شكل ذوو ضحايا وأطراف سياسية لجنة من 25 عضوا، بهدف توثيق ضحايا مجزرة الشعيطات، التي ارتكبها "تنظيم الدولة" في ريف دير الزور شرقي سوريا صيف العام 2015.
وعُقد في مدينة أبو حمام بريف دير الزور الشرقي، أول أمس الخميس، اجتماع تحضيري جرى خلاله تسمية أعضاء اللجنة، لإحياء ذكرى المئات من ضحايا المجزرة التي ارتكبها "تنظيم الدولة" يومي 8 و 9 آب من العام 2015، وفق ما نقل موقع "نورث برس".
وحضر الاجتماع التحضيري ذوو ضحايا وممثلون عن "التيار العربي المستقل" و"اللجنة التأسيسية لتجمع أبناء البوكمال وريفها الديمقراطي".
وخلال الاجتماع، قال عضو المكتب السياسي في "التيار العربي المستقل"، رائد نقشبندي، إن "إحياء ذكرى مجزرة الشعيطات يأتي تأكيداً على ضرورة الاستمرار بمحاربة التطرف وتجفيف منابعه وخلاياه النائمة".
وأضاف أنه “للتأكيد على وحدة الدم بين جميع مكونات المنطقة في مواجهة الإرهاب، وأن الدماء التي سالت من العربي والكردي والآشوري والسرياني والإيزيدي في مواجهة أخطر تنظيم عرفته البشرية، دليل على وحدة مصير أبناء المنطقة في مواجهة الأخطار".
من جانبه، قال عضو "اللجنة التأسيسية لتجمع أبناء البوكمال وريفها الديمقراطي"، عناد الصالح، إن "وقوع مناطق شمال شرقي سوريا بين فكي كماشة من الاحتلالات التركية والإيرانية، يدفعنا للتأكيد على ضرورة التكاتف بين جميع مكونات المنطقة والعمل على استقرارها سياسياً وتنميتها"، مشيراً إلى أن ذلك "سيكون مقدمة لتجفيف ثقافة الإرهاب والخلايا النائمة للتنظيم المتطرف".
مجزرة الشعيطات
وكان "تنظيم الدولة" ارتكب مجزرة بحق أبناء وعائلات عشيرة الشعيطات، دامت نحو ثلاثة أسابيع، خلال شهري تموز وآب من صيف العام 2014.
وبدأت الأحداث حين أقدم التنظيم على قتل ثلاثة أشخاص من أفراد العشيرة في قرية أبو حمام، ما دفع أبناء العشيرة للرد بقتل أحد أمراء التنظيم، ليعلن الأخير الحرب على عشيرة الشعيطات وشنّ على قراها وبلداتها هجوماً شاملاً بواسطة المدافع الثقيلة والرشاشات من عدة محاور.
واستمرت الاشتباكات بين الفريقين إلى أن نفدت ذخيرة مقاتلي الشعيطات، فانسحبوا إلى خارج بلداتهم ليقوم عناصر التنظيم باجتياحها وقتل كل من يصادف طريقهم، ومن بينهم ما يقرب من 80 عامل نفط من أبناء العشيرة كانوا يعملون داخل حقول النفط بالأجرة لدى التنظيم نفسه.
وتنتسب عشيرة الشعيطات إلى قبيلة العكيدات المنتشرة في جميع أرجاء سوريا وشبه الجزيرة العربية وأحد أبرز عشائرها.
ورغم عدم وجود توثيقات وإحصاءات لعدد الضحايا حتى الآن، فقد قدرت صحيفة "الإندبندت" البريطانية ومركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا ومطلعون على المقابر الجماعية، العدد بنحو 700 شخص.
لكن أفراداً من العشيرة يقولون إن عدد ضحاياهم على يد التنظيم يفوق 1700 من الأطفال والنساء والرجال، إلى جانب نزوح نحو 150 ألفاً من المنطقة.