أطلق المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، أرشيفاً رقمياً هو الأول من نوعه في سوريا، يوثق تاريخ المعهد وأعماله الفنية، على مدار نحو 50 عاماً منذ تأسيسه سنة 1977.
ويغطي الأرشيف حتى في الوقت الحالي المرحلة الممتدة بين عامي 1977-1992، من خلال وثائق رسمية ومواد سمعية-بصرية، وشهادات مصورة مع مجموعة من مؤسسي وخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، وفق ما جاء في الإعلان الرسمي للمبادرة.
ويهدف القائمون على المبادرة المستقلة، إلى استكمال جهودهم التي استمرت لأكثر من عامين، من أجل بناء أرشيف للمعهد يقدم صورة عن ظروف ولادته في أواخر سبعينات القرن الماضي، ومسيرته بعد ذلك حتى اللحظة الحاضرة.
وتسعى المبادرة إلى جمع الوثائق المتوفرة عن المعهد، وإعادة تنظيمها وتحويلها إلى صيغٍ رقمية تحميها من التلف، وإتاحتها رقمياً للراغبين في الاطلاع عليها، سواء من الجمهور أو الطلاب والباحثين والفنانين، ما يوفر فرصة لإعادة معالجتها من منظورات ثقافية واجتماعية وسياسية مختلفة.
أرشيف رقمي لفهم علاقة الفن والسلطة
ومن المتوقع أن تغطي المبادرة في مرحلتها الثانية الفترة الممتدة بين عامي 1992-2011، في حين توثق المرحلة الثالثة الفترة الممتدة منذ 2011 وحتى اللحظة الراهنة، على أن تصبح بعدها عملية البحث والتوثيق والأرشفة الرقمية مستمرة من دون انقطاع.
وكانت معظم الوثائق الأصلية المرتبطة بالمسرح السوري قد تعرضت للضياع أو التلف بسبب الإهمال، وهو ما سعت المبادرة إلى ترميمه عبر تصوير شهادات مع مؤسسي المعهد وخريجيه الأوائل.
وبحسب القائمين على المبادرة، فإن الأرشيف غرضه الكشف عن الدور الذي لعبه المعهد في سوريا على مستوى المسرح والإعلام والسينما والدراما التفزيونية والمؤسسات الثقافية، والتحولات التي طرأت عليه عبر عدة فترات زمنية، ما سيسمح بفهم أفضل لآلية العلاقة العملية بين المثقفين والفنانين من جهة والسلطة السياسية من جهة أخرى.