icon
التغطية الحية

ماكرون يعد اللبنانيين من منزل فيروز ويدعو للإسراع بتشكيل الحكومة

2020.09.01 | 10:14 دمشق

2020-08-31t184141z_949388538_rc26pi9w52cy_rtrmadp_3_lebanon-crisis-france.jpg
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره اللبناني ميشال عون (رويترز)
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

قدّم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارته الثانية للبنان بعد انفجار بيروت، وعوداً للبنانيين بالإصلاحات وأن "يحصل بلدهم على ما هو أفضل"، وذلك من أمام منزل المطربة فيروز التي استهل جولته في زيارة لمنزلها.

وظهر محتجون في بث تلفزيوني مباشر خارج منزل فيروز حاملين لافتات تعارض تشكيل حكومة مع "القتلة" وتحذر ماكرون من "الوقوف في الجانب الخطأ من التاريخ".

وقابل ماكرون مطالب المحتجين بانحناءة بسيطة. وصرخ البعض قائلين "أديب لا" وذلك في إشارة إلى رئيس الوزراء اللبناني الجديد مصطفى أديب الذي رشحه الزعماء اللبنانيون يوم أمس الإثنين تحت ضغط فرنسي.

 

 

وعند انتهاء الزيارة، توقف ماكرون للحديث مع المحتجين، وأمكن سماعه يقول في بث تلفزيوني "قطعت التزاما لها (فيروز) مثلما أقطع التزاما لكم هنا الليلة بأن أبذل كل شيء حتى تطبق إصلاحات ويحصل لبنان على ما هو أفضل. أعدكم بأنني لن أترككم".

ودعا ماكرون إلى تشكيل "حكومة بمهمة محددة بأسرع وقت ممكن"، بعد ساعات من تكليف مصطفى أديب رئيساً لها، في زيارة تأتي عشيّة إحياء لبنان المئوية الأولى لتأسيسه.

وجاء تكليف الرئيس اللبناني ميشال عون لأديب، سفير لبنان لدى ألمانيا، بتشكيل حكومة جديدة، ثمرة توافق بين أبرز القوى السياسية التي استبقت وصول ماكرون الذي يزور بيروت للمرة الثانية منذ انفجار المرفأ المروّع.

ونال أديب في وقت سابق الإثنين، غالبية 90 صوتاً من أصل 120 نائباً لتشكيل الحكومة المقبلة.

الزيارة الثانية لماكرون إلى لبنان منذ انفجار المرفأ

ويزور ماكرون بيروت للمرة الثانية خلال أقل من شهر كي يحث السياسيين على تشكيل حكومة مؤلفة من خبراء وقادرة على القضاء على الفساد والهدر والإهمال وإعادة البناء بعد الانفجار المدمر الذي شهده مرفأ بيروت هذا الشهر وأودى بحياة 190 شخصا.

وقال ماكرون للصحافيين أثناء مغادرته المطار، حيث كان في استقباله نظيره اللبناني ميشال عون، إنّ من أهداف عودته "التأكّد من أنّ حكومة بمهمّة محدّدة ستتشكّل في أسرع وقت، لتنفيذ الإصلاحات" التي يشترطها المجتمع الدولي مقابل تقديم دعم للبنان يساهم في إعادة تشغيل العجلة الاقتصادية.

وأضاف: "السبب الثاني لزيارتي هو ذكرى مئوية لبنان الكبير وإجراء تقييم للوضع العام ورأيت أنّ العملية قد بدأت بتكليف رئيس للحكومة".

وعلى تويتر، كتب ماكرون فور وصوله "كما وعدتكم، فها أنا أعودُ إلى بيروت لاستعراض المستجدّات بشأن المساعدات الطارئة وللعمل سوياً على تهيئة الظروف اللازمة لإعادة الإعمار والاستقرار".

ومن المطار، انتقل ماكرون إلى منزل الفنانة فيروز التي تعتبر رمزاً لوحدة لبنان، وكان عشرات اللبنانيين بانتظاره أمام المنزل.

ومن المقرّر أن يزور ماكرون لاحقاً رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في منزله وسط بيروت.

ويحفل جدول أعماله الثلاثاء بلقاءات سياسية وأخرى ذات طابع رمزي لمناسبة إحياء الذكرى المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير خلال فترة الانتداب الفرنسي. ويختتم الزيارة باجتماع يعقده مع تسعة من ممثلي أبرز القوى السياسية.

وفي زيارته الأولى في 6 من آب المنصرم، بعد يومين من الانفجار، دعا ماكرون المسؤولين إلى إقرار "ميثاق سياسي جديد" وإجراء إصلاحات عاجلة، ووعد بالعودة لـ"تقييم" التقدّم الذي تمّ إحرازه.

ودقّ الرئيس الفرنسي الجمعة ناقوس الخطر، محذّراً من اندلاع "حرب أهلية" في لبنان "إذا تخلّينا عنه".

وأوقع انفجار مرفأ بيروت 188 قتيلاً على الأقلّ وتسبب بإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح وألحق أضراراً جسيمة بعدد من أحياء العاصمة.

وقدّر البنك الدولي الإثنين الأضرار والخسائر الاقتصادية الناجمة عن الانفجار بين 6,7 و8,1 مليارات دولار.

ويشهد لبنان منذ أكثر من سنة انهياراً اقتصادياً هو الأسوأ منذ الحرب الأهلية (1975-1990)، بعد سنوات من النمو المتباطئ، وعجز الحكومات المتعاقبة وسط خلافات سياسية عن إجراء إصلاحات بنيوية، وترهّل المرافق العامة وتفشي الفساد.