قد أكون رغم التصريحات التركية المبكرة قد اندهشت ولكنني قلت لنفسي لأفكر بشكل عكسي ماذا يضير السوريين أن يحدث مثل هذا الاجتماع الثلاثي بين وزراء دفاع ومخابرات النظام وروسيا وتركيا وخاصة أن مفاوضات جنيف في خبر كان والحل السياسي توقف واللجنة الدستورية مجمدة وأستانا دون مخرج ومصادر تركية تقول إن الاجتماع الثلاثي في موسكو، تطرق إلى 4 عناوين، العودة الآمنة والكريمة للاجئين، وإعادة الممتلكات لأصحابها عند عودتهم، وضمان محاكمات عادلة، واستكمال التعديلات الدستورية لإجراء انتخابات حرة ونزيهة..
ماذا يضيرنا كسوريين من هذا الاجتماع ونحن نعرف أن النظام سيتحدث ويقول ويقدم الوعود ولكن لن ينفذ، عودة اللاجئين تعني سقوطه وانتخابات حرة ونزيهة كالعنقاء من المستحيلات إن مسألة العودة الآمنة للاجئين السوريين في تركيا واسترداد ممتلكاتهم التي احتلت الأولوية خلال الاجتماع، لم ولن ترضي النظام حتى لو كان الروسي هو الضامن أو الضاغط، ولكن ماذا ونحن أمام اجتماع قادم لوزراء الخارجية الروسية والتركية مع وزير خارجية النظام؟..
الإعلان عن الخبر كان واحداً ولكن بصيغتين مختلفتين، الوكالة التركية تؤكد ما قاله وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو للصحفيين حول اتصاله الهاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وأن لافروف سأله "متى نعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي؟"، وأنه بدوره أجابه قائلا "فلنحضر جيدا للقاء ومتى ما كنا مستعدين فلنعقده في ذلك الوقت".
ماذا يضيرنا كسوريين من هذا الاجتماع ونحن نعرف أن النظام سيتحدث ويقول ويقدم الوعود ولكن لن ينفذ، عودة اللاجئين تعني سقوطه وانتخابات حرة ونزيهة كالعنقاء من المستحيلات
وأضاف جاويش أوغلو أن لافروف سأله عما إذا كان النصف الثاني من يناير موعداً مناسباً؟ وأنه أجابه بأنه من الممكن ذلك. وتابع أنه: "لم نقرر بعد أين سنعقد اللقاء، ومن الممكن أن يتم في بلد ثالث، وتم طرح أسماء بعض الدول".
في حين أورد الإعلام الروسي (سبوتنيك) الخبر على الشكل التالي أن وزير الخارجية التركي أعلن أن بلاده اقترحت عقد اجتماع مع سوريا بين وزيري خارجية البلدين في دولة ثالثة خلال النصف الثاني من كانون الثاني/يناير المقبل.
وشتان بالفعل بين طريقة الخبرين فعلى ما يبدو تحاول روسيا أن تقول إنها لا تؤثر على تركيا لعقد اللقاءات وإن كل ما يحدث يجري بطلب تركي. في كل الأحوال فقد كانت ردود فعل السوريين في المناطق المحررة واضحة وهي أنها ليست ضد الحل ولكنها ضد التطبيع مع النظام، الجو السائد بالنسبة للسوريين إعلانهم في تظاهراتهم عن موقفهم الرافض للتقارب مع بشار الأسد وبيانات أيضا من المعارضة تعلن عن مواقفها الرافضة.
أما هيئة التفاوض ممثلة برئيسها الدكتور بدر جاموس والائتلاف السوري المعارض ممثلاً برئيسه سالم المسلط فقد طلبا عقد لقاء مع الأتراك كان مقرراً الإثنين وقد تم تأجيله من الجانب التركي بسبب عطلة الأعياد.
والواقع أن موقف الائتلاف عموما يماثل الجو العام السائد عند السوريين حتى لو لم يتم التصريح به بينما المنطق يقول لا يمكن للأتراك التفريط "باستثمارهم" سياسياً بالائتلاف بسهولة والصلح والتصالح مع النظام ليست طريقاً معبداً وكثير يعتقدون أن الأمر مجرد مناورة سياسية لكسب الوقت للانتخابات التركية ولسحب الملف السوري من أيدي المعارضة التركية وإرضاء لروسيا، أيضا ستعرف أنقرة كيف تستثمره في علاقاتها معها في عدة مجالات..
ولكن لابد من التريث لتقييم الموقف لاحقاً مع ما ستشهده في الاجتماعات القادمة.