أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" في الأردن عن إنهاء تقديم خدماتها الصحية للاجئين السوريين في الأردن، التي بدأتها في العام 2013، مشيرة إلى أنها "أعادت توجيه أولوياتها".
وفي بيان لها، قالت المنظمة إنها "أنهت أحد أكبر تدخلاتها التي تستجيب للاحتياجات الصحية والإنسانية للاجئين السوريين في الأردن"، مضيفة أنه خلال السنوات التسع الماضية، عملت المنظمة على افتتاح وإغلاق ستة مشاريع تابعة لها في الأردن.
وأفادت المنظمة بأن "الشعب السوري والنظام الصحي في سوريا ما يزالان متأثرين بالحرب التي دخلت عامها الحادي عشر"، موضحة أنها "تراقب عن كثب الوضع الصحي للاجئين السوريين في الأردن وفي البلدان المجاورة، وتظل ملتزمة بتوفير الرعاية للاجئين السوريين في جميع أرجاء منطقة الشرق الأوسط".
وأشارت المنظمة إلى أن فرقها "ستعيد التكيف مع السياق المتغير في سوريا وما حولها، لمواصلة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية والطبية المتزايدة في البلد الذي مزقته الحرب"، مؤكدة على أنها "ستواصل العمل في الأردن لمعالجة جرحى الحرب في المنطقة، بما فيهم السوريون".
وقال رئيس بعثة "أطباء بلا حدود" في الأردن، ديفيد كانترو بيريز، إنه "بناء على تحسن الوصول إلى علاج الأمراض المزمنة فلي الأردن، قمنا بإعادة توجيه أولوياتنا"، موضحاً أن المنظمة "صممت استراتيجية خروج تضمن حشد الجهات الفاعلة الأخرى ووزارة الصحة الأردنية لتولي عملها".
وأوضحت منسقة مشروع أطباء بلا حدود في مدينة إربد، ستيفاني كريستينا ديتمان، أنه "لقد بذلنا قصارى جهدنا لبناء رعاية شاملة لمرضانا، ولم يقتصر التركيز على تقديم الاستشارات الطبية، بل قدمنا دمج الرعاية التمريضية والعلاج الطبيعي ودعم الصحة العقلية، مع التركيز بشكل كبير على تعزيز الصحة والرعاية الوقائية والرعاية المنزلية".
من جانبها، قالت نائبة المنسق الطبي للمنظمة في الأردن، الدكتورة لونا حماد، إن "محاولة تغطية الاحتياجات العديدة التي يواجهها اللاجئون السوريون في الأردن كانت عملاً هائلاً، ولكن بلا شك، كان من المجدي أن نكون قادرين على دعم مرضانا على مدى السنوات الماضية".
وأضافت أن "مشاهدة اللحظات المنقذة لأرواح جرحى الحرب السورية أثرت فينا بشكل شخصي بعمق"، مشيرة إلى أن تلك المشاهد "أظهرت بحق تأثير عمل منظمة أطباء بلا حدود".
ماذا قدمت "أطباء بلا حدود" للاجئين السوريين في الأردن؟
ووفق بيان "أطباء بلا حدود"، بدأت استجابة المنظمة لأزمات اللاجئين السوريين في الأردن في العام 2013، من خلال مستشفى جراحي للطوارئ في مدينة الرمثا، لعلاج جرحى الحرب الذين يعبرون الحدود من جنوبي سوريا.
وعلى مدار أربع سنوات، استقبل المشفى وعالج 1842 مريضاً، وأجرى أكثر من 3700 عملية جراحية كبرى، وأكثر من 8500 جلسة علاج طبيعي، وأكثر من 5900 جلسة دعم نفسي.
وفي العام 2014، افتتحت "أطباء بلا حدود" عيادة رعاية ما بعد الجراحة، بسعة 40 سريراً في مخيم الزعتري، أكبر مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن، وبعد ذلك أنشأت المنظمة عيادات متنقلة في مخيم الركبان، وفّر الرعاية للأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل.
وخلال سبع سنوات، قدم برنامج علاج الأمراض المزمنة الاستشارات الطبية لأكثر من 5500 مريض، 70 % منهم من اللاجئين السوريين، فضلاً عن افتتاح مركز لعلاج مصابي فيروس "كورونا"، بسعة 30 سريراً داخل مخيم الزعتري.
وحتى نهاية العام 2021، قدمت فرق "أطباء بلا حدود" أكثر من 80 ألف استشارة طبية، و70 ألف جلسة توعية صحية، و10 آلاف جلسة علاج طبيعي، و5 آلاف جلسة دعم نفسي، وفق بيانات المنظمة.