للسنة الرابعة على التوالي تقيم مؤسسة "سوريا الغد"، مؤسسة خيرية تنموية ذات طابع مدني، إفطارا جماعيا للشباب السوريين العازبين المقيمين في القاهرة، بمشاركة أكثر من 150 شاباً في كل إفطار، وفي أكثر الأماكن تجمعا للسوريين، ومن أبرزها مدينة العبور ومدينة "العاشر من رمضان" و"ستة أكتوبر".
وتتضافر جهود المؤسسة مع الأهالي لإتمام هذه المبادرة كل عام، للتخفيف من وطأة الغربة على الشباب العازبين الذين يعيشون بعيدا عن عائلاتهم.
كما تدعم المؤسسة الأيتام عن طريق تنظيم إفطار خيري يتجمع فيه الأطفال وتتعدد فيه النشاطات، وتقدم لهم الجوائز والهدايا التي يرسلها المتبرعون.
إفطار الشباب العازبين
يتم الاستعداد للإفطار قبل وقت عن طريق طرح الفكرة على مجموعات الجالية السورية في مصر وإعداد قائمة بأسماء الراغبين بالحضور والتواصل معهم من قبل القائمين على المبادرة.
من ثم يبدأ جمع التبرعات، فيقدم بعض الأهالي مبالغ من المال ويتكفل المتطوعون بطهي الطعام، بينما يتبرع البعض الآخر بالحلويات والمشروبات الرمضانية، وآخرون تكون مهمتهم إحضار الطاولات والكراسي والإضاءة، أما غير المقتدرين فيسهمون بإعداد بعض وجبات الطعام وإرسالها إلى مكان الإفطار.
ويبدأ التجمع قبل الإفطار، ويمضي اليوم وفق برنامج يعده القائمون على المبادرة من المتطوعين والمؤسسات الخيرية المشاركة.
أنس جباصيني، شاب سوري وأحد القائمين على المبادرة يقول، ظهرت فكرة المبادرة منذ أربع سنوات عندما وجدنا أن هناك منشورات عديدة من الشباب السوريين العازبين يبحثون عن ربات بيوت يجهزن لهم الطعام، ففكرنا بأن نجتمع في يوم كي نخفف عليهم أثر الغربة، وتعاونا مع مؤسسة "سوريا الغد" لإعداد إفطار جماعي.
يضيف أنس، في كل مرة نطرح الفكرة يتواصل معنا المتبرعون، وأهل الخير كثر، بعضهم يقدم لنا المال، بينما يتطوع البعض بإعداد الطعام، ونحاول أن يتوفر كل ما يلزم لإتمام اليوم.
وتبدأ الفقرات بالإفطار، من ثم نصلي المغرب جماعة، وبعدها تكون هناك فقرة إنشادية حيث يتبرع المنشدون أيضا بإقامة هذه الفقرة، أما بعد التراويح يكون هناك فقرات ألعاب وتوزيع جوائز يقدمها متبرعون.
يتم إعداد الأكلات السورية المتنوعة، ويرسل الأهالي أيضا وجبات قد تكون كافية لشخص واحد، وتقدم الحلويات السورية كالكنافة النابلسية والوربات بالقشطة والهريسة، بالإضافة إلى المشروبات الرمضانية.
أما فيما يخص الطعام المتبقي يقول أنس، نُعلب الطعام بطريقة جيدة ونرسله مع الشباب إلى من يحتاجه.
بدوره، أحمد، شاب سوري وأحد المتطوعين، يقول جئت من مدينة "ستة أكتوبر" إلى مدينة العبور للمشاركة في التحضير لإفطار العزاب.
ويضيف، أشارك مع آخرين متطوعين بفرش الطاولات والكراسي، ونقدم الطعام للمشاركين محاولين تنظيم اليوم على أتم وجه، لخلق جو رمضاني يشعر فيه الشباب بنوع من الجو الأسري.
ويقول محمد بكر، أحد الشباب العازبين المشاركين، ننتظر هذا الإفطار كل عام لكي نشعر بأجواء رمضان كأسرة كبيرة، نجتمع ونسهر ونأكل طعاماً يشبه طعام أمهاتنا، ونمضي وقتا جميلا.
إفطار الأيتام السنوي
بالإضافة إلى إفطار الشباب العازبين، تقوم مؤسسة "سوريا الغد" بمبادرات لإفطار الأيتام السوريين في مصر وعائلاتهم، ضمن جو احتفائي واحتفالي يتضمن فقرات تدخل السعادة إلى قلوب الأطفال.
والجديد في رمضان هذه السنة، استقبال المؤسسة نحو 60 طفلا فلسطينيا قدموا إلى مصر على إثر الحرب في إفطار مدينة العبور، كما أقامت إفطارا في مدينة "ستة أكتوبر" أيضا، حضره نحو 220 طفلا يتيما.
هبة أحمد، مديرة المؤسسة في فرع العبور تقول لموقع"تلفزيون سوريا" كان هناك تبرع سخي جدا من الأهالي هذا العام، فقمنا بطلب الوجبات والحلويات، واستأجرنا مزرعة سورية كبيرة لإقامة الإفطار، حيث شاركنا العديد من الأهالي.
وتضيف هبة، قمنا بإعداد لوحات كبيرة ترحيبا بالأطفال الفلسطينيين، والسوريين، وكان هناك فقرات ألعاب للأطفال، وتوزيع للهدايا، كما قدم أحد المتبرعين مبالغ مالية للأطفال.
إعداد وجبات بأسعار رمزية
بإمكانيات بسيطة، أعدت مؤسسة سوريا الغد مطبخا صغيرا تعمل به بعض السيدات اللواتي تتكفل بهن المؤسسة في مدينة العبور، كنوع من أنواع تمكين النساء، ومساعدتهن على الوقوف على أقدامهن.
تعمل هذه السيدات بجهد أكبر خلال شهر رمضان، ويقمن بإعداد أكثر من 150 وجبة في اليوم، تحت إشراف المؤسسة، ويشكل الشباب العدد الأكبر من الزبائن.
تقول هبة أحمد مديرة المؤسسة في العبور، تحاول المؤسسة أن تساعد هؤلاء النساء بالاعتماد على أنفسهن لإعالة أطفالهن، والمساعدة في تأمين متطلبات الحياة، وبإمكانيات بسيطة استطعن النجاح وإعداد كل الطلبيات التي تأتي إليهن.
تضيف هبة، يشكل الشباب العازبون العدد الأكبر من الزبائن، خصوصا خلال شهر رمضان، لافتقادهم الكبير لطعام البيوت والأمهات، فنوفر لهم وجبات منزلية متنوعة، بأسعار مخفضة ومناسبة لدخلهم، وتحتوي الوجبات عادة على الرز والدجاج واللحوم والسلطات.
تقوم النساء العاملات في المطبخ بإعداد الأكلات السورية مثل الكبسة والمقلوبة والمحاشي والفتوش، ويقدمنها في علب مغلفة جيدا.
وتقول هبة أيضا، نحاول أن نتواصل مع المطاعم الكبيرة لإعداد الطعام لهم في مطبخنا، لكي نستطيع الاستمرار في مساعدة هؤلاء النساء ومنحهن حياة كريمة.