف السوريين يومياً إلى مراكز الهجرة والجوازات في محاولة للحصول على جواز سفر قد يكون القشة التي يمكن التمسك بها حالياً أملاً بالهروب.
وعود لم تحل
ملامح الأزمة الحالية بتوقف استصدار جوازات السفر واضحة السبب قياساً بالمرات السابقة التي توقفت بها عمليات منح الجوازات خلال السنوات الماضية، حيث لا تعتبر الغصة الحاصلة حالياً الأولى من نوعها، إلا أن وزير الداخلية محمد الرحمون، أكد بداية آب الماضي أن "مشكلة التأخر في إصدار جوازات السفر تعود إلى أسباب فنية بحتة، وستحل المشكلة بشكل كامل اعتباراً من 20 من آب 2021، ولن يكون هناك أي تأخير في منح الجوازات".
وعود رحمون لم تترجم على أرض الواقع حتى اليوم، ولا يزال استصدار جوازات السفر متوقفاً، وحديث الوزير أيضاً لم يوضح ماهية المشكلة الفنية بالتفصيل، إلا أن مصادرَ خاصة في وزارة الداخلية أكدت لـ موقع تلفزيون سوريا أن المشكلة الحالية هي المشكلة القديمة المتجددة التي تعاني منها الوزارة مراراً، وهي الحصول على الأحبار والأوراق المستوردة من الخارج.
المصدر أضاف أنه في الوقت الراهن الذي يشهد إحجاماً من المستثمرين عن التعامل مع حكومة النظام بعد حوادث سابقة نجم عنها خسارات نتيجة تبدلات بسعر الصرف وعدم التمويل بالسعر الرسمي إضافة إلى القيود الشديدة في العقود الموقعة مع الجهات العامة، والحجوزات على الأموال وغيرها من عوامل جعلت المتعهدين يتجنبون التعامل مع الجهات الرسمية.
وبمقاطعة تأكيدات المصادر بالحوادث المشابهة سابقاً فإن المشكلة تكمن بعجز الهجرة والجوازات عن استيراد مستلزمات طباعة دفاتر الجوازات، في حين يرى بعض المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي أنه من الممكن أن تكون هناك توجيهات بتوقيف اندفاع السوريين نحو الهجرة خارج سوريا خاصة وسط التسهيلات التي تقدمها مصر ودول الخليج لجذب الخبرات العلمية والصناعيين وأصحاب الأموال.
جواز السفر السوري.. حوادث سابقة
وفي شباط العام الماضي وبعد حادثة مشابهة من صعوبات في الحصول على جوازات السفر، أعلنت إدارة الهجرة والجوازات زيادة المدة اللازمة للحصول على جواز سفر عادي غير مستعجل لتصبح شهراً بدلاً من 15 يوماً، وقال مدير إدارة الهجرة والجوازات حينها، ناجي النمر، إن زيادة المدة هي نتيجة الصعوبة التي تواجهها الإدارة في استيراد المواد المطلوبة لاستصدار جواز سفر، إذ يوجد نقص فيها حاليًا ما استدعى ترتيبات جديدة من الإدارة.
وفي 2013 توقف منح جوازات السفر في سوريا بسبب "عطل تقني" بحسب التصريحات الرسمية، وقال وزير الداخلية اللواء محمد الشعار إن إصدار جوازات السفر سيتوقف 10 أيام بسبب تعطل أجهزة طباعتها بحسب توضيحه، واعترف الشعار حينها أن الظروف التي تعيشها البلاد دفعت الكثير من المواطنين لاقتناء جواز سفر ما خلق ازدحامات كبيرة أمام فروع الهجرة والجوازات وخاصة فرعي دمشق وريفها اللذين يتحملان العبء الأكبر.
وتستورد سوريا الأحبار والأوراق وقطع الصيانة الخاصة بمطابع جوازات السفر عبر تجار من خلال مناقصات، وأصدرت إدارة الهجرة والجوازات نحو 140,015 جواز سفر داخلي و41,898 جوازاً خارجياً في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي،
سعر جواز السفر السوري
- يبلغ سعر جواز السفر "المستعجل" داخل سورية 31 ألف ليرة سورية ومن المفترض أن يصدر خلال 24 ساعة بينما قد تصل مدة الحصول عليه لأسبوع.
- سعر جواز السفر "البطيئ" 13 ألف ليرة ويصدر خلال 7 أيام كحد أدنى، فيما قد تطول الفترة إلى حوالي الشهر، وربما أكثر في بعض الحالات.
- الرسم القنصلي للحصول على جواز "مستعجل" خارج البلاد 800 دولار، و"البطيئ" 300 دولار.
ووصل سعر الجواز حالياً إلى نحو مليون ليرة سورية داخل سوريا "للمستعجل"، ويحتاج الشخص الذي يريد الحصول عليه اللجوء إلى المحسوبيات.