يرى قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط أن تطرف الأطفال في المخيمات المقامة في سوريا لأقارب عناصر تنظيم الدولة يمثل أكبر تهديد على المنطقة.
وفي حديث خلال اجتماع عبر الشابكة عقده المعهد الأميركي للمشاريع وهو مركز أبحاث ذو توجهات سياسية يمينية، يوم الثلاثاء الماضي تمت مناقشة الاتفاق النووي الإيراني والنزاع في اليمن، ذكر الجنرال كينيث ماكينزي رئيس القيادة الأميركية الوسطى أن الأولى إعادة الأطفال من رعايا الدول الأجنبية إلى بلدانهم وذلك لمنع انتشار فكر جماعة تنظيم الدولة وأيديولوجيتها.
كما وصف ماكينزي الظروف الشنيعة في مخيم الهول الذي يؤوي حوالي 63 ألف نسمة، وقال إنها تمثل مشكلة تكتيكية لابد أن تقلق الولايات المتحدة وغيرها من العناصر الفاعلة، لكنه أكد على أن انتشار فكر تنظيم الدولة يمثل مشكلة أكبر من الناحية الاستراتيجية، إذ قال: "هؤلاء الأطفال على وجه الخصوص يتجهون نحو التطرف، لذا في حال عدم إيجاد طريقة لإعادتهم إلى بلادهم ثم إعادة دمجهم وتخليصهم من تطرفهم، فإننا سنهدي أنفسنا مقاتلين جددا بعد مرور خمس إلى سبع سنوات، وتلك مشكلة عويصة".
إذ بحسب ما أوردته الأمم المتحدة، فإن معظم المحتجزين في مخيم الهول هم من فئة النساء والأطفال الذين تعود أصولهم إلى العراق وسوريا، إلا أن هنالك حوالي سبعة آلاف قاصر محتجز في المخيم ذاته وجميعهم أطفال ولدوا لمقاتلين أجانب انضموا لتنظيم الدولة.
وفي الوقت الذي حذر فيه مسؤولون كرد من أن المخيم تحول إلى حاضنة للتطرف، تواصل القوى الإقليمية والأجنبية الأخرى رفضها لتقبل عودة مواطنيها إلى أراضيها.
فقد أعلنت إدارة بايدن أنها تعتقد أن على المجتمع الدولي إعادة هؤلاء المواطنين من مناطق النزاع في الشرق الأوسط، إلا أن هذه الإدارة لم تقم بإعادة أي شخص من سوريا حتى الآن.
يذكر أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب دعم هو أيضاً فكرة إعادة المواطنين الأجانب الذين سافروا إلى سوريا والعراق، كما طالب أوروبا بإعادة مواطنيها.
"أعيدوا مواطنيكم"
تأكيداً على الحاجة لبدء عمليات الإجلاء الجماعية، أكد السيد ماكينزي على عدم وجود حل عسكري للتخلص من التطرف، حيث قال: "ما نحتاجه هو حكومة كاملة، بل نهج دول بأكملها للقيام بذلك، ويجب أن يصاحب ذلك أمور عديدة، إذ يتعين على الدول أن تعيد إليها رعاياها، وأن تستقبلهم على أراضيها، كما يجب علينا أن نجد ونطرح الأساليب التي تتيح لنا تحقيق عملية التخلص من التطرف ومكافحته بشكل فعلي... قد يبدو الأمر غريباً أن يقلق قائد عسكري حيال ذلك، ولكنني قلق جدا، لأن هذا الأمر لا بد أن يتحول إلى مشكلة عسكرية في غضون بضع سنوات إذا لم نعالج جوانبه غير العسكرية التي نراها اليوم".
ففي تقرير نشر في شهر شباط الماضي، أعلنت الأمم المتحدة أنها وثقت حالات: "تطرف، وجمع تبرعات، وتدريب وتحريض على القيام بعمليات خارجية" داخل مخيم الهول.
كما حذرت الأمم المتحدة من أن نحو سبعة آلاف طفل تقريباً يعيشون في ملحق خاص مخصص لذوي مقاتلي تنظيم الدولة من الأجانب، جميعهم باتوا يتجهون نحو التطرف، إذ تتم تربيتهم على أنهم سيصبحون عناصر لدى تنظيم الدولة في المسقبل.
المصدر: ميدل إيست آي