أثار وجود ذخائر حربية من أنواع وأصناف مختلفة ملقاة في شوارع داخل بعض المناطق اللبنانية، العديد من التساؤلات والاستفسارات حول مصدرها ومدى خطورتها وتأثيرها على سلامة المواطنين اللبنانيين.
وذكر تقرير نشره موقع (جنوبية) اللبناني اليوم الأحد، أن أنباء تكررت خلال الأسابيع القليلة الماضية حول عثور القوى الأمنية على قنابل أو قذائف أو مواد متفجرة ملقاة في الشوارع بأكثر من منطقة لبنانية، الأمر الذي أثار تساؤلات حول الرسائل التي توجهها هذه الحالات على الصعيد الأمني، خصوصاً في ظل الأزمات التي يعيشها البلد.
وأضاف التقرير أن أكثر من مصدر عسكري أكّد أن الأمر لا يرتبط بالوضع الأمني مطلقاً، بل بالسلامة، إذ بدأت ظاهرة تخزين المواطنين للمحروقات في المنازل أو في أماكن بين الأحياء السكنية تتنامى بصورة مقلقة.
عثر على 16 قذيفة صاروخية نوع RPG و5 قذائف متنوّعة جميعها قديمة العهد، مرميّة داخل مستوعبات للنفايات في شارع بني معروف - بيروت، وتمت ازالتها من المكان بعد الكشف عليها من قبل خبراء المتفجرات في قوى الامن الداخلي pic.twitter.com/g1QJdXh4zm
— قوى الامن الداخلي (@LebISF) June 18, 2021
وبحسب ما أفاد أحد تلك المصادر العسكرية، فإن الأجسام التي تم العثور عليها غير معدة للتفجير وقديمة يحتفظ بها أصحابها منذ أيام الحرب الأهلية اللبنانية، فكما هو معروف كان معظم اللبنانيين ضمن أحزاب مسلحة، وكثير منهم ما يزال محتفظاً بذخائر أو أسلحة.
وأوضح المصدر أنه نظراً لأزمة المحروقات التي يعيشها لبنان، فإن تلك الذخائر تحولت إلى عبء على أصحابها ومصدر تهديد لهم بسبب تخزين المازوت والبنزين في الأحياء السكنية وحتى في الطبقات الأرضية من المباني، من دون مراعاة شروط التخزين في كثير من الأحيان.
ويضيف أن أي حريق قد يتسبب بكارثة لصاحب هذه الذخيرة ومحيطه، لذلك يسعى في الآونة الأخيرة من يمتلك هذه الذخائر إلى التخلص منها عبر رميها بهذه الطريقة في الشوارع، وقد يكون الشخص نفسه الذي يرمي هذه القذائف أو القنابل هو من يبلغ عنها.
ومنذ يومين، عثرت القوى الأمنية على قذائف صاروخية قديمة العهد في مستودع للنفايات بمنطقة فردان في بيروت، كما عثرت قبل ذلك بيوم واحد في منطقة أخرى في العاصمة على عدد من القذائف غير المتفجرة. هاتان الحادثتان جاءتا بعد عثور القوى الأمنية في نهاية الشهر الماضي بمرفأ صيدا (جنوبي لبنان) على قذيفة هاون، وعلى قنبلة يدوية حربية في منطقة بيروت.
بدوره يزعم وزير الداخلية السابق مروان شربل، أنه لا يمكن وضع هذه الحوادث، وإن كثرت وتيرتها في الآونة الأخيرة، ضمن أي إطار يرتبط بالتهديد الأمني، فالفرضية الراجحة والأقرب إلى الواقع أن أصحاب هذه الذخائر قديمة العهد، التي تعود لأيام الحرب، يسعون للتخلص منها خوفاً من حوادث تتعلق بالسلامة مرتبطة مباشرة بتخزين المحروقات، تحديداً المازوت، في ظل الأزمة التي يعيشها لبنان.
ولا يستبعد شربل تكرار هذه الحوادث في ظل استمرار الأزمات المعيشية، ولا أن تكون هذه الذخائر عائدة لمرجع واحد ألقاها في غير مكان بسبب تخزين المازوت.
تهريب المحروقات سبب الأزمة
ويعاني لبنان أزمة في شح المحروقات منذ أشهر، ويؤكد أصحاب محطات الوقود عدم تسلمهم من الموزعين الكميات التي تكفي السوق اللبنانية بسبب تأخر مصرف لبنان في فتح الاعتمادات كان مصرف لبنان أعلن مؤخراً، في بيان، أن كميات البنزين والمازوت والغاز المنزلي التي تم استيرادها خلال عام 2021 تمثل زيادة بحدود 10 في المئة عن الكميات المستوردة خلال الفترة عينها من عام 2019.
ويرى مراقبون أن هذه الأرقام تشير إلى أن هناك كميات كبيرة من المحروقات يتم تهريبها إلى خارج لبنان وبالتحديد إلى مناطق سيطرة النظام في سوريا، فضلاً عن تخزين كميات أخرى بهدف جني أرباح مضاعفة بعد رفع الدعم عنها.