أُعلن ضمن فعاليات عام الثقافة 2022 في قطر عن إطلاق سيمفونية "وردة الصحراء" في 30 تشرين الأول 2022 احتفاء بمرور عشرة أعوام على انطلاق مهرجان سنوات الثقافة.
وهذه السيمفونية التي ألفها الموسيقي الأميركي-السوري مالك جندلي ستعزفها فرقة الأوركسترا الفيلهارمونية في قطر وذلك في المتحف الوطني لتلك الدولة.
وصفت مجلة Fanfare هذه السيمفونية بأنها: "إضافة مهمة وجديدة للأعمال السيمفونية في القرن الحادي والعشرين"، كما وصفتها مجلة Gramophone للموسيقى الكلاسيكية بأنها: "تشتمل على رموز غامضة تتجسد عبر أصوات وألسنة قادمة من التراث السوري الذي يتمتع به المؤلف الموسيقي الذي يدفع المرء ليوجه كل حواسه ليصغي بكل تعمق وتفكير، وذلك بفضل الألحان التي يرق القلب لها، والسخاء في تزامنها وتنسيقها، والنقلات الذكية، والعناصر الإبداعية".
بروشور السيمفونية
تقوم الأعمال الأوركسترالية المهمة التي قدمها الجندلي على دمج المقامات العربية ضمن صنعة فنية متميزة وجدية الهدف من العمل، بشكل يعكس دعوة اليونسكو للحفاظ على الإرث الثقافي الثري لوطنه سوريا وحمايته في وقت أخذ فيه هذا التراث يتداعى ويمسح من الوجود، حيث كتب أحدهم عن جندلي بأنه: "يلتقط الصراع والصدمة والانتصار لدى أشقائنا وشقيقاتنا النازحين والنازحات، وذلك عبر صوت طفل، ليقدم رسالة جميلة ومهمة".
يذكر أن جندلي انحاز للثورة السورية منذ بدايتها وعبر عن انحيازه هذا من خلال الفن حيث قدم سيمفونية القاشوش إحياء لذكرى منشد الثورة الذي قتلته عناصر المخابرات غيلة بسبب هتافاته المناهضة لبشار الأسد، إلى جانب سيمفونية "إيميسا" التي مزج من خلالها مقامات شرقية بطريقة أكاديمية مع النظرية الهارمونية للموسيقا الكلاسيكية.
كما أنه أول مؤلف سوري وموسيقي عربي قام بتوزيع أقدم تدوين موسيقي في العالم اكتشف في مدينة أوغاريت-رأس شمرا بسوريا على لوحات مسمارية تعود للقرن الرابع قبل الميلاد، حيث أضاف عليها الإيقاع والهارموني، وعزفها على البيانو برفقة فرق موسيقية عالمية شكلت لوحة فنية رائعة وعملاً موسيقياً فريداً أطلق عليه اسم: "أصداء من أوغاريت"، إلى جانب حصوله على جائزة حرية التعبير لعام 2011 في مدينة لوس أنجلوس الأميركية بعد أغنيته الشهيرة: "وطني أنا"، ومنحته مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي لقب "المهاجر العظيم" لعام 2015، لما يبذله من أجل العطاء الفني ومساهمته في تطوير المجتمع، ليهدي الجندلي بدوره تلك الجائزة لأطفال سوريا والعالم أجمع، خاصة اللاجئين والمهجرين الذين يطالبون بالسلام والعدالة وحقوق الإنسان.
المصدر: I Love Qatar