icon
التغطية الحية

لشراء مازوت التدفئة.. السوريون يبيعون ذهبهم

2023.12.25 | 16:13 دمشق

آخر تحديث: 25.12.2023 | 17:51 دمشق

لشراء مازوت التدفئة.. السوريون يبيعون ذهبهم
محل بيع ذهب بدمشق (رويترز)
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

يلجأ السوريون المقيمون في مناطق سيطرة النظام، إلى عدة طرق لتأمين وسائل التدفئة خلال الشتاء الذي جاء شديد القسوة هذه السنة بفعل المنخفضات الجوية المصحوبة بالبرد الشديد والعواصف الريحية، ما دفعهم إلى الاستغناء عن مدّخراتهم وبيع ما يملكون من ذهب ومجوهرات بهدف الحصول على المازوت.

وبحسب موقع "أثر برس" المقرّب من النظام السوري، فقد دفعت أزمة المحروقات وارتفاع أسعارها بالتزامن مع أربعينية الشتاء، بعض السوريين إلى بيع ما يملكونه من الذهب والمجوهرات الأخرى لقاء الحصول على "بضعة ليترات" من المازوت للحصول على الدفء.

برميل المازوت بأكثر من مليونين ونصف المليون

ونقل المصدر عن "أم أسعد" المقيمة في أحد أحياء العاصمة دمشق، بيعها "جنزير" من الذهب بنحو 3.5 ملايين ليرة سورية، لتتمكن من شراء برميل مازوت (200 ليتر) للتدفئة، والذي يصل سعره إلى مليونين و600 ألف ليرة، مشيرة إلى أن "50 ليتراً من المازوت المدعوم لا تكفي لقضاء فصل الشتاء".

أما "آلاء" فقد أُجبرت على بيع خاتمها الذهبي بنحو مليون ونصف المليون، لتأمين 100 ليتر من المازوت، قائلة: "والدي مريض وغير قادر على تحمل البرد".

"محبس" الزواج للنجاة من البرد

من جانبها، أفادت الموظفة "نجلاء" بأن زوجها طلب منها بيع "محبس" زواجهما، معتبراً أن ثمنه يمثّل "طوق النجاة الوحيد لحماية الأبناء من برد الشتاء"، مضيفة أنهم استغنوا عن "المحبس" مقابل تعبئة 150 ليتراً من المـازوت بقيمة مليون و800 ألف ليرة.

أما بائع المجوهرات في سوق الصاغة بدمشق، "أبو كمال"، فقد أكّد بدوره ارتفاع عدد العائلات المقبلة على بيع قطع الذهب في الآونة الأخيرة، من أجل تأمين محروقات فصل الشتاء. وأضاف أن "كثيراً من السيدات يبادلن قطع الذهب الثقيلة بأخرى خفيفة للحصول على فارق مادي مقبول".

"المازوت مقابل الغذاء"

من جانب آخر، بين أحد موزعي المازوت أن بعض الأهالي راحوا يبيعون حصصهم من المازوت (50 ليتراً) بالسعر الحر للاستفادة من ثمنها في مواجهة الغلاء المعيشي في الوضع الراهن.

و"أبو سليم" واحد من أولئك الذين اضطروا إلى بيع مخصصاتهم من المـازوت (المدعوم) لاستخدام ثمنها في شراء الحاجات اللازمة لعائلته. وقال إن "المـازوت من المواد الأساسية لكنه ليس أهم من الطعام والشراب والأدوية".

وبلغ ثمن ليتر المازوت الحر 13 ألف ليرة، بحسب ما نقل المصدر عن موزّع المازوت الذي أوضح بأن "حركة البيع والشراء متوقفة نظراً لضيق الأوضاع المعيشية"، مضيفاً أن "كثيرين يشترون المازوت بشكل أسبوعي أو بكميات قليلة لا تتجاوز ليتراً واحداً فقط".

وتعرضت البلاد مؤخراً لمنخفض جوي شديد القوة، بدأ منتصف ليلة الخميس- الجمعة الماضية، بفعالية خفيفة قبل أن تزداد تدريجياً وتبلغ الذروة منذ يوم الجمعة، وخاصة في مناطق الساحل السوري.