أفادت وسائل إعلام عبرية أن إيران تبذل جهوداً متزايدة لتحسين دفاعاتها الجوية في المواقع التي تنفذ فيها إسرائيل هجمات جوية، في الوقت الذي تؤكد فيه تقارير صحفية أن إسرائيل تعزز دفاعاتها الجوية بشكل كبير، هي الأخرى، في ضوء تهديدات الطائرات المسيّرة الإيرانية المتزايدة.
ووفقاً لتقديرات استخبارية إسرائيلية، نقلتها صحيفة "هآرتس"، فإن إيران تحاول إنشاء مجموعة من صواريخ أرض جو في سوريا ولبنان والعراق وأماكن أخرى، في محاولة لتعطيل الغارات وإسقاط الطائرات الإسرائيلية.
أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية تحسّن قدرات نظام الأسد
وتقول مصادر في الجيش الإسرائيلي إن أنظمة الدفاع الجوي التي تصنعها إيران، ساعدت نظام الأسد على تحسين قدراته ضد الطائرات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن قوات النظام "نجحت في تقصير وقت ردها على الغارات، وحسّنت قدراتها على تدمير الصواريخ التي تطلقها إسرائيل على سوريا".
وأشارت "هآرتس" إلى أن المسؤولين في الجيش الإسرائيلي "يشعرون بالقلق من احتمال أن تجد هذه الأنظمة الدفاعية طريقها إلى الجماعات المدعومة من إيران، مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وجماعات أخرى".
كما حدد المسؤولون انتشاراً إيرانياً متزايداً للطائرات المسيّرة ضد إسرائيل، من خلال "حزب الله" وحركة "حماس"، وغيرهما، في حين أعطت القوات الجوية الإسرائيلية الأولوية لموقع هذه الطائرات من دون طيار والهجوم عليها، وفق الصحيفة.
وأضافت أنه "كجزء من الرد على هذا التهديد، حث الجيش الإسرائيلي مصنعي الدفاع على تشغيل نظام دفاع صاروخي قائم على الليزر بحلول العام المقبل، بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يتلقى الجيش مزيداً من أنظمة القبة الحديدية في غضون عامين".
الجيش الإسرائيلي يستعد لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية
كما ذكرت تقارير أخرى، أن الحكومة الإسرائيلية كلفت الأجهزة الأمنية ومؤسسة الجيش بالاستعداد وإعداد خطط لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية في حال تعثر المفاوضات النووية مع طهران، واستمرار الجمهورية الإسلامية في إحراز تقدم نحو صنع قنبلة نووية.
ووفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فإن الاستعدادات تشمل معدات خاصة، وقدرات استخبارية متقدمة، وتحسينات في الخطط المعدة سابقاً".
وقالت إن إسرائيل "استأنفت الاستعداد لهجوم محتمل على إيران، إذ بدأ سلاح الجو تدريبات مكثفة نفذت خلالها الطائرات العسكرية ضربات ضد أهداف تحاكي المنشآت النووية الإيرانية"، في الوقت الذي يسعى فيه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي من خلال هذه الاستعدادات إلى تشكيل أداة ضغط على إيران والإدارة الأميركية على حد سواء، في إطار مفاوضات العودة للاتفاق النووي مع إيران وإبقاء الخيار العسكري حاضراً بقوة على الطاولة.
وكشفت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يعتزم الحصول على تغطية دفاعية كاملة ودائمة فوق المجال الجوي لشمال إسرائيل، في غضون عامين، مع خطط لتوسيع التغطية في نهاية المطاف لتشمل الدولة بكاملها، مشيرة إلى أن إسرائيل تركز حالياً على تعزيز دفاعاتها الجوية بشكل كبير، في ضوء تهديدات الطائرات المسيرة الإيرانية المتزايدة.
وقالت الصحيفة إن سلاح الجو الإسرائيلي يشتري أنظمة رادار إضافية ليتم تثبيتها في المنطقة الشمالية، وتحسين قدرة الجيش على اكتشاف الطائرات بلا طيار.
