أجرت قناة "روسيا اليوم" لقاءً مع المستشارة الخاصة لرئيس نظام السوري، لونا الشبل، تحدثت فيه عن العملية السياسية في سوريا، والوضع الاقتصادي، وعلاقات النظام مع الدول العربية والإقليمية.
اللجنة الدستورية "تراوح بالمكان" والفيدرالية تتعلق بالدستور
وقالت الشبل إن "اللجنة الدستورية السورية تراوح بالمكان، لأنها تتعرض للتدخل الخارجي"، مؤكدة أن "الحوار والشخصيات المشاركة فيه يجب أن تكون مستقلة عن أي تدخل خارجي".
واعتبرت أن النظام "يكمل في مسار اللجنة الدستورية لأنه لا يتوقف عن أي محاولة يمكن أن تصل لحل سياسي في سوريا، مهما كان شكلها أو نوعها أو الأمل فيها ضعيفاً"، مشيرة إلى أنه "لم نتوقف عن التفاوض مع أي أحد، بما فيه من حمل السلاح بشرط تسليمه للدولة".
ورداً على سؤال حول الفيدرالية في شمال شرقي سوريا، قالت الشبل إن "الفيدرالية ليست قرارا شخصيا، بل لها علاقة بالدستور، والشعب يقرر بشأنها"، مؤكدة أن "معظم الشعب السوري يرفض الفيدرالية".
"استطعنا كسر الحصار"
وحول الأزمة الاقتصادية والوضع المعيشي المتدهور في مناطق سيطرة النظام، قالت الشبل إن "أي حصار اقتصادي على دولة يهدف إلى شلل الاقتصاد، وإصابة الحياة المعيشية للمواطن بالشلل".
وأضافت أن ما يقوم بها النظام السوري هو "محاولة كسر هذا الحصار، وكسره بطرق مختلفة، واستطاع تأمين الاحتياجات الضرورية بالحد الأدنى للمواطن السوري"، من دون أن تكشف عن ماهية الطرق التي استطاع فيها النظام كسر الحصار.
وأوضحت الشبل أن "الإجراءات الأحادية المفروضة على سوريا وعقوبات قيصر هي حرب، وكان من المتوقع أن الدول الغربية التي دعمت الإرهابيين وشنت الحرب على سوريا، عندما تفشل بتحقيق أهدافها، تنتقل إلى الوضع الاقتصادي، وهذا ما قامت به".
العلاقات مع الدول "العربية مقبولة ولا نطلب أكثر من ذلك"
وعن تطبيع الدول العربية علاقاتها مع النظام، أكدت الشبل أن "علاقاتنا دائماً كانت مفتوحة، ونسعى لعلاقات جيدة مع جميع الدول"، مشيرة إلى أن "علاقاتنا مع مصر والإمارات جيدة، لكن أي دولة ستدخل معنا ونحن في حالة حصار وعقوبات ستتعرض لضغوط".
وأشارت إلى أن النظام "يتفهم حجم الضغوط التي تمارس على أي دولة تحاول فتح علاقات اقتصادية مع سوريا"، موضحة أن العلاقات مع الدول العربية "مقبولة، ولا نطلب أكثر من ذلك".
وفيما يخص مشاركة سوريا في اجتماع القمة العربية في الجزائر، قالت الشبل إن "عضوية سورية بالجامعة جمدت وفق قرار مخالف لقوانينها وسنعود إليها فور التراجع عن ذلك".
الأتراك طلبوا إعطاء دور سياسي لـ "الإخوان المسلمين"
وكشفت مستشارة رئيس النظام أن "مسؤولين أتراكاً حضروا إلى سوريا قبل الأزمة، وطلبوا إعطاء دور سياسي للإخوان المسلمين، والإفراج عنهم وإخراجهم من السجون بعد كل الجرائم التي قاموا بها".
وقالت الشبل إن تركيا "كانت قبل الأزمة في سوريا تمهد لسيطرة الفكر المتطرف الراديكالي الإخواني، فكر القاعدة في المنطقة"، مشيرة إلى أن "الدليل على ذلك أن أنقرة أقامت المخيمات على الحدود قبل الحرب".
وزعمت أن "الدور التركي مع بداية الحرب، كان يدعم الإرهاب علناً، ويدعم المجموعات المتطرفة والفكر القاعدي"، مشيرة إلى أن الحكومة التركية "تدفع بإرهابييها إلى المناطق التي تحتلها، وتحاول تغيير الديمغرافيا السورية".
العلاقة مع إيران "تاريخية ووفية"
وعن الوجود الإيراني في سوريا، أوضحت الشبل أنه "يقتصر على ضباط إيرانيين مع الجيش السوري، وليست هناك تشكيلات أو وحدات إيرانية".
واعتبرت الشبل أن "وجود قوات من عدمه، مهما كان نوعها أو شكلها أو جنسيتها، هو قرار سيادي لا يتدخل فيه أحد، ولا يحق لأحد أن يملي فيه، وسوريا هي التي تقرر من يوجد على أراضيها ومن لا تريد".
وأكدت أنه "ليست هناك قوات جيش، بمعنى تشكيلات أو وحدات عسكرية إيرانية على الأراضي السورية، والموجود هو ضباط إيرانيون مع الجيش السوري، فنحن في حالة حرب وبحاجة لأي مساعدة عسكرية".
ووصفت الشبل علاقات نظامها مع إيران بأنها "تاريخية ووفية"، مشددة على أن "إيران وقفت مع سوريا والجيش السوري في الحرب، وسوريا لا تقابل الوفاء بالغدر".
إسرائيل تدمر ما أنجزته سوريا بالتعاون مع روسيا
أما عن إسرائيل، فقالت الشبل إن "الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تزداد كلما كان وضع الإرهابيين متدهوراً"، مشيرة إلى أنها "دخلت في الحرب على سوريا وساهمت بها بشكل مباشر، ودعمت الإرهابيين".
وفي إشارة إلى القصف الإسرائيلي على ميناء اللاذقية، قالت الشبل إن إسرائيل "تقوم بتدمير ما أنجزته سوريا بالتعاون مع روسيا في المجال الاقتصادي".
وحول تطبيع العلاقات بين نظام الأسد وإسرائيل، أضافت الشبل أن "سوريا مع السلام وفقاً لقرارات مجلس الأمن التي تؤكد عودة الجولان كاملاً"، مؤكدة أنه "فيما عدا ذلك لم يتغير شيء، لا في السياسة ولا في الميدان".