عقدت المعارضة التركية المتمثلة بـ"حزب الشعب الجمهوري" في مدينة إسطنبول، اليوم السبت، مؤتمراً تحت عنوان (مؤتمر سوريا الدولي)، لـ مناقشة موضوع اللاجئين السوريين في تركيا، وأمور أخرى متعلقة بالشأن السوري.
وافتتح رئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو (مِن "الحزب الجمهوري" المعارض)، المؤتمر الذي حضره العديد مِن الشخصيات العربية والأجنبية (بينهم مندوبون عن روسيا وإيران حلفاء نظام الأسد)، إضافةً إلى أكاديميين وصحفيين، دون التأكد مِن حضور ممثلين عن نظام الأسد والمعارضة السورية.
ونقل مراسل تلفزيون سوريا كلمة "إمام أوغلو" في المؤتمر، التي قال فيه إن "الحرب في سوريا وصلت إلى مرحلة لا أحد يعرف مَن يحارب مَن، وإن السوريين هاجروا إلى تركيا لأنهم رفضوا خوض حرب لا يثقون بها"، مضيفاً أن بلاده "لا تلوم السوريين على اللجوء إليها، لأنهم فروّا مِن الحرب وهاجروا للبقاء على قيد الحياة".
وأشار "إمام أوغلو" إلى أن السوريين "يواجهون الكراهية في كل دول العالم، خصوصاً في أوروبا، وأن على بلاده تقبّل السوريين وحل أزمتهم"، مشيراً إلى أن الوضع الإنساني للسوريين في تركيا سيئ وتجب معالجته".
وتابع: "ملف السوريين أمر ليس سهلاً وله أبعاد كبيرة ومعقدة، ومشكلتهم هي مشكلة دولية وتركيا لا تتحملها وحدها"، مضيفاً: "لن نترك السوريين لقدرهم بل سنسلك كل السبل للوقوف معهم، ولكن أهم نقطة هي تشجيع السوريين على العودة إلى بلادهم وفق ظروف مناسبة".
مِن جانبه، قال رئيس حزب الشعب الجمهوري (كمال كليجدار أوغلو)، إن "أزمة السوريين في تركيا تفاقمت بسبب السياسة الخاطئة (في إشارة إلى السياسة التي اتبعها الرئيس التركي وحزبه "العدالة والتنمية" الحاكم)"، مشيراً إلى أنهم في النهاية "يريدون السلام لـ سوريا كدولة شقيقة".
وأضاف "كليجدار أوغلو"،أنهم ناقشوا مع حكومة نظام الأسد عام 2011، السلام في سوريا، كما ناقشوا ذلك مع المعارضة السورية عام 2012، وأنهم طالبوا بالسلام منذ بدء الربيع العربي في البلاد.
وتابع "ناقشنا موضوع السلام مع الأمم المتحدة وطرحنا الحلول دائماً، كما شكّلنا لجنة مع إيران وروسيا لـ طرح حلول السلام في سوريا"، مشيراً إلى أن "بداية الحل هو فتح الطريق بين دمشق (يقصد نظام الأسد) وأنقرة، واتخاذ سياسة جديدة في سوريا، مِن أجل تحقيق السلام وعودة السوريين".
كذلك، تحدّث عن تشكيل "اللجنة الدستورية" السورية، معتبراً أنها "خطوة مهمة للحل في سوريا"، قائلاً في الوقتِ عينه "ننتظر صياغة الدستور السوري ونتمنى أن يحمي الأقليات"، مؤكّدا على وجوب وحدة الأراضي السورية، وأن الشعب السوري وحده مَن يقرر مصيره.
مِن جهةٍ أخرى، حذّر رئيس حزب الشعب الجمهوري (المعارض) في تركيا، مِن كارثة إنسانية في إدلب (التي تشهد حملة عسكرية لـ روسيا ونظام الأسد)، مردفاً "نحن قلقون على أرواح العساكر الأتراك الموجودين في سوريا لمراقبة الأمن".
بدوره، قال حكمت تشتين (وزير الدولة السابق، وعضو في حزب الشعب الجمهوري): إنهم توقّعوا سقوط رأس النظام في سوريا "بشار الأسد" بسرعة كما سقط "مبارك" (الرئيس المصري السابق) و"زين العابدين" (الرئيس التونسي السابق)، ولكن هذا لم يحصل، مضيفاً أن التظاهر السلمي في سوريا كان مقبولاً قبل دخول "الإرهابيين ومحاربة الجيش السوري"، وفقاً لوصفه.
وأشار "تشتين" (معروف في تأييده لـ نظام الأسد)، إلى أنهم يوافقون على تنحي "الأسد" ولكن هذا لا يمنع مِن ضرورة إجراء الحكومة التركية محادثات مباشرة مع حكومة النظام، مردفاً "لو أن بلاده حاورت النظام، لما احتاجت إلى منطقة آمنة".
وكان "كليجدار أوغلو" قد طالب في مقابلة أجراها مع صحيفة "خبر تورك"، مطلع شهر آب الماضي، بضرورة دعوة جميع الأطراف في سوريا بمن فيهم ممثلون عن نظام الأسد، إلى مؤتمر دولي عن اللاجئين السوريين، دعا حزبه إلى تنظيمه بهدف ما سمّاه "توضيح الحقائق في سوريا".
اقرأ أيضاً.. المعارضة التركية تخطط لدعوة ممثلي النظام إلى مؤتمر عن اللاجئين
يشار إلى أن (كمال كليجدار أوغلو) سبق أن دعا إلى عقد محادثات رسمية مع نظام الأسد وعودة السفير التركي إلى دمشق، الذي سحبته الحكومة التركية، شهر آذار عام 2012، وعمِلت على دعم المعارضة السورية سياسياً وعسكرياً بعد اندلاع الثورة السورية، ما أثار حفيظة المعارضة التركية، وعلى وجه الخصوص حزب الشعب الجمهوري.