وأضافت أن الجيش أجرى أيضاً عدداً من التحسينات على نظام "القبة الحديدية" للدفاع الصاروخي القصير المدى، ما سيسمح بإسقاط طائرات من دون طيار، وهو ابتكار تم اختباره لأول مرة خلال التصعيد الأخير بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية بقطاع غزة، في أيار الماضي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن "الهجوم المدمر الذي شنته إيران، في العام 2019، على منشأة أرامكو النفطية السعودية، باستخدام طائرات من دون طيار وصواريخ كروز، شكّل جرس إنذار لخطورة التهديد الذي تشكله هذه الأسلحة".
ووفق "تايمز أوف إسرائيل"، فإنه في العامين الماضيين منذ هجوم "أرامكو"، ازداد هذا التهديد، حيث قامت إيران بتصدير طائرات من دون طيار إلى حلفائها الحوثيين في اليمن، ووكلائها في سوريا والعراق، وإلى جماعة "حزب الله" في لبنان، بالإضافة إلى مشاركة تصاميم هذه الطائرات مع حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" الفلسطينيتين في قطاع غزة.
الطائرات المسيّرة أداة الضربات الرئيسية لـ "فيلق القدس"
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قالت مجموعة إيرانية معارضة في المنفى إن الطائرات المسيّرة أصبحت الأداة الرئيسية في الضربات التي يشنها "فيلق القدس"، المسؤول عن العمليات الخارجية لميليشيا "الحرس الثوري" الإيراني.
وقال "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية"، الجناح السياسي لمنظمة "مجاهدي خلق"، إن الطائرات المسيّرة تأتي من 8 مصانع في إيران وتُستخدم في صنعها مواد مهربة، ثم تُرسل إلى دول مثل سوريا، والعراق، لتجميعها واستخدامها.
وأكدت المجموعة المعارضة، في بيان لها، أنها حصلت على معلوماتها من مصادرها داخل هذا البلد وأرفقتها بصور قالت إنها من مصانع الإنتاج، حيث تعمل وحدة متخصصة في استخدام الطائرات من دون طيار بسلاح الجو في "الحرس الثوري"، وفق ما نقلت عنها وكالة الصحافة الفرنسية.
وأكد البيان أن ميليشيا "الحرس الثوري" تستخدم الطائرات المسيّرة ضد فصائل المعارضة السورية، دعماً لنظام الأسد، كما ترسلها لجماعات حليفة لها، خاصة ميليشيا "الحوثي" في اليمن، التي تستخدمها لشن هجمات ضد منشآت حكومية ومدنيين داخل المملكة العربية السعودية.
وأضاف البيان أن "فيلق القدس يستخدم بشكل أساسي أنواعاً مختلفة من الطائرات من دون طيار في عملياته الإرهابية ولتزويد القوات الحليفة له في المنطقة"، موضحاً أن طهران "تحاول أن تعوّض بهذه التكنولوجيا قوة جويّة متداعية وعفا عليها الزمن، خاصةً باستخدام محركات ومكونات إلكترونية مصدرها الصين، ومواد تشتريها من تركيا وكوريا الجنوبية".
كما أوضح تقرير سري، نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن إيران استطاعت تسليح حلفائها بهذه التكنولوجيا وبمكونات لم تمر عبر البلاد.
ووفق الصحيفة، وجد تقرير سري صدر عن مركز أبحاث "C4ADS" في واشنطن، أن إيران "تمكنت من تسليح حلفائها الحوثيين بنجاح في اليمن، باستخدام شبكة من الشركات التجارية حول العالم لشراء المكونات، بعضها من خلال التهريب".
يشار إلى أن الطائرات المسيّرة (من دون طيار)، أصبحت تكنولوجيا رائجة في يد الميليشيات الإيرانية، بعد أن كانت في السابق تمتلكها الدول فقط، في الوقت الذي تعد فيه مواجهة هذه الطائرات أمراً صعباً، إذ إنه ليس من السهل اكتشافها بعكس الطائرات المأهولة الأكبر نسبياً، فضلاً عن أنها تطير على ارتفاعات منخفضة وبأنماط طيران أقل قابلية للتنبؤ مقارنة بالصواريخ.