icon
التغطية الحية

"لجوء عكسي" يرفع أجور النقل ويفاقم معاناة السوريين العائدين من لبنان

2024.10.05 | 11:27 دمشق

نازحون سوريون ولبنانيون يدخلون سوريا من لبنان عبر معبر جوسيه الحدودي مع القصير في محافظة حمص وسط سوريا في 2 أكتوبر 2024.
نازحون سوريون ولبنانيون يدخلون إلى سوريا عبر معبر جوسيه الحدودي، 2 أكتوبر 2024 ـ AFP
دمشق ـ جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • اضطر لاجئون سوريون في لبنان إلى دفع مبالغ كبيرة لقاء عودتهم إلى سوريا، من جراء استغلال أصحاب سيارات النقل لحاجتهم بعد موجات النزوح الكثيفة بسبب الحرب الإسرائيلية.
  •  تضاعفت كلفة النقل من بيروت إلى دمشق من 100 دولار إلى 400 دولار أميركي نتيجة للحرب والقصف الإسرائيلي الذي استهدف معبر المصنع - جديدة يابوس.
  •  اضطر العديد من السوريين للعودة إلى سوريا عبر معابر حمص بعد قصف المعبر الحدودي بين لبنان وسوريا، مع زيادة كبيرة في أجور النقل.
  • ذكر سائقون أن اللاجئين السوريين تعرضوا للابتزاز في عمليات النقل نتيجة لعدم قدرة السيارات السورية على الوصول إلى بيروت، ما تسبب في رفع أسعار النقل.
  • تتوزع بين سوريا ولبنان 6 معابر شرعية و17 معبراً غير شرعي خارج الرقابة الأمنية بين البلدين، ما يزيد من تعقيد حركة العودة والنقل.

اضطر لاجئون سوريون في لبنان إلى دفع مبالغ كبيرة لقاء عودتهم إلى سوريا، من جراء استغلال أصحاب سيارات النقل حاجة السوريين للعبور إلى بلدهم بعد موجات النزوح الكثيفة من الضاحية الجنوبية لبيروت ومن مناطق الجنوب والبقاع، بسبب الحرب والقصف الإسرائيلي منذ 24 أيلول الفائت.

كلفة باهظة للعودة إلى سوريا

في حين كانت كلفة النقل بسيارة خاصة من بيروت إلى دمشق لا تتجاوز 100 دولار أميركي، تضاعفت اليوم نتيجة للحرب الإسرائيلية إلى أربعة أضعاف، إذ أصبحت تكلف 400 دولار أميركي، وفق رصد موقع تلفزيون سوريا.

إلى ذلك، لجأ سائقو سيارات النقل بين لبنان ودمشق إلى نقل السوريين من بيروت إلى دمشق عبر معابر حمص كبديل عن خط دمشق - بيروت، وذلك بعد تعرض معبر المصنع - جديدة يابوس للقصف الإسرائيلي فجر يوم الجمعة الفائت، إلا أن هناك من استمر في العمل ونقل السوريين فقط إلى معبر المصنع مقابل مبالغ تتراوح بين 50 و100 دولار لكل راكب.

عودة إجبارية

بعد 6 سنوات على لجوئه في بيروت، اضطر عبد المجيد، 55 عاماً، للعودة إلى سوريا مجبراً: "وين بدنا نروح؟ ما عنا خيار غير العودة إلى سوريا"، يقول لـ موقع تلفزيون سوريا، مشيراً إلى أنه ظل ثلاثة أيام في العراء بجانب جامع الأمين في ساحة الشهداء وسط بيروت.

وأضاف أن كلفة العودة "قسمت ظهره"، وفق تعبيره، إذ اضطر اللاجئ الخمسيني لدفع 225 دولاراً أميركياً كأجرة ثلاثة ركاب له ولزوجته ولابنه الوحيد، حتى نقطة المصنع فقط.

وبحسب مصادر موقع تلفزيون سوريا، كانت معظم السيارات توصل السوريين إلى المصنع فقط نتيجة للازدحام الشديد، ومن هناك يتدبر العائدون أمورهم، إما بوسائل النقل الجماعي إن توفرت، أو عبر سيارات تكون موجودة عند نقطة جديدة يابوس، وذلك قبل قصف إسرائيل للطريق الدولي بين دمشق وبيروت.

وعلى غرار عبد المجيد، عاد إلى سوريا أكثر من 212 ألف سوري، إلى جانب أكثر من 75 ألف وافد لبناني، وفق ما أفاد مصدر في إدارة الهجرة والجوازات لجريدة "الوطن" المقربة من النظام.

عودة عن طريق حمص

قرر هاشم، وهو لاجئ يبلغ من العمر 24 عاماً، العودة إلى سوريا عبر حمص بعد قصف طريق المصنع - جديدة يابوس، قائلاً: "خسرت عملي في الضاحية الجنوبية لبيروت وكذلك مكان سكني، ولم يعد هناك شيء يستوجب البقاء"، مردفاً أنه استقل سيارة من بيروت إلى حمص عبر معبر جوسيه، ومن ثم عاد متجهاً إلى منزل ذويه بريف دمشق.

وأضاف أنه دفع 75 دولاراً أمريكياً كأجرة راكب من بيروت إلى حمص ضمن سيارة (فان) تتسع لتسعة ركاب، جميعهم سوريون عائدون إلى مناطقهم.

في المقابل، توقفت حركة النقل بين دمشق وبيروت نتيجة لقصف إسرائيلي طال معبر المصنع - جديدة يابوس في ريف دمشق، الحدودي بين سوريا ولبنان، كما أوضح سائق يعمل على سيارة نقل ركاب.

وقال السائق لـ موقع تلفزيون سوريا: "إن اللاجئين في لبنان تعرضوا للابتزاز في عمليات النقل من قبل سيارات أصحابها لبنانيون نتيجة عدم قدرة السيارات السورية على الوصول إلى بيروت". مؤكداً أن أجور نقل الركاب وكذلك أجرة السيارات تضاعفت جراء كثافة النزوح وقصف المعبر الحدودي فيما بعد.

 6 معابر شرعية بين سوريا ولبنان

تربط بين سوريا ولبنان 6 معابر شرعية، أولها معبر جديدة يابوس، الذي يقع بين بلدة جديدة يابوس في محافظة ريف دمشق وبلدة المصنع في محافظة البقاع من الجانب اللبناني.  
المعبر الثاني هو الدبوسية، والذي يربط بين قرية الدبوسية في محافظة حمص وقرية العبودية في لبنان.  
وفي حمص أيضاً، يقع المعبر الثالث، المسمى جوسيه، الذي يربط بين بلدة جوسيه التابعة لمدينة القصير وقرية القاع اللبنانية.  
المعبر الرابع هو معبر تلكلخ، الذي يربط بين بلدة تلكلخ في حمص ومنطقة وادي خالد في لبنان.  
أما المعبر الخامس فهو معبر مطربا في حمص، الذي أعلن النظام السوري عن افتتاحه في عام 2022.  
المعبر السادس هو العريضة، ويقع في محافظة طرطوس ويربطها مع قرية العريضة اللبنانية.  

بالإضافة إلى هذه المعابر الرسمية، يوجد 17 معبراً غير شرعي تربط بين سوريا ولبنان، وتعد خارج الرقابة الأمنية في كلا البلدين.