دفعت الأحداث الدامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بين الفلسطينيين والإسرائيلين إلى بذل جهود دولية وإقليمية لوقف التوتر المتصاعد ومنعه من الخروج عن السيطرة.
وبعد يوم من كشف قيادي فلسطيني بارز عن بدء جولات يجريها وفد أميركي للعب دور الوساطة بين رام الله وتل أبيب، ذكرت تقارير إعلامية عربية عن دخول مصر على خط الوساطة بين الطرفين.
الوساطة المصرية
وأفادت صحيفة "الشرق الأوسط"، مقرها لندن، أمس الأربعاء، أن مصر بدأت إجراءات مكثفة للحد من التصعيد في الضفة الغربية.
وقالت مصادر مصرية للصحيفة، إن رئيس المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل، طالب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبا مازن)، بأن تعمل السلطة الفلسطينية على استعادة الهدوء، مقابل التزام إسرائيل بالتراجع عن الخطوات التي اتخذتها بعد عمليتي إطلاق النار في القدس.
كما أفادت مصادر مصرية أن "الدولة تركز على ضرورة عدم انجرار الفصائل الفلسطينية إلى صراعات في الضفة الغربية".
وبحسب المصادر فإن "الهدف الأساسي هو منع إراقة دماء الفلسطينيين والتأكد من أن عناصر في الحكومة الإسرائيلية لا تقدم مبررات لاستغلال الوضع والقيام بأنشطة تؤدي إلى تصعيد التوتر".
وذكرت الصحيفة أن مصر أكدت بوضوح، خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الإثنين الماضي، "ضرورة ممارسة واشنطن للضغط على الحكومة الإسرائيلية، لضمان عدم تصعيد الأوضاع في المدن الفلسطينية والوصول إلى مزيد من المواجهات، والحد من الاعتداءات الإسرائيلية على الأماكن المقدسة والتي تؤدي إلى تفجر المشاعر الدينية والشعبية بين الفلسطينيين".
الوساطة الأميركية
أمس الأربعاء، كشف قيادي فلسطيني عن بدء وساطة أميركية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية لوقف التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها مدينة القدس الشرقية، عبر عقد اجتماعات منفصلة مع الجانبين.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني لوكالة "الأناضول"، بدأت الأربعاء طواقم أمنية وسياسية أميركية بالحديث مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي كل على حدة من أجل وقف التصعيد.
وأكد المجدلاني الذي يشغل منصب وزير التنمية الاجتماعية في الحكومة الفلسطينية، على أن الإجراءات والقرارات الفلسطينية التي اتخذتها بعد "مجزرة مخيم جنين" لن تتوقف، منها وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل.
بالفعل، بدأت أمس في رام الله أولى الاجتماعات مع الجانب الفلسطيني.
بدوره، أعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، عن عقد اجتماع أميركي فلسطيني لمناقشة المستجدات السياسية والميدانية والتصعيد في الأراضي المحتلة.
وقال الشيخ، إنه استقبل في مكتبه بمدينة رام الله، مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف، والمبعوث الأميركي الخاص للشؤون الفلسطينية هادي عمرو.
وحضر الاجتماع من الجانب الفلسطيني المستشار الدبلوماسي للرئيس الفلسطيني مجدي الخالدي، والناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة.
بلينكن يترك مساعديه في المنطقة
والثلاثاء، اجتمع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في رام الله بالرئيس محمود عباس، وأكد دعم واشنطن لحل الدولتين لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود، وسبق ذلك اجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين.
وقال بلينكن إنه قرر إبقاء مساعديه في المنطقة للعمل على تهدئة الوضع في الضفة والقدس.
في حين، نقلت "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول أميركي كبير في أعقاب اجتماع بلينكن ونتنياهو، الإثنين الماضي، قوله إن نتنياهو سيدعى قريباً إلى واشنطن.
شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة، أسبوعاً دامياً في الأراضي الفلسطينية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في ظل مخاوف من خروج الوضع عن السيطرة.
الخميس الماضي، أسفر اقتحام جنود الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جنين عن مقتل 10 فلسطينيين، ما جلب رداً بتنفيذ شاب عملية إطلاق نار، في اليوم التالي، بالقرب من كنيس يهودي في مستوطنة "النبي يعقوب" بالقدس الشرقية أسفرت عن مقتل 7 مستوطنين وجرح آخرين.
وبعد ساعات من عملية "النبي يعقوب"، فتح طفل فلسطيني (13 عاماً) النار على مستوطنين في بلدة سلوان جنوبي القدس، صباح السبت، أسفرت عن 3 إصابات من بينهم الطفل المنفذ.