"لوحةٌ في فراغ حزين"
أمينٌ على الحبِّ، قلبي أمينْ
يعزّي البساتينَ .. يزرعها بسمةَ الياسمينْ/ ويعزفُ لحنَ انتظارِ الفصولِ
فيسكنني العشقُ .. يرسُمني لوحةً في فراغٍ حزينْ
وكلُّ الدروبِ التي أيقظتني تمرُّ بقربي/ تمرُّ السجونُ.. تمرُّ المنافي..
يمرُّ الذين على أوّل القلبِ كانوا وندفنهم خائفينْ
فهذي البلادُ تحبُّ الكلابَ، وتُطعمُها نخوةَ الجائعينْ
أمينٌ على الحبِّ قلبي أمينْ.
تهتكتُ نأياً/ دماءً .. وعرضاً .. وأرضا
وشعراً يساومُ فينا الحياءَ، لعلَّ الحكوماتِ ترضى
وما زال صمتي يحزُّ الكلامَ
وما زال موتي يُثيرُ الحياةَ، ويُعلنُ أنيّ..
وأني انتظرتُكِ عشرينَ عاماً/ وعشرينَ عاماً ليأتي اليقينْ
وعشرينَ عاماً لتأتي البلادُ
وعشرينَ عاماً/ فجاء الفساد
ولم يبق إلا.. وإلاكِ أنتِ
لنبدأ طورَ الوجودِ وجوداً
ونرسمَ أوَّل خطّ العدم
لنصرخَ ملءَ فراغِ المكانِ..
فراغِ الزمانِ ..
وملءَ فراغِ الكلامِ القديمِ/ ونعلنَ بدءَ الحياةِ، حياةً
وبدءَ ارتجالِ الحروف اشتياقاً
يودِّعُ فينا عجافَ السنينْ.
أمينٌ على الحبِّ قلبي أمينْ
عصيّاً تهطَّلَ شجوُ اشتياقي
وقدَّ انتظارُكِ فيَّ السنينْ
ولم يبق إلاّ .. وإلاّكِ أنتِ
فهذي البلادُ خريطةُ حزني/ وإعلانُ موتِ النخيل انتماءً
وموتِ الفراتِ على ضفتيَّ
وموتِ الجهاتِ، بكلِّ الجهاتِ
بكلِّ اللغات
وموت اليسارِ..
وموتِ اليمينْ.