حذرت لجنة الإنقاذ الدولية (IRC) من أن اللاجئين وطالبي اللجوء الذين يدخلون أوروبا عبر طريق البلقان يواجهون ظروفاً إنسانية حرجة، مشيرة إلى أن انخفاض درجات الحرارة يعرضهم لتهديدات إضافية.
وقالت لجنة الإنقاذ الدولية إن الوضع الإنساني في تريستا لايزال خطيراً لمئات الأشخاص المتنقلين بسبب نقص مرافق الاستقبال الرسمية في المدينة. وتريستا هي نقطة دخول رئيسية لمن يعبرون طريق البلقان إلى إيطاليا.
وفي أعقاب الزيادة بأعداد طالبي اللجوء الذين يصلون في الخريف، يكافح نحو 400 شخص تقدموا بطلبات للحصول على الحماية من أجل العثور على مكان آمن ودافئ للإقامة مع تقدم موسم البرد.
البرد يهدد طالبي اللجوء على طريق البلقان
وأضافت اللجنة أنه على كامل طريق البلقان، في أماكن مثل صربيا، يقيم حالياً عدد لا يحصى من طالبي اللجوء في مناطق الصوامع والغابات، من دون القدرة على الوصول إلى الوسائل الكافية للبقاء على قيد الحياة في فصل الشتاء المقبل.
وأفاد شركاء لجنة الإنقاذ الدولية في بلغاريا أن اللاجئين يتواصلون للحصول على الدعم والملابس الشتوية والبطانيات الدافئة.
وقال أليساندرو بابيس، مدير منطقة لجنة الإنقاذ الدولية في تريستا، إيطاليا: "إن المساحة المهجورة المعروفة باسم الصوامع، المجاورة للمحطة المركزية في تريستا، تؤوي حالياً نحو 250 شخصاً يعيشون في ظروف غير إنسانية ومهينة، ويفتقرون إلى الماء والكهرباء. وحتى أولئك المرضى الذين لديهم تقارير طبية لا يمكنهم العثور على سرير في مرافق الاستقبال المؤسسية أو مهاجع الطوارئ في المدينة".
وتابع: "في كل ليلة، يضطر عدد مأساوي من الأشخاص، بما في ذلك الأطفال غير المصحوبين والأسر والنساء العازبات، إلى النوم في العراء، معرضين لدرجات حرارة باردة وظروف غير صحية. وتنتشر الفئران والحشرات في كل مكان، وعندما يهطل المطر، تتلف خيام الناس وممتلكاتهم. وهناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة أزمة الشتاء التي تلوح في الأفق، حيث لا يستطيع الناس الانتظار لعدة أشهر للوصول إلى مكان آمن للنوم والبدء في التمتع بالحقوق التي يستحقونها".
توافد طالبي اللجوء لا ينقطع
اللجنة الدولية أشارت إلى أنه خلال الأسبوع الأول من شهر كانون الأول، وصل 1353 شخصاً إضافياً إلى الجزر اليونانية قادمين من تركيا، مع وجود 5544 شخصاً حالياً في جزيرة ليسبوس اليونانية.
وبحسب اللجنة، فقد تم الإبلاغ عن 16,864 طالب لجوء خلال كانون الأول، مشيرة إلى أن الجزر اليونانية تستضيف حالياً عدداً قياسياً من الأشخاص مقارنة بالسنوات الأخيرة. وشدد أن الظروف الجوية السيئة لا تمنع الناس من البحث عن الأمان، كما يتضح بشكل مأساوي من غرق السفينة أخيراً قبالة سواحل ليبيا.
وأضافت "خلال العام الماضي، وصل 42676 شخصاً إلى اليونان، مما ضاعف عدد طالبي اللجوء في البلاد، في حين تجاوزت بعض مراكز الاستقبال طاقتها الاستيعابية".
وأفادت فرق لجنة الإنقاذ الدولية في ليسبوس، أن سكان مخيم مافرفوني يواجهون صعوبة في الحصول على التدفئة والكهرباء، ويفتقرون إلى الملابس الشتوية والبطانيات والماء الساخن، وإذا استمر الوضع على حاله، "فمن المحتمل أن يلجأ الناس إلى إشعال النيران من أجل الدفء، مما يشكل تهديداً كبيراً لسلامتهم".