البث المباشر
هاجم مالك سفينة "فرح ستار" النظام السوري، واتهم مسؤوليه بابتزازه وعرقلة العمل من أجل تحقيق مصالح شخصية مادية، وتقاضي رشوة بلغت ملايين الليرات السورية.
ويأتي هجوم مالك السفينة خليل بهلوان، بعد أيام قليلة من تعويم سفنيته الثانية "فرح ستار 2" في ميناء بانياس، التي يزعم النظام أنها صنعت بأيدٍ وخبرات سورية.
وقال بهلوان، إن أعضاء لجنة الإشراف على المشروع أصروا على ابتزازه برشوى تتجاوز قيمتها 10 ملايين ليرة لجيوبهم الخاصة، وتمكنوا من الحصول على 7 ملايين ليرة "عنوةً" بعد الضغط عليه، بحجّة أن بهلوان "سيستفيد" من هذا المشروع، وفق ما نقلت عنه صحيفة "الوطن" المقربة من النظام، اليوم الأحد.
30 مليون ليرة رسوم وضرائب
ووصف بهلوان رسوم الإشغال والضرائب المالية المفروضة عليه خلال فترة التصنيع، التي امتدت إلى 10 أشهر، بـ"المؤلمة جداً"، موضحاً أن هدف لجنة الإشراف الوحيد كان تحصيل جباية مرتفعة، بغض النظر عن آثارها السلبية.
ووصل مجموع ما فرضه النظام من ضرائب ورسوم على بهلوان إلى 30 مليون ليرة سورية، ولولا لجوء مالك السفينة إلى بعض المعنيين في دمشق، لأخذ النظام ضعف المبلغ المذكور، بحسب بهلوان.
واستغرب بهلوان فرض كل هذه الضرائب الباهظة، لا سيما أنه لم يحصل على أي قرض من المصارف العامة، والنظام لم يراع أن المشروع وفر فرصة عمل لأكثر من 35 عاملاً، يعيلون نحو 150 شخصاً.
وأضاف بهلوان بعض التفاصيل عن كواليس تصنيع السفينة، إذ لم يوفر له النظام الكهرباء، ولم يمنحه أكثر من 30 بالمئة من مخصصاته من الغاز والمازوت، ما دفعه لشراء أسطوانة الغاز من السوق السوداء بقرابة 200 ألف ليرة، وليتر المازوت بسعر يتراوح بين 6 و 8 آلاف ليرة سورية.
النظام ينفي: قدمنا له تسهيلات
ونفى المدير العام للموانئ العميد سامر قبرصلي من جانبه هذه الاتهامات، وقال "هذه الإشكالات كانت في عهد الإدارات السابقة".
واعتبر قبرصلي، أن قيمة الرسوم والضرائب المفروضة على بهلوان "مناسبة" للأسعار الرائجة، بل أن المديرية العامة للموانئ قدمت تسهيلات لبهلوان من أجل تيسير أعماله، وفق ما يرى قبرصلي.
ما قصة مشروع "فرح ستار"؟
في حزيران عام 2021، احتفل إعلام النظام بإطلاق السفينة الأولى من مشروع بهلوان تحت اسم "فرح ستار"، بوصفها أول سفينة سورية، معتبراً إياها "تحدياً للحصار"، في حين اعتبرها بهلوان هدية لرئيس النظام السوري بشار الأسد بمناسبة "الانتصار" و"تجديد البيعة" على حد تعبيره.
وكررت وسائل إعلام النظام احتفالاتها مع إطلاق ثاني سفن بهلوان تحت اسم "فرح ستار 2"، خلال شهر تشرين الأول الجاري، بمناسبة الذكرى 49 لـ"حرب تشرين"، وقال إنها صنعت بخبرات محلية من أيدي أهالي مدينة بانياس.
والحقيقة أن بهلوان كان قد صرح لصحيفة "الوحدة" المقربة من النظام، في 4 من حزيران عام 2020، أنه اشترى السفينة من أحد المزادات، وعدّلها لتصبح بطول 35 متراً، بعد أن كانت بطول 24 متراً، وهو ما يُعتبر "تعديلاً" على السفينة، وليس "تصنيعاً" لها، وفق ما يروج النظام.
