بدأت محافظة اللاذقية بتفريغ العديد من المدارس وإعدادها كـ مراكز إيواء لاستقبال الوافدين اللبنانيين، بعد توافد الآلاف منهم إلى المحافظة، خلال الأيام الأخيرة.
وأعلن مجلس محافظة اللاذقية التابع للنظام السوري، تشكيل لجنة مؤقتة برئاسة نديم الأسد، لإغاثة العائلات الوافدة إلى المحافظة من لبنان.
وقال -عبر صفحته في "فيس بوك"- إنّ "اللجنة بحثت خلال أول اجتماعاتها خطة الاستجابة وتطورها وفقاً لعدد العائلات التي تقصد المحافظة، وآلية العمل والتنسيق بين كل الجهات الفاعلة، ومتابعة تجهيز مراكز الإقامة المؤقتة بالمستلزمات اللازمة".
وأضاف أنّ من مراكز الإقامة المؤقتة "مدينة الأسد الرياضية وشاطئ النخيل، وشاليهات في رأس البسيط، ومركز إيواء في القرداحة"، مع إمكانية توسيع المراكز لاحقاً بالتعاون بين مديريتي التربية والسياحة.
الناشط الإعلامي في اللاذقية "أبو يوسف جبلاوي" قال لـ موقع "تلفزيون سوريا، إنّ "محافظة اللاذقية وجّهت بإفراغ عدد من المدارس ونقل طلابها إلى مدارس أُخرى، رغم اكتظاظ المدارس أصلاً، والتي تعمل بنظام دوامين لاستيعاب الطلاب".
إفراغ مدارس في اللاذقية
وأوضح أنّ "من بين المدارس التي أُفرغت لاستقبال النازحين اللبنانيين في مدينة جبلة، مدرسة جميلة بوحريد، إذ نُقل الطلاب إلى مدرسة عز الدين القسام"، مؤكّداً أنّ مدارس أخرى في جبلة وصلها تعليمات بالاستعداد للتفريغ وتحويلها إلى مراكز إيواء.
وأضاف "جبلاوي" أنّ استقبال النازحين من لبنان يقتصر على الجنسية اللبنانية، رغم وصول آلاف السوريين معهم ممن دُمّرت منازلهم خلال الحرب، وليس لديهم أي أماكن ليسكنوا فيها.
من جانبها، أعلنت مديرية التربية في اللاذقية، نقل دوام الطلاب في 16 مدرسة بالمدينة إلى مدارس أخرى وبدوام نصفي، مبرّرةً القرار بأنّه لـ"المصلحة العامة".
وقال الناشط الإعلامي في مدينة اللاذقية أحمد الغريب لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ "المحافظة أفرغت أيضاً المدينة الرياضية في اللاذقية، وجهّزت غرفها التي كانت تُستخدم خلال فترة الثورة كسجون للمعارضين لتكون مراكز إيواء، كما طُلب من الفنادق خصم 60% على الأسعار حصراً للنازحين اللبنانيين".
كذلك، جهّزت "تربية اللاذقية" معسكر الطلائع في المدينة، إلى جانب معسكر آخر في الريف لذات الغرض، موضحاً "الغريب" أنّ أعداد النازحين اللبنانيين تزايدت بشكل ملحوظ في المحافظة بعد اغتيال زعيم "حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، ومعظم مَن وصلوا هم أقارب وعائلات مقاتلين من الحزب لديهم معارف في اللاذقية أو ما زالوا مقاتلين في جبهات ريف اللاذقية.
وعلى صعيد المساعدات وصلت إلى مطار اللاذقية، طائرة إيرانية محملة بالمساعدات للبنانيين النازحين إلى سوريا، شملت مواد غذائية وإغاثية من خيام وأغطية ومستلزمات العناية بالنظافة الشخصية وغيرها من الاحتياجات الأساسية، بحسب ما أعلنت وكالة أنباء النظام السوري "سانا".
وبحسب مصدر في "إدارة الهجرة والجوازات"، فإنّ عدد الوافدين اللبنانيين إلى سوريا وصل إلى أكثر من 94 ألف شخص، كما عاد نحو 244 ألف سوري من لبنان إلى بلدهم منذ بداية الحرب في لبنان.
يشار إلى أنّ النظام السوري استطاع، على مدى سنوات، استغلال الأزمات الإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، مستخدماً كلّ ما أمكن للضغط على المجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية.