أثارت أنباء انتشار البضائع الإيرانية في الشمال السوري الخاضع لفصائل المعارضة مخاوف الأهالي من الإصابة بفيروس "كورنا" المتفشي في إيران، إضافة إلى أنّ معظم السكان يعتبرون "طهران" شريكة لنظام الأسد في قتل وتهجير السوريين عبر الدعم بالمال والسلاح والميلشيات الطائفية.
مدير معبر باب السلامة ينفي
مدير معبر باب السلامة العقيد قاسم قاسم نفى بشكلٍّ قاطع دخول هذه البضائع عبر معبر باب السلامة، وقال لتلفزيون سوريا: إنّ "البضائع الإيرانية لم تدخل إلى الداخل السوري عبر المعبر"، وإنّ "لدينا تعميماً منذ نحو أربعة أعوام بعدم استيراد أي نوع من البضاعة الإيرانية"، وأنّ هناك "تعاوناً كبيراً بهذا الخصوص مع الجانب التركي".
وبحسب قاسم فإنّه "خلال الفترة الماضية دخل لمرة واحدة (حديد إيراني)، وتم كشفه من خلال البيان الجمركي، ومنع دخوله إلى الجانب السوري، وإرجاعه إلى جهة أخرى"، مناشداً الجميع بتوخي الدقة والحذر في نقل الأخبار".
سكان محليون يؤكدون وجود بضائع إيرانية
وقال سكان محليون لتلفزيون سوريا إنّ هناك "(فواكه) و(تموراً) إيرانية المنشأ في أسواق (الدانا، معرة مصرين، والباب)"، في وقت اتهم فيه ناشطون مسؤولين في معبري "باب الهوى"، "السلامة"، بتقاضي أموال مقابل السماح لها بالدخول، وهو ما نفاه العقيد "قاسم"، وكذلك "ملهم الأحمد" مدير المكتب الإعلامي العلاقات الإعلامية في حكومة الإنقاذ التي تسيطر على معبر باب الهوى الحدود وعلى الحياة الخدمية في إدلب.
فيما فسرّ العقيد "قاسم" إمكانية وجود بضائع إيرانية في الأسواق، بالقول: إنه "يجري الحديث حول دخول بعض البضائع من فواكه وغيرها (إيرانية المنشأ)، من الممكن أن يكون قد دخلت عبر معابر النظام مع العراق، ومن ثم تم تهريبها إلى الشمال عبر تجار في مناطق سيطرة (قسد)".
وأكدّ قاسم أن المسؤولين المحلين في الشمال عمموا على "كافة العناصر الشرطية والعسكرية الموجودة على معابر (منبج) وغيرها؛ بضرورة عدم السماح بدخول أي منتج إيراني إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل.
إلى ذلك قال المسؤول في حكومة الإنقاذ "الأحمد" لتلفزيون سوريا إنّ "الحكومة منذ الإعلان عن تشكيلها، أصدرت تعميمًا بمنع دخول البضائع الإيرانية إلى الأسواق"، نافيًا "وجود أي بضاعة ذات منشأ إيراني في محافظة إدلب"، واصفًا إيران بـ"دولة الاحتلال" التي لا يمكن التطبيع معها تجاريًا- على حد تعبره.
مدير تجارة عفرين يؤكد وجود بضائع إيرانية
ورغم نفي مسؤولي الشمال وجود بضائع إيرانية في مناطق سيطرة المعارضة إلا أنّ مدير غرفة التجارة في عفرين "ناصر تركماني" أكدّ لتلفزيون سوريا وجود بضائع إيرانية في الشمال، وبالأخص مواد (الحديد، الخميرة، والأسمدة)، وأوضح لتلفزيون سوريا كيفية دخولها بالقول: "إن دخول البضائع يتم عبر معبر باب الهوى، وبعض المعابر الأخرى بطريقة غير شرعية؛ وذلك عبر تغير (تيكت) المنشأ، ودخولها على أنها بضاعة تركية".
وأشار إلى أنّ "هناك فروقاً كبيرة في معايير الجودة ما بين البضاعة التركية، والإيرانية؛ وخاصة الحديد من حيث الكثافة والمتانة"، نافيًا في الوقت ذاته دخول "أي بضاعة إيرانية عبر معبر (الحمام) الحدودي مع تركيا"، متهمًا مسؤولين في المعبر بالتواطؤ وتمرير تلك البضائع مقابل الحصول على أموال.
وتقول مصادر خاصة إنّ التاجر "عمر أقرع" هو المورد الوحيد للحديد الإيراني إلى أسواق المعارضة عبر تركيا، وله علاقات واسعة مع النظام وحكومة الإنقاذ ومختلف الجهات، كما أنه يوصف بالشخص الغامض، وسط امتناع عدد من التجار عن التعليق على تلك المعلومة.
وغالبًا ما غزت البضائع الإيرانية الأسواق في مناطق المعارضة؛ لعدة عوامل وأسباب، من بينها كثرة عدد المعابر مع النظام الذي يقوم باستيراد البضائع الإيرانية عبر العراق، وكذلك بسبب عدم وجود عناصر مختصة وخبيرة على تلك المعابر، وهي التي توصف من قبل السكان بمعابر "الإتاوات" للفصائل، كما وأنّ هذا الغزو لم يقتصر على البضائع التجارية، وإنما طال مجال الإغاثة من خلال توزيع ملابس عائدة لميلشيات طائفية في بعض المخيمات في فترات متعاقبة.