icon
التغطية الحية

كيف تسبب الذكاء الاصطناعي في زيادة المواد الإباحية المزيفة للأطفال؟

2024.10.29 | 18:23 دمشق

آخر تحديث: 29.10.2024 | 19:01 دمشق

52356
الذكاء الاصطناعي يزيد من خطورة المحتوى الإباحي المزيف للأطفال على الإنترنت
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • تزايدت المواد الإباحية المزيفة التي تستغل الأطفال جنسياً عبر الإنترنت بسبب تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يصعب عمل الجهات المسؤولة عن حماية الأطفال.
  • الذكاء الاصطناعي التوليدي يُمكّن من إنتاج محتوى مزيف يتضمن صوراً وفيديوهات لأطفال افتراضيين، ويتم نشرها وتخزينها عبر الإنترنت المظلم.
  • تقرير مؤسسة IWF أشار إلى نشر أكثر من 20 ألف صورة في أيلول  2023 على منتدى ضمن الإنترنت المظلم.
  • تضاعف عدد البلاغات حول هذه الظاهرة في الفترة بين أبريل/نيسان وسبتمبر/أيلول 2024، ما يعكس نمواً "مخيفاً" وفق الجهات المختصة.
  • برامج الذكاء الاصطناعي المخصصة قد تحتوي على قيود تمنع إنتاج هذا المحتوى، لكن بعض التطبيقات المتاحة عبر الإنترنت المظلم تتجاوز هذه القيود.

تشهد المواد الإباحية المزيفة المتعلقة باستغلال الأطفال جنسياً عبر الإنترنت زيادة ملحوظة بفعل تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يجعل هذه الظاهرة أكثر انتشاراً ويعقّد جهود السلطات المسؤولة عن حماية الضحايا من القاصرين، بحسب ما حذرت منه مؤسسات أوروبية.

وتشمل هذه المحتويات مقاطع فيديو وصور لأطفال افتراضيين يتعرضون للاعتداءات، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي إنشاء مثل هذه الصور بلا حدود وتخزينها أو مشاركتها عبر الإنترنت. ففي أيلول/سبتمبر 2023، تم نشر أكثر من 20 ألف صورة بوساطة الذكاء الاصطناعي على منتدى ضمن شبكة الإنترنت المظلم، وفق تقرير صادر عن مؤسسة Internet Watch Foundation (IWF)، التي تُعدّ من أبرز الجهات الأوروبية في مكافحة هذا النوع من المحتوى.

وأظهرت الإحصاءات تضاعف التقارير الواردة حول هذه الظاهرة، حيث تلقت المؤسسة 74 بلاغاً بين نيسان/أبريل وأيلول/سبتمبر 2024، بعد أن كانت قد تلقت 70 بلاغاً فقط طوال العام الممتد من نيسان/أبريل 2023 إلى آذار/مارس 2024. ويصف التقرير هذا التطور بأنه "مخيف".

جرائم الأطفال على الإنترنت مولدة بالذكاء الاصطناعي؟

وتعزو الجهات المختصة هذا النمو إلى الانتشار السريع لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي بين عامي 2022 و2023. وعلى الرغم من أن معظم برامج الذكاء الاصطناعي الاستهلاكية تفرض قيوداً على إنشاء مثل هذا المحتوى، إلا أن بعض التطبيقات المتاحة عبر الإنترنت المظلم لا تزال تمكن المستخدمين من إنتاجه.

ووفقاً لتصريحات غابرييل هازان، رئيسة مكتب القاصرين التابع للشرطة القضائية، من المتوقع أن يأتي 95% من صور جرائم الأطفال المنشورة عبر الإنترنت من الذكاء الاصطناعي خلال السنوات القليلة المقبلة، مما يشكل تحدياً هائلاً لأجهزة مكافحة الجرائم الإلكترونية.

وتشير أنجيل لوفرانك، المسؤولة عن "مؤسسة الأطفال" التي أجرت دراسات حول هذه الظاهرة ونشرت نتائجها، إلى أن إنتاج ونشر مثل هذه الصور المزيفة يمثل تهديداً خطيراً لأنه يسهم في التهوين من الممارسات الإجرامية ضد الأطفال ويحوّل الأطفال إلى مجرد "أشياء".

وجاء في ملخص التقرير أن زيادة انتشار المحتوى الإباحي للأطفال يفاقم من السلوك الإدماني لدى المستهلكين، مع ارتفاع مستوى تطرف المحتوى المنشور.

كما أشارت الوكالة الأوروبية "يوروبول" في تقرير صادر في تموز/يوليو إلى أن هذا المحتوى غير القانوني للأطفال الناتج عن الذكاء الاصطناعي قد يشكل "مشكلة رئيسية" في المستقبل القريب، مؤكدين على أن الأمر يتطلب تعاوناً مكثفاً من الجهات الفاعلة لتطوير أدوات قادرة على تمييز المحتوى المزيف عن الحقيقي، وذلك وفقا لما أوردته وكالة فرانس برس.