البث المباشر
شكك فريق منسقو الاستجابة، بقدرة الدول المانحة على الوفاء بالتعهدات التي قدمتها في مؤتمر بروكسل الثامن لدعم "مستقبل سوريا والمنطقة".
واعتبر الفريق في بيان بعد انتهاء فعاليات مؤتمر بروكسل يوم أمس الإثنين، أن جميع المبالغ المعلن عنها "وهمية كعادة النسخ السابقة من المؤتمر، من خلال الإعلان عن دفعات تمويل هائلة، ولا يتم الالتزام بها من قبل المانحين، وهو ما ظهر واضحاً في النسخ السابقة".
ورأى الفريق أن الدول المانحة "لم تستطع منذ انطلاق مؤتمر بروكسل الالتزام بما يتم التعهد به، وتلجأ الوكالات الدولية إلى إطلاق مناشدات عاجلة لتمويل عملياتها الإنسانية في سوريا".
كذلك أشار البيان إلى أن قيمة التعهدات الكلية منذ انطلاق نسخ مؤتمر بروكسل بلغت حتى الآن أكثر من 62.07 مليار يورو، مؤكداً أن هذه المبالغ كفيلة بإصلاح نسبة كبيرة من الأضرار التي حصلت في سوريا، لكن الأوضاع الإنسانية ما تزال في تدهور مستمر دون أي تحسن فعلي أو ملحوظ.
انتقاد للمؤسسات المشاركة في مؤتمر بروكسل
انتقد الفريق في بيانه المؤسسات المشاركة في المؤتمر، معتبراً أنها "لا تمثل إلا نفسها، وتحولت بشكل صريح من منظمات مختصة بالعمل الإنساني إلى شركات ربحية".
وبخصوص حضور مؤسسات تابعة للنظام، قال الفريق إن "الأمر لم يكن مفاجئاً، حيث شهدت كل المؤتمرات حضور جهات تابعة للنظام"، مضيفاً: "من المستغرب إصرار المنظمات العاملة شمال غربي سوريا على الاستمرار بالحضور، الأمر الذي يؤكد قبولها لوجود مؤسسات النظام في المؤتمرات، والذي من الممكن أن يتطور إلى تواصل مباشر في الفترة القادمة لضمان استمرار عملها".
كما أعرب الفريق عن رفضه لحضور جهات كانت دخيلة على الشعب السوري مثل "مجتمع الميم"، منتقداً إدخال المجتمع الدولي تلك الجهات إلى المجتمع السوري "تمهيداً لخطوات قادمة يتم العمل عليها منذ سنوات، وستقابل بالرفض من كل أطياف الشعب السوري".
وأضاف: "استطاع منظمو المؤتمر من خلال الجلسات التي تم العمل بها من إفراغ المؤتمر من مضمونه، من خلال إدخال العديد من القضايا السياسية وقضايا أخرى ضمن مؤتمر مخصص للعمليات الإنسانية فقط، وليس لمناقشة عمليات التطبيع أو ملفات سياسية أخرى".
مؤتمر بروكسل الثامن
انتهت يوم أمس الإثنين أعمال مؤتمر بروكسل الثامن لـ"دعم مستقبل سوريا والمنطقة"، وفيه تعهدت الدول المانحة بتقديم تبرعات ومنح وقروض، بقيمة 7.5 مليارات يورو (8.1 مليار دولار).
وأفاد مراسل تلفزيون سوريا بأن هذه التعهدات تضمنت 5 مليارات يورو (5.4 مليارات دولار) من القروض، و2.5 مليار يورو (2.7 مليار دولار) من المنح، كما تم تخصيص 3.5 مليارات يورو (3.8 مليارات دولار) لعام 2024، بينما خُصص 1.2 مليار يورو (1.3 مليار دولار) لعام 2025.
وخلال المؤتمر، تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم ملياري يورو (2.2 مليار دولار)، والولايات المتحدة بتقديم 593 مليون دولار، وكندا 147 مليون دولار، وقطر: 75 مليون دولار، وأستراليا 10 مليون دولار، وألمانيا 1.53 مليار يورو، والدنمارك 94 مليون يورو، والنرويج 44 مليون يورو، وهولندا 19 مليون يورو، والنمسا 15 مليون يورو، وإسبانيا 5.4 مليارات يورو، وكرواتيا 600 ألف يورو.
