تم اختيار عازف البيانو والملحن السوري الشهير مالك جندلي ليصبح أول ملحن يحصل على إقامة فنية من قبل جامعة كوينز بشارلوت.
فقد ولد هذا الفنان في ألمانيا وترعرع في سوريا، ثم سافر هذا العازف والملحن إلى شارلوت بعدما حصل على منحة جامعة كوينز، وهناك حصل على شهادة بكالوريوس في الموسيقا عام 1997، ثم بدأ بالعزف مع الأوركسترا في مختلف بقاع العالم.
هذا ويمزج جندلي في أعماله بين التراث المشرقي والأسلوب الغربي، والأشكال الكلاسيكية والهارمونيتيكية. وقد عزفت مؤلفاته الموسيقية فرق أوركسترا كان من بينها فرقة الأوركسترا الفيلهارمونية الملكية بلندن، وأوركسترا بالتيمور السيمفونية، والأوركسترا الفيلهارمونية الروسية، وذلك في أماكن عدة منها دار الأوبرا بسيدني، وفينار كونزيرتهاوز بالنمسا، وقاعة كارنيجي وغيرها.
وبما أن مخزونه يتراوح بين موسيقا الحجرة وأعمال الأوركسترا واسعة النطاق، لذا فهي تشمل سيمفونيات، وموسيقا راقصة سيمفونية، وحفلات موسيقية للبيانو والكمان والفيولا والتشيللو.
ولمؤلفات جندلي الموسيقية غاية وهدف، ألا وهو حفظ التراث الثقافي لسوريا.
وبالرغم من أنه يمضي الجزء الأكبر من وقته متنقلاً بين نيويورك وأتلانتا، إلا أنه عاد إلى شارلوت من خلال الشراكة مع جامعة كوينز.
وحول ذلك يقول جندلي: "خصصت ذلك الوقت للتأمل والإبداع، بدلاً من الانتظار وحسب"، إذ منذ بدء جائحة كوفيد-19، انقطع موسم جولاته الذي يكون مزدحماً ومشغولاً للغاية عادة، إذ يقول: "لقد حان الوقت المناسب للعودة إلى المنزل".
بيد أن فترة الإقامة التي تمتد لعامين، والتي تم الإعلان عنها في تشرين الأول الماضي، أتت بالتزامن مع افتتاح مركز سارة بيلك غامبريل للفنون والمشاركة المدنية بكوينز بعد تجديده مؤخراً.
وحول هذه النقطة يقول جندلي: "هذه الإقامة ستسمح لي بمشاركة رحلتي الموسيقية مع الطلاب وربطهم بخريجين آخرين. وبخلاف المسار التقليدي المحافظ في تعليم الفنون الليبرالية، لديك تجربة حقيقية واقعية ملموسة مع كل شيء يحدث في العالم، وذلك كان العنصر الأساسي في رحلتي الموسيقية".
وتستمر الرحلة
التقى جندلي برئيس جامعة كوينز السيد دان لوغو في حفلة للخريجين أقيمت بأتلانتا، ويخبرنا جندلي بما جرى فيقول: "أخبرته بأني مؤلف موسيقي، وتبادلنا أرقام الهواتف، فقد كان تواقاً إلى الارتقاء بالفنون والموسيقا ورفع سويتها في جامعة كوينز".
وخلال فترة الإقامة، يتعين على جندلي تأليف وإنتاج أعمال سيمفونية، كما عليه أن يشارك في أوركسترا احترافية في حفلات على مستوى العالم. أما أكاديمياً، فسيقوم بتقديم ورشات عمل ومحاضرات ودروس متقدمة حول الإنتاج والتأليف الموسيقي.
هذا ويقوم بتمويل هذه الإقامة رعاة الفنون وأمناؤه القدامى في جامعة كوينز وعلى رأسهم سام وكارولين ماكماهون اللذان ساعدا جندلي عندما كان طالباً كما دعماه في العديد مما أنتجه من أعمال، وعن ذلك يخبرنا جندلي فيقول: "إنهما والداي الأميركيين، وأنا ممتن لهما طيلة عمري".
وخلال فترة دراسته في جامعة كوينز تتلمذ جندلي على يد بول نيتش الذي يعتبره جندلي اليوم صديقاً مقرباً ومرشداً روحياً، ثم حصل جندلي على جائزة العازف الموسيقي المتميز من قبل تلك الجامعة.
وعن جندلي يحدثنا نيتش فيقول: "لديه موهبة التأليف الموسيقي والعزف، كما أنه شخصية ملهمة، تحرك من حولها وتحفزهم، فهو يحفز الناس بشكل فعلي".
ففي عام 2013 شرع جندلي بجولة موسيقية عالمية حملت اسم: "صوت الأطفال السوريين الأحرار". وأتت سيمفونيته السورية التي سجلها مع الأوركسترا الفلهارمونية الروسية بموسكو رداً على الاضطرابات والفوضى التي دفعت بملايين العائلات السورية إلى الهرب والرحيل إلى المنفى.
حصل جندلي في عام 2014 على الجائزة الإنسانية للموسيقا العالمية، التي تمنح للموسيقا التي تكرس للعدالة الاجتماعية ولقضايا إنسانية أو بيئية. ويرعى جندلي المواهب الموسيقية الشابة في مختلف بقاع العالم وذلك من خلال مسابقة البيانو الدولية السنوية للشباب التي أطلقها.
وعن جندلي يخبرنا أستاذه نيتش: "إن تركيزه الفريد من نوعه يشعرك بأن العالم مكان واحد، وبأننا بحاجة للتأكد من استيعاب الجميع بأننا جميعاً نعيش معا في هذا العالم".
وفي عام 2015، أسس جندلي منظمة معزوفات على البيانو من أجل السلام وهي منظمة غير ربحية تدعو للسلام من خلال الموسيقا والعلم.
وعن ذلك يخبرنا نيتش: "ما يحمله مع هذه الإقامة هو إحساس بالأمل، بحيث يمكن للناس أن ينظروا إليه ويقولوا: لقد بدأ من لا شيء، ولكن انظروا إلى ما حققه في عالم الموسيقا، وهذا مصدر إلهام كبير".
المصدر: شارلوت أوبزيرفر