البث المباشر
تنتظر كثير من الفتيات السوريات، لا سيما ضمن مناطق سيطرة النظام، فرصة للزواج من معارفهن وأقاربهن من الشباب الذين هاجروا إلى الدول الأوروبية، وذلك أملاً بالهرب من العنوسة، نظراً لـ"قلة الشباب المؤهل للزواج ممن بقي بالبلد" حسب وصفهن.
ومع استمرار تردي الواقع الاقتصادي والمعيشي، ضمن مناطق سيطرة النظام، قال موقع "أثر برس" المقرب من النظام، إنّ خطبة الصالونات (أي بالمناسبات) والتعارف العائلي والزواج عن طريق الأهل عادت إلى الواجهة مجدداً، إذ باتت نسبة من الشابات السوريات يفضلن الزواج بهذه الطريقة ويتطلعن للزواج برجل ثري أو مغترب أملاً بظروف معيشية أفضل.
"زواج لم الشمل"
ونقل الموقع عن الشابة "منيرفا"، قولها إنّ "الكثير من الشابات السوريات ينظرن إلى أن معارفهن وأقاربهن من الشباب الذين هاجروا خلال العشر سنوات الأخيرة فرصة للزواج هرباً من العنوسة لقلة الشباب المؤهل للزواج ممن بقي بالبلد، وفرصة لواقع معيشي أفضل"، معتبرة أن "سنوات لم الشمل (سفر الزوجة إلى الدولة التي يعيش فيها الزوج) بعد عقد القران -وإن طالت- أفضل من انتظار تحسن الأحوال".
من جهتها، ذكرت "أم مرتضى"، أنها تتقصد زيارة الأقارب وحضور المناسبات العائلية والأصدقاء رفقة أختها، علها "تلتقي بعروس تناسب مواصفات وضع ابنها مرتضى الذي غادر سوريا منذ 5 سنوات وأسس عمله في ألمانيا ويرغب بإتمام نصف دينه بفتاة من بلده".
وأضافت أم مرتضى: "منذ عامين تزوج ابني الذي يعمل في دبي من ابنة أختي وأسسا أسرة سعيدة رغم أنه لم يعرفها كثيراً لأنه يكبرها بـ12 عاماً، وأتمنى أن أوفق باختيار عروس مناسبة لابني الآخر فالحب يأتي بعد الزواج، والأهل لهم نظرة مناسبة في زوجات أو أزواج أبنائهم".
من جهته، أوضح الستيني أبو أمجد أنه "بعد سفر ولديه إلى هولندا استطاع أحدهما إتمام أوراق لم الشمل لفتاة خطبها قبل سفره، بينما يسعى ولده الآخر لمساعدة والديه للسفر بعد أن يأخذ الجنسية".
وأردف: "لا توجد فرصة لسفر ابنتي الوحيدة شام وهي في السنة الأخيرة بالجامعة إلا عن طريق زواج بمغترب من أقاربنا ونجتمع كلنا في الغربة، لذلك أنا أؤيد فكرة خطبة الأهل والزواج بمغترب".
أوضاع صعبة تواجه الشباب
من جهته يقول الثلاثيني مهران، إنّ "الشاب الفقير غير مرغوب للزواج"، مضيفاً: "أعجبت أكثر من مرة بفتيات منهن من كنّ معي بالجامعة وأخريات في العمل وعندما يبدأ الحديث عن الزواج أجد الانسحاب أفضل، لأن خطوة الزواج تحتاج إلى شاب مكوّن نفسه كما تقول والدتي، ورغم أني موظف وأعمل بعمل آخر بعد الظهر، إلا أنني لا أستطيع شراء محبس في ظل هذا الغلاء الفاحش".
وبحسب الموقع، فإن "حال مهران هو حال الكثير من الشباب حالياً، فالزواج بات من الأحلام، ومن الصعب شراء غرفة أو خاتم خطبة أو إقامة حفل زواج، وإن وجدوا فتاة تقبل، كيف سيكون وضع العائلة وتلبية الاحتياجات؟ فعندما يدخل الفقر من الباب يهرب الحب من الشباك"، حسب وصفه.
واعتبرت الثلاثينية لمى أن "الحب لم يعد يطعم خبزاً، فهي بعد خطوبة أكثر من سنتين فشلت بإتمام الزواج لعدم تمكن خطيبها من توفير أبسط متطلبات الزواج وهي المسكن".
وفي الوقت الحالي، تقول لمى: "أحلم بفرصة سفر عبر الزواج بأحد الشباب من بلدي الذين سافروا بحثاً عن عمل أو دراسة وكلي أمل بذلك، ولا أفكر بغير ذلك، حتى وإن حصلت على لقب عانس فهو أفضل بكثير من زواج فاشل وتكوين أسرة لا أستطيع تلبية احتياجاتها لضيق الحالة المادية".
ارتفاع نسبة عزوف الشباب عن الزواج في سوريا
وكان أستاذ كلية الآداب في قسم علم الاجتماع، أحمد الأصفري، كشف أن نسبة الشباب العازفين عن الزواج في سوريا تصل إلى أكثر من 60 في المئة بسبب المستقبل المجهول.
وأثر الواقع الاقتصادي المتردي الذي يعيشه الشبان في مناطق سيطرة النظام السوري على تأخرهم في سن الزواج، حيث تقف المهور المرتفعة عائقاً في وجه كثير من الشباب السوريين المقبلين على الزواج نتيجة سوء الأحوال الاقتصادية، وخسارة معظم الشباب لفرصهم في الدراسة والعمل، فأصبح الراغب بالزواج مضطراً إلى الاستدانة أو السفر لتأمين مهر عروسه، أو التخلي عن هذا الحلم بشكل نهائي بعد عجزه عن تأمين تكاليف الخطبة والعرس وتجهيز المنزل.
