ملخص
- المفاوضات بين تركيا والنظام السوري متوقفة بسبب اختلاف المواقف بشأن انسحاب القوات التركية من سوريا.
- روسيا تبذل جهوداً متواصلة لإنهاء الصراع بين دمشق وأنقرة وتشجع استئناف التفاوض.
- تطبيع العلاقات بين النظام السوري وتركيا كان موضوعاً في قمة بوتين وأردوغان في قازان.
- لافروف يرى أن التطبيع مهم لاستقرار سوريا وأمن الشرق الأوسط.
- ملفات عودة اللاجئين، ومكافحة الإرهاب، وتأمين الحدود طرحت في لقاءات رباعية العام الماضي.
- الخلاف حول انسحاب القوات التركية من سوريا يعيق التفاوض.
أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن المفاوضات بين تركيا والنظام السوري متوقفة بسبب اختلاف المواقف بشأن انسحاب القوات التركية من سوريا، وهو ما كشفه "تلفزيون سوريا" قبل أسبوعين.
وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "حرييت" التركية، قال وزير الخارجية الروسي إلى إن "اختلاف المواقف بين دمشق وأنقرة أدى إلى توقف عملية التفاوض، حيث يصر النظام السوري على ضرورة توضيح مسألة انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، فيما تؤكد تركيا من حيث المبدأ التزامها بسيادة سوريا ووحدة أراضيها، مع استعدادها لمناقشة مسألة سحب القوات في وقت لاحق".
وأكد لافروف أن "هناك إشارات من دمشق وأنقرة باهتمام جدي باستئناف المفاوضات، وموسكو تبذل جهوداً متواصلة لإنهاء الصراع، وتشجع استئنافاً سريعاً لعملية التفاوض بين الجانبين"، معتبراً أن تطبيع العلاقات بين النظام السوري وتركيا "له أهمية كبيرة للاستقرار المستدام في سوريا، وتعزيز الأمن في منطقة الشرق الأوسط".
وقال لافروف إن تطبيع العلاقات بين النظام السوري وتركيا كان أحد المواضيع التي تناولها لقاء الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، خلال قمة بريكس في مدينة قازان الروسية.
وكشف وزير الخارجية الروسي عن مناقشات بشأن التطبيع بين تركيا والنظام السوري أجريت خلال اجتماع الدول الضامنة لعملية أستانا في نيويورك في أيلول الماضي، مضيفاً أن موسكو شهدت العام الماضي لقاءات رباعية بين روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري، على مستوى وزارات الخارجية والدفاع وأجهزة الاستخبارات، تناولت ملفات مثل عودة اللاجئين السوريين ومكافحة الإرهاب وتأمين الحدود.
تجميد الوساطة بين تركيا والنظام السوري
وفي 15 تشرين الأول الماضي، كشف مصدر دبلوماسي مطّلع لموقع "تلفزيون سوريا" أن روسيا جمدت الوساطة بين تركيا والنظام السوري في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة، والمتمثلة بتصاعد وتيرة الحرب بين إسرائيل وحلفاء إيران، بالإضافة إلى اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية التي قد تعيد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وبحسب ما أكده المصدر لموقع "تلفزيون سوريا"، فقد طلبت موسكو من بغداد قبل عدة أسابيع وقف الاتصالات الجارية بين أنقرة ودمشق، لأن الجانب الروسي يفضل انتظار نتائج الانتخابات الأميركية والعمل على العودة إلى الحوار مع واشنطن إذا فاز ترامب بالانتخابات.
أردوغان: رد الأسد تركناه للزمن
وعقب عودته من مدينة قازان الروسية، أعرب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن أمله في أن يتخذ النظام السوري خطوات عملية تجاه التطبيع مع تركيا، مؤكداً أن هذا التوجه يمكن أن يكون في صالح الطرفين.
وأكد أردوغان أن تركيا "منذ البداية تدعم الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وإرساء سلام دائم وعادل وشامل لدى جيرانها"، مضيفاً "نتوقع من حكومة النظام السوري أن تدرك الفوائد التي ستجنيها من تطبيع صادق وواقعي مع تركيا وتتحرك وفقاً لذلك".
وأضاف "آمل أن نرى خطوة بناءة في هذا الاتجاه وأن نبني عملية تطبيع بين تركيا وسوريا، لأن عدم استقرار تلك المنطقة يشبه المستنقع الذي يجذب التنظيمات الإرهابية وأصحاب الأجندات المشبوهة، وسبيل القضاء عليها هو تجفيف هذا المستنقع وتحويله إلى بستان".
وأشار الرئيس التركي إلى أن "تأثير روسيا على النظام السوري معروف لدى الجميع"، موضحاً "ناقشت مع بوتين جميع هذه القضايا، وتحدثنا عن موقفنا وتوقعاتنا، وطلبت منه أن يتخذ خطوة للتأكد من رد بشار الأسد على دعوتنا. هل سيطلب بوتين من الأسد أن يتخذ هذه الخطوة؟ هذا ما نتركه للزمن".