قدّم الأرشيف السوري والمركز السوري للإعلام وحرية التعبير إلى سلطات التحقيق والادّعاء في ألمانيا والسويد وفرنسا، اليوم الإثنين، معلومات إضافية متعلّقة بهجمات الكيماوي التي ارتكبها النظام السوري في غوطة دمشق، عام 2013، وخان شيخون جنوبي إدلب، عام 2017.
وقدّم الأرشيف السوري أيضاً، المعلومات المتعلقة بهجوم الغوطة إلى قضاة التحقيق في فرنسا، وذلك كإسهام في التحقيقات القضائية الجارية في هذه الجرائم.
تقديم هذه المعلومات والأدلة الجديدة، يأتي بعد الإسهام في الملفات السابقة التي غطت هجمات الكيماوي، وجرى إعدادها بالشراكة مع "مبادرة عدالة المجتمع المفتوح ومنظمة المدافعون عن الحقوق المدنية.
محتويات الوثائق المقدّمة
- فيما يتعلق بالهجوم على خان شيخون في 4 نيسان/أبريل 2017
سيقدم "الأرشيف السوري" قاعدة بيانات إعلامية مفتوحة المصدر، فضلاً عن وثائق سمعية وبصرية جُمعت لارتباطها بالهجمات، إضافة إلى التحقّق من المحتوى وتقارير التحقيق في الحوادث.
وسيوفر الأرشيف السوري أيضاً، هيكل القيادة ومناطق العمليات لفصيل من القوات السورية يُزعم بأنه مرتبط بهجوم الغوطة، عام 2013، الذي حُدّد استناداً إلى مشاهدات يمكن التحقق منها.
وفي تصريح لـ موقع تلفزيون سوريا قالت ليبي مكافوي - باحثة قانونية في منظمة نيمنك والأرشيف السوري - إنّ تقديم المعلومات الإضافية يهدف إلى المساعدة في سد الثغرات التي حُدّدت خلال عملهم الأولي على تجميع الشكاوى الأصلية، والغاية هو الاستمرار في دعم عملية تحقيق مستمرة وقوية قدر الإمكان.
وبشأن زعم نظام الأسد بأنّ المعارضة السورية استخدمت غاز الكلور في قصف مدينة حلب، عام 2018، قالت "مكافوي" إنّ هذه الحادثة لا تعد ذات صلة بالبعد الخاص بالحجة القانونية المُقدّمة في الشكوى، وهي بالتالي ليس جزءاً من المعلومات الإضافية.
من جانبه، قال ستيف كوستاس - كبير المستشارين القانونيين في مبادرة عدالة المجتمع المفتوح - لموقع تلفزيون سوريا إنّه "بعد مرور خمس سنوات على الهجوم بالأسلحة الكيماوية على خان شيخون، الذي أدّى إلى مقتل أكثر من 90 شخصاً معظمهم أطفال، إضافةً إلى إصابةِ المئات.
وتابع: "ما زال مرتكبو هذه الجريمة بعيدين عن يد العدالة. والآن، مع انتشار الفظائع في أوكرانيا، استيقظ العالم على إمكانية استخدام هذه الأسلحة البشعة من جديد ضد المدنيين الأبرياء، يجب أن تحظى السلطات القضائية في فرنسا وألمانيا والسويد التي تلقت الشكايات بشأن هجمات الأسلحة الكيماوية في سوريا، بالدعم السياسي والمالي اللازم لإيصال هذه القضايا إلى قاعات المحاكم، وبهذا وحده سيتمكن المجتمع الدولي من إرسال رسالة مفادها أن يد العدالة ستطول كلَّ فرد يستخدم هذه الأسلحة غير المشروعة، في أي مكان من العالم".
- فيما يتعلق بالهجوم على الغوطة في 21 آب/أغسطس 2013
سيقدم "المركز السوري للإعلام وحرية التعبير" معلومات حول تسلسل القيادة لفصائل مختلفة ذات صلة بالقوات السورية، إضافة إلى مقاطع فيديو أصلية التقطها موظفون ميدانيون في مركز توثيق الانتهاكات في سوريا وقت الهجوم.
منهجيات توثيق متنوعة ومتكاملة
قالت مديرة مشروع الأرشيف السوري لـ موقع تلفزيون سوريا: "يجب أن يكون كل يوم يمضي على مرور هذه الهجمات خطوةً نحو تحقيق العدالة للضحايا، نأمل أن تفضي جهود المجتمع المدني المتواصلة إلى تحقيق العدالة للضحايا والناجين، ومساءلة مرتكبي هذه الجرائم لضمان عدم تكرارها، ومنع وقوع مزيد من الضحايا الأبرياء، في سوريا أو في أي مكان آخر في العالم".
تجدر الإشارة إلى أن كلاً من "الأرشيف السوري" و"المركز السوري للإعلام وحرية التعبير" سيقدمان بالتزامن، معلومات منفصلة ومتكاملة تتعلق بهياكل القيادة لـ قوات النظام السوري ذات الصلة.
وجرى إعداد هذه المواد بشكل مستقل من مصادر متنوعة وباستخدام منهجيات مختلفة وغير متداخلة، حيث اعتمد "المركز السوري" في بناء معلومات تسلسل القيادة على الشهادات، بينما يقدّم "الأرشيف السوري"معلومات هيكل القيادة ومناطق العمليات المستمدة حصرياً من قاعدة بيانات موسعة للوثائق المفتوحة المصدر.
يهدف المشتكون من خلال جمع الأدلة وتحديد الشهود القادرين على الإدلاء بشهاداتهم، إلى المضي قدماً في اعتقال ومحاكمة مسؤولي نظام الأسد المسؤولين عن هجمات الكيماوي، التي أودّت بحياة مئات الضحايا المدنيين.