بدأ أصحاب السيارات في العاصمة دمشق يعانون بشكل كبير من التكاليف، بعد رفع أسعار البنزين مجدّداً، والذي جعل كلفة تعبئة خزّان السيارة يصل إلى أكثر من مليون ليرة شهرياً.
وقال بعض أصحاب السيارات لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّه "لو انتظمت رسائل البنزين العادي عبر البطاقة الذكية، من المفترض أن تصل لصاحب كل سيارة 3 رسائل في الشهر الواحد، بمعدل 25 لتراً في كل تعبئة (سعر اللتر 8 آلاف ليرة سوريّة)، ويصل سعر الـ25 لتراً بعد الزيادة الأخيرة إلى 200 ألف ليرة، أي أن كلفة الرسائل الثلاثة 600 ألف ليرة.
ويشير أصحاب السيارات والسائقين إلى أنّ الرسائل تأتي في أحسن الأحوال مرتين بالشهر، أي أنهم ينفقون على بنزين البطاقة الذكية 400 ألف ليرة سورية، ويضطرون لتعبئتين إضافيتين على الأقل، إمّا من السوق السوداء أو من محطات "أوكتان 95".
- الحالة الأولى يصل سعر التنكة (20 لتراً) إلى 400 ألف ليرة سوريّة، إذ يُباع اللتر بـ20 ألفاً، ما يرفع كلفة التعبئة الشهرية إلى 1.2 مليون ليرة.
- الحالة الثانية والتعبئة الأسبوعية المسموحة للبنزين "أوكتان 95" هي 35 لتراً، فإن الكلفة تصل إلى أكثر من 1.4 مليون ليرة، إذ يصل سعر اللتر البنزين إلى 14 ألفاً و460 ليرة.
وبحسب المصادر فإنّ الكميات المذكورة هي متوسّط ما يستهلكه أصحاب السيارات الخاصة في دمشق شهرياً، لقيادة سياراتهم يومياً إلى أعمالهم ومقاصدهم العائلية، وقد ترتفع أكثر كلما كانت المقاصد أبعد، ما دفع الكثيرين إلى اتباع حلول بديلة.
-
شراء دراجة نارية
لأنّ تكاليف الشهر الواحد من البنزين لـ رفعت - مهندس كهرباء يعمل في تركيب منظومات الطاقة الشمسية بأماكن متباعدة - وصلت إلى 3.5 ملايين ليرة سوريّة، اضطر لاستخدام الدراجة النارية، قائلاً: "اشتريت دراجة نارية بـ5 ملايين ليرة وهو سعر بنزين لشهر ونصف الشهر تقريباً، لكن بهذه الحالة استطعت أن أوفّر على نفسي أكثر من مليونين شهرياً".
وتابع "أستخدم الدراجة النارية للذهاب إلى الأماكن القريبة نوعاً ما، بينما استخدم السيارة للأماكن البعيدة والمشاوير العائلية، واستطعت بهذا الحل توفير مبلغ كبير، حيث لا تستهلك الدراجة شيئاً يذكر أمام السيارة، وقد لا أحتاج لتعبئتها أكثر من 20 لتراً في الشهر أحياناً".
الحل الذي اتبعه رفعت بات رائجاً جداً، وهناك الكثير ممن يملكون سيارات، اشتروا درّاجات نارية للعمل، واختصار ركوب السيارة للمشاوير البعيدة والعائلية، يقول جهاد وهو من سكّان جرمانا، إنّه اشترى دراجة نارية صغيرة بـ3.5 ملايين ليرة، لا تستهلك سوى القليل جداً من البنزين، ويستخدمها ضمن محيط جرمانا.
-
"يوم مواصلات ويوم سيارة"
يقول منتصر وهو صاحب محل صيانة موبايلات في برج دمشق، إنّ تكاليف نزوله للعمل بالسيارة ارتفعت جداً فعدا البنزين، بات يدفع أكثر من 6 آلاف ليرة سورية يومياً لقاء ركن سيارته من الصباح حتى المساء في المرآب، ما جعل السيارة سبباً رئيسياً في تآكل دخله الشهري.
وأضاف: "استخدمت طريقة جيدة وفّرت علي الكثير، حيث اعتمدت على المواصلات العامة أو سيارات النقل الجماعية للوصول إلى مكتبي من ضاحية قدسيا بمعدل 3 أيام بالأسبوع، وبالكاد تصل الكلفة اليومية إلى ما يساوي ما كنت أدفعه لقاء ركن سيارتي في اليوم.
اقرأ أيضاً.. مالكو السيارات بانتظار الرسائل.. البنزين بـ 20 ألفاً والمازوت بـ 16 ألفاً
وتابع: "هذه الطريقة جلعتي أوفّر نصف كمية البنزين التي كنت أستهلكها، لأنّ ركوب السيارة في هذا البلد بات منغصاً ويحتاج إلى شخص يعمل فقط ليشتري بنزين ويدفع لمحال الصيانة".
-
سيارات جماعية
بات بعض أصحاب السيارات القاطنين في حي واحد، يتناوبون على توصيل بعضهم البعض يومياً من وإلى العمل، خاصةً الذين يعملون في أماكن متقاربة، أو من وإلى أقرب نقطة لمكان العمل، وبهذه الطريقة تزيد نسبة التوفير كلما زاد عدد المتشاركين.
ويضاف إلى تكاليف البنزين التي يوفّرها السائقون، أجور الصيانة الدورية للسيارات والصيانات الطارئة كون السيارات العاملة في سوريا باتت قديمة ومستهلكة، حيث باتت أجرة صيانة "البنشرة (ثقب في إطار السيارة)"، تصل إلى 15 ألف ليرة، وأي صيانة عادية للكهرباء كاستبدال ضوء تصل إلى 50 ألف ليرة.