قال عالم النفس في مستشفى جامعة فورتسبورغ جريت هاين، إن "تعاطف الإنسان يزداد مع التقارب أو التشابه الملحوظ مع الشخص المصاب"، وذلك تعليقا على المقارنة بين التعاطف مع مفقودي الغواصة السياحية تيتان، وغرق اللاجئين قبالة سواحل اليونان.
وأضاف لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) "يمكنك أن تتخيل أنه بالنسبة لكثيرين، يبدو الانطلاق إلى حطام سفينة تيتانيك في غواصة، أقرب إليهم أكثر من مغادرة وطنك بسبب الحرب والجوع. أما بالنسبة للأشخاص الآخرين الذين لديهم خلفية كلاجئين، فإن الأمر مختلف بالتأكيد".
ويوضح عالم النفس هاين، "ترجع هذه الحقيقة أيضا إلى التقارير.. ففي اللحظة التي أحصل فيها على معلومات عن شخص ما، يخلق لدي هذا الشعور بالمعرفة والاقتراب وهذا يزيد من التعاطف".
وكتب أحد المستخدمين على موقع تويتر عن الحادث "حادث الغواصة التي تزور مكان حطام التيتانيك مرير. كلنا ما زلنا نأمل أن يتم استرداد الضحايا أحياء! لكن ما يجعلني عاجزا عن الكلام هو مدى القلق الذي سببته هذه المأساة لشعبنا، وفي نفس الوقت كم نحن غير مبالين بالأشخاص الذين يغرقون في البحر الأبيض المتوسط كل يوم".
حتى إن عضو البرلمان الأوروبي، إريك ماركوارت تحدث عن "الشر" بالطرق المختلفة التي يتم بها التعامل مع حطام السفن المختلفة.
في الوقت نفسه، قال هاين "هناك بالتأكيد ظاهرة تتلاشى فيها التعاطف، وبالطبع هناك سبب لذلك، ويتابع " إذا تراكمت الأخبار السيئة، ووافقت عاطفياً مع كل تقرير بالقدر نفسه، فتتشكل عاطفة تؤدي إلى الإرهاق".
وشرح عالم النفس السبب بالقول "بالمقارنة، فإن وضع الغواصة هذا فريد تماما، فهو يجذب الانتباه في البداية، وهو أمر نتعامل معه في البداية بشكل أكثر كثافة من الأسهل تخيل أن تكون محبوسا في مكان ضيق حتى لو كان في مصعد فقط".
وعلى النقيض من ذلك، ربما يكون صعبا بالنسبة لكثيرين منا تخيل كيف يكون الحال عندما يكون المرء في حالة فرار وأن يبدأ رحلة مع أطفاله.. هذا شيء بالنسبة لكثيرين منا أكثر تجريدية بكثير من الحبس في مساحة صغيرة".
يمكن أن يفسر هذا أيضًا رد الفعل التعاطفي الأقوى في البداية تجاه الرجال الخمسة في الغواصة، يقول هاين.
اختفاء الغواصة السياحية تيتان
الأحد الماضي، اختفت الغوّاصة السياحية "تيتان" خلال جولة في مكان تحطّم سفنية "تيتانيك" الشهيرة، قبالة سواحل أميركا الشمالية في المحيط الأطلسي.
وبحسب وكالة "فرانس برس"، فإنّ فرق الإغاثة الأميركية والكندية ما تزال تحاول العثور على الغواصة السياحية الصغيرة التي كانت تقلّ خمسة أشخاص يزورون مكان تحطم سفينة "تيتانيك".
ولا توجد تفاصيل كافية حول الأشخاص الموجودين في الغواصة، وقالت الشركة المشغّلة للغواصة إنّها تضم سائقها وأربعة أشخاص آخرين.
ولم يُعرف من الركاب الخمسة إلّا رجل الأعمال البريطاني الثري هاميش هاردينغن، رئيس مجلس إدارة شركة بيع الطائرات الخاصة "أكشن أفييشن" وابنه وطيار بريطاني ثري وخبير غوص فرنسي. وتكلف الرحلة لزيارة حطام "تيتانيك" 125 ألف دولار للشخص الواحد.