منذ اللحظة الأولى للزلزال، أعلن السوريون في تركيا النفير العام وانتشرت دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لإغاثة المنكوبين والانتقال إلى المواقع المتضررة للمساهمة في أعمال الإنقاذ ورفع الأنقاض.
أغلب منظمات المجتمع المدني السورية في عموم تركيا أطلقت حملات إغاثة ودعم للمتضررين الأتراك والسوريين، كما ساهم مشاهير وفنانون ومفكرون سوريون في حملات الإغاثة.
وفي 6 شباط الجاري، ضرب زلزال مزدوج جنوبي تركيا وشمالي سوريا، الأول بقوة 7.7 درجات، والثاني 7.6 درجات، تبعهما آلاف الهزات الارتدادية، ما أودى بحياة عشرات الآلاف وخلَّف دمارا ماديا ضخما.
دعم متنوع
تنوعت حملات الإغاثة والدعم التي أطلقها السوريون بين جمع منظماتهم للمساعدات الإغاثية وإرسالها عبر شاحنات، أو المشاركة الفردية في حملات التبرع بالدم والتطوع في المناطق المنكوبة.
المنظمات السورية في تركيا، مثل "البيت السوري" و"جمعية اللمة" و"المنتدى السوري" و"جمعية النور" و"جمعية تركمان سورية" و"المجلس التركماني السوري"، جميعها كان لها مساهمات في هذا الإطار.
وشملت المساعدات جمع وتجهيز مواد إغاثية وغذائية وطبية وملابس، فضلاً عن الخيم والمساهمات المالية العينية، إضافة إلى المساهمة في حملات التبرع بالدم التي نظمها "الهلال الأحمر التركي".
لم تقتصر المساعدات على جمعها عبر المنظمات السورية، بل ساهم رجال أعمال سوريون ومواطنون في حملة "تركيا قلب واحد" الرسمية، بتقديم مبالغ مالية لرئاسة إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) والهلال الأحمر في تركيا.
كذلك تطوع طلاب سوريون في أعمال الإنقاذ ورفع الأنقاض في الولايات التركية، إضافة إلى تطوع آخرين في منظمات الإغاثة التركية، مثل منظمة الإغاثة الإنسانية IHH.
مليون دولار لمتضرري الزلزال في تركيا
مؤسس "المنتدى السوري" وعضو مجلس إدارته عمار قحف، كشف أن "إجمالي ما تم تقديمه من مساعدات عقب زلزال تركيا وسوريا، يتجاوز مليون دولار (18.8 مليون ليرة تركية)".
وأضاف قحف، في تصريح لوكالة "الأناضول": "كمنظمة مجتمع مدني مرخصة في تركيا، ومنذ اليوم الأول، أعلنا عن حملة جمع تبرعات لمساندة ضحايا الزلزال المدمر في تركيا وسوريا، ولاقت الحملة تفاعلاً كبيراً من العرب والسوريين والأتراك".
وتابع: "في الولايات المتحدة الأميركية أيضاً، أطلقنا نداء عبر شركائنا في العمل الإنساني ضمن الجالية السورية والعربية، حظي بتجاوب كبير من أبناء الجالية السورية والعربية في عدد من المدن الأميركية".
وفيما يتعلق بالمستفيدين، قال قحف: "المستفيد الأساسي هم السوريون والأتراك المتضررون من الزلزال في الولايات التركية المنكوبة، والمتضررون من الزلزال من أبناء الشعب السوري داخل الأراضي السورية".
وشدد على أن "المنظمات الإنسانية السورية أثبتت بهذه المحنة قدرتها الكبيرة على التنظيم والعمل بصدق ومحاولة تقديم الخدمة الإنسانية للسوريين والأتراك بكل المناطق المتضررة في ظل الهدف الإنساني الذي يعمل من أجله الجميع".
استجابة سريعة
من جهته، قال طارق سلو جاوزجي رئيس "فيدرالية جمعيات تركمان سوريا" التي تضم 20 جمعية في الولايات التركية: "تحركت الجمعيات فوراً بعد الزلزال باستجابة عاجلة وطارئة وتشكيل الفرق والتدخل والمساعدة".
وأضاف جاوزجي للأناضول أن "الفرق التابعة للفيدرالية عملت مباشرة على استنفار الإمكانيات لجمع المساعدات للمتضررين في سوريا وتركيا، ثم تسيير عدة شاحنات إغاثية".
وأشار إلى أن "المنطقة التي ضربها الزلزال في جنوبي تركيا وشمالي سوريا من المناطق التي نعمل فيها بشكل مكثف، وبالتالي كان وصولنا سريعاً، وعبر ذلك أوصلنا المساعدات للمنكوبين وتم توزيعها عليهم".
وشملت المساعدات، وفق جاوزجي، "مواد غذائية وملابس ووقودا وخبزا وماء وأدوية وأطعمة ومطابخ متنقلة، ساهمت بتقديم الخدمات للمتضررين في تركيا وسوريا، وما زالت نشاطاتنا مستمرة في داخل تركيا وسوريا".
وتابع: "كان هناك نشاط جيد لمنظمات المجتمع المدني والمفكرين والمثقفين السوريين لإغاثة المنكوبين، وكان للسوريين دور ريادي خلال الكارثة من خلال الانتقال للمناطق المتضررة واستنفار كل إمكانياتهم".
بدورها ذكرت المديرة التنفيذية لـ "جمعية النور" آية سلطان: "في تركيا كان العمل يعتمد على المتطوعين والدعم بشكل فردي، إذ أطلقنا حملات تطوع اعتمدت على السوريين والأتراك".
وأضافت سلطان: "ساهمنا بإغاثة العائلات النازحة التي وصلت إلى إسطنبول عبر تجميع الملابس المستعملة والفرش والبطانيات والسلال الغذائية، ثم إرسالها لهم".
وعن جهود الجمعية في سوريا، أشارت إلى أنها "أرسلت حاويتين تضمنت سلال غذائية، ووزعت وجبات طعام يومية، وتعمل على تأمين خيم للمحتاجين، إضافة إلى تأمين مستلزمات صحية للنساء".
ويصل عدد المتضررين من الزلزال المدمر في كل من تركيا وسوريا إلى "23 مليون شخص، بينهم 1.4 مليون طفل"، حسب تصريحات لمسؤول الطوارئ في "منظمة الصحة العالمية" أديلهيد مارشان.