اجتمع وفد من وزارة الخارجية والقوات الأميركية مع جهاز مكافحة المخدرات التابع لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" أمس الخميس في مدينة القامشلي، لمتابعة سير عمليات مكافحة المخدرات في مناطق شمال شرقي سوريا.
وأفاد مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا بأن "جهاز مكافحة المخدرات في قسد بدأ يتلقى دعما واسعا من واشنطن مؤخراً بهدف مكافحة نشاط نظام الأسد والميليشيات الإيرانية في صناعة وتجارة وتهريب المخدرات في المنطقة".
وضم الوفد الأميركي ممثلين عن الخارجية الأميركية وقادة من القوات العسكرية إلى جانب مسؤولين في أجهزة الاستخبارات ومختصين في مكافحة المخدرات بحسب المصدر.
وزودت واشنطن جهاز مكافحة المخدرات في "قسد" مؤخراً بمعدات وأجهزة متطورة خاصة بكشف المخدرات، إلى جانب إخضاع مسؤولين من عناصر الجهاز لدورات تدريبية عديدة.
مطار القامشلي لتجارة المخدرات
وبحسب المصدر، فإن الاجتماع ركز على عمليات مكافحة صناعة وتجارة وتهريب المخدرات من قبل نظام الأسد والميليشيات الإيرانية في مناطق شمال شرقي سوريا وعبر الحدود وضرورة العمل والتنسيق لتقويض هذه التجارة التي تدر ملايين الدولارات على الطرفين سنوياً.
ووقّع الرئيس الأميركي جو بايدن، قانون تفويض الدفاع الوطني للعام 2023 التي قدّمها الكونغرس، بقيمة 816.7 مليار دولار، وتضمن قانوناً لمحاربة وتفكيك عملية إنتاج وتجارة مخدر "الكبتاغون" التي يقودها النظام السوري.
وتنشط ميليشيات تابعة للنظام وإيران في عمليات صناعة وتهريب المخدرات وتجارتها في محافظة الحسكة ودير الزور بشكل رئيسي.
وأفاد مصدر من "قسد" لموقع تلفزيون سوريا بأن "عناصر من ميليشيات إيرانية حولوا مطار القامشلي الدولي إلى مركز لبيع وتجارة الحبوب المخدرة".
وأضاف أن تجارا ومتعاطين اعترفوا بحصولهم على الحبوب المخدرة والحشيش من أشخاص مقربين من إيران وضمن ميليشيات الدفاع الوطني، وهم موجودون في مطار القامشلي.
وبشكل مستمر ينفذ جهاز مكافحة المخدرات حملات اعتقال ومداهمة تطول متعاطين وتجارا ومروجين للمواد المخدرة في مناطق شمال شرقي سوريا ولا سيما في مدينة القامشلي والحسكة حيث يسيطر النظام على مناطق تعرف بـ "المربعات الأمنية".
وأواخر العام الفائت قال مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا إن واشنطن أشرفت على لقاء أمني "غير معلن" جرى بين مسؤولين في قوات الأمن الداخلي (الأسايش) التابعة لـ"قسد" وجهاز مكافحة المخدرات في إقليم كردستان العراق بهدف زيادة التنسيق الأمني بين الطرفين لمواجهة عمليات تهريب وتجارة المخدرات بين طرفي الحدود".
وأعلنت "الأسايش" في آذار الماضي عن ضبط أكثر من 2.5 مليون حبة كبتاغون مخبأة داخل مواد بناء في شمال شرقي سوريا، كان يفترض أن يتم تهريبها إلى كردستان العراق.
الميليشيات وتهريب المخدرات
وتعمل ميليشيا الدفاع الوطني وكتائب تعرف باسم "أنصار" الأجهزة الأمنية التابعة للنظام على نقل المواد والحبوب المخدرة من مناطق سيطرة النظام إلى مناطق "قسد" في محافظة الحسكة وتهريبها عبر الحدود إلى الأراضي العراقية عبر إقليم كردستان بشكل رئيسي.
وتشير مصادر موقع تلفزيون سوريا إلى وجود مستودعات للمواد المخدرة في مقر ميليشيا الدفاع الوطني بمنطقة المربع الأمني في مدينة الحسكة.
اقرأ أيضا: المملكة المتحدة: سوريا أكبر دولة مخدرات في العالم
وخلال الستة أشهر الماضية شددت "الأسايش" إجراءاتها الأمنية على الحواجز المحيطة بالمدن والبلدات في محافظة الحسكة لمواجهة عمليات تهريب المواد المخدرة وتجارتها.
وقالت صحيفة الغارديان البريطانية في حزيران 2021 إن تقريرا صادرا عن "مركز التحليل والبحوث التشغيلية" أشار إلى أن سوريا هي المركز العالمي لإنتاج الكبتاغون، إذ تجاوزت صادرات الكبتاغون خلال عام 2020 وحده الـ 3.46 مليارات دولار.