قال مسؤولون في الدفاع المدني اللبناني إن رجال الإطفاء يكافحون لليوم الثاني لاحتواء حرائق الغابات شمالي البلاد التي انتشرت عبر الحدود إلى سوريا.
أسفرت الحرائق عن مقتل شخص واحد على الأقل، وهو صبي يبلغ من العمر 15 عاماً، كان يساعد في جهود مكافحة الحرائق في لبنان، وفق ما نقلت وكالة "أسوشيتد برس".
وأعلن الدفاع المدني اللبناني نشر 25 عربة إطفاء تدعمها أربع طائرات هليكوبتر تابعة للقوات الجوية ووحدات عسكرية لإخماد النيران، لكن الحرائق استمرت في اندلاعها وانتشرت شرقاً وأثرت في مساحات شاسعة من الغابات في الشمال الجبلي.
تجدد اندلاع الحرائق في منطقتي الرويمة والبستان وتمددها إلى محيط المنازل في حرش منطقة القطلبة- القبيات وتعمل وحدات الجيش بمساندة الطوافات على محاصرتها وإخمادها وبمشاركة عناصر الدفاع المدني والأهالي.#الجيش_اللبناني #LebaneseArmy pic.twitter.com/E2VioeDLYp
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) July 29, 2021
ونشر سكان محليون مقاطع فيديو وصوراً لغابات محترقة وأشجار سوداء وحرائق على قمم الجبال مع اقتراب الحريق من قرية القبيات، في حين لم ترد تقديرات رسمية حتى الآن عن المنطقة المتضررة.
وأفاد الصليب الأحمر اللبناني أنه أجلى 17 شخصاً وعالج أكثر من 30 آخرين، بينهم ثمانية نقلوا إلى المستشفى.
Ya 3adra (virgin mary) this is what this girl from Qobayat North of #Lebanon is saying while the wildfire are getting closer to the houses
— Lebanese Bonkers (@BonkersLebanese) July 28, 2021
God be with you#أنقذوا_القبيات #القبيات #لبنان_يحترق pic.twitter.com/gkbqezfRBy
وبدأ الحريق الأربعاء في محافظة عكار شمال لبنان، وامتد إلى المناطق الحدودية مع سوريا، ونشبت حرائق ضخمة في مناطق حرجية في شمال البلاد وامتدت إلى محيط منازل سكنية.
وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام، امتد الحريق في منطقة عكار على مساحة تجاوزت 11 كيلومتراً، في حين قدّر رئيس بلدية عندقت، عمر مسعود أن نحو 500 فدّان من غابات الصنوبر والبلوط قد دمرت.
وقال وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال، عباس مرتضى، إن "المشهد على الأرض مخيف"، مضيفاً أن "الحريق ضخم جداً، وقضى على مساحات واسعة من الأراضي الخضراء وبات يهدد المنازل السكنية".
وأمل الوزير في مساعدة الدول الصديقة حيث قال "ليس لدينا القدرة على إطفاء الحريق".
وأفادت الوكالة الوطنية بأن السلطات اللبنانية تواصلت مع السلطات القبرصية لإرسال طوافات تساعد في إطفاء الحرائق.
ومن الجانب السوري، يشارك رجال الإطفاء السوريون أيضاً لاحتواء الحرائق التي امتدت من لبنان إلى قرى في منطقة القصير بريف حمص الغربي.
وأفادت وكالة أنباء النظام "سانا" أن طائرات هليكوبتر عسكرية سورية تشارك في العملية منذ أول أمس الأربعاء.
وقال رئيس الدفاع المدني السوري، التابع للنظام، اللواء سعيد العواد، إن "الرياح العاتية ودرجات الحرارة المرتفعة، فضلاً عن وعورة التضاريس تعقّد العمليات"، وأوضح أن "الجهود جارية لاحتواء الحرائق بعيداً عن المناطق السكنية".
وتكثر الحرائق سنوياً في هذه الفترة من فصل الصيف في الغابات والأحراج اللبنانية والسورية المجاورة، وقد اندلعت في صيفي العامين الماضيين حرائق ضخمة أتت على مساحات واسعة في مناطق متفرقة من البلدين.
وفي تشرين الأول من عام 2019، عانى لبنان من حرائق غابات مدمرة استمرت لأكثر من يومين وانتشرت في الجبال بمنطقة الشوف إلى خارج العاصمة بيروت، وأدى الافتقار إلى المعدات والتأهب إلى جانب درجات الحرارة المرتفعة والرياح العاصفة إلى اشتعال النار وتدمير جزء كبير من الغابات في المنطقة.
وكان تعامل الحكومة مع الحرائق من بين العوامل التي أشعلت الاحتجاجات في جميع أنحاء لبنان في وقت لاحق من ذلك الشهر، والتي تزامنت حينها مع الأزمات الاقتصادية التي كانت تعصف بالبلاد.
وفي سوريا، شهدت محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة العام الفائت، نحو 2500 حريق، التهمت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والحرجية والغابات، وامتد بعضها إلى منطقة وادي خالد بريف حمص على مقربة من الحدود السورية اللبنانية، كما وصلت النيران إلى الغابات على الحدود التركية، ونتج عن الحرائق خسائر وصفت بالكبيرة في الأراضي الزراعية والحراجية، وفي ممتلكات المواطنين.