أصدرت منظمة "أنقذوا الطفل/ Save the Children" الهولندية، تقريراً يرصد نتائج بحث ميداني تناول وضع الأطفال السوريين اللاجئين خارج البلاد والنازحين داخلها، بهدف دراسة الأطفال السوريين اللاجئين في هولندا خلال السنوات العشر الأخيرة.
وتمكن فريق البحث من تسليط الضوء على الانعكاسات السلبية لتجارب اللجوء، وتقديم الحلول المناسبة لمعالجتها، من الجوانب النفسية والمادية والقانونية، وذلك بعد دراسة أجراها أفراد الفريق على أطفال سوريين في 5 دول: سوريا وتركيا ولبنان والأردن وهولندا، حيث يصل عدد الأطفال من مجموع اللاجئين فيها نحو مليون و900 ألف طفل سوري.
العينة المدروسة شملت ما مجموعه 101 من الأطفال السوريين في سن (13 حتى 17 عاماً) شاركوا إما في الاستبيانات أو المسح أو المقابلات.
وخلص البحث إلى ضرورة دعم تقوية الترابط الاجتماعي بين الطفل وأسرته. وتشجيع الممارسات غير التمييزية وتقوية لغة الطفل. وتحسين الصحة النفسية وخدمات الدعم النفسي والاجتماعي. وسيتم تقديم التقرير للبرلمان والجهات المعنية بالطفل في هولندا.
أكبر موجة نزوح في التاريخ
أكثر من 10 سنوات من الصراع في سوريا كان تأثيرها مدمراً على أطفال البلاد. خلق هذا الصراع أكبر موجة من النزوح في التاريخ الحديث وفي العالم.
اليوم مع 13.2 مليون مهجّر، بما في ذلك 6،6 ملايين لاجئ في الخارج وأكثر من 6 ملايين نازح في الداخل. ومن العدد الإجمالي، هناك أكثر من 50 في المئة من الأطفال الذين يستمرون بالتنقل والسفر في كثير من الأحيان.
السوريون يشكلون النسبة الأكبر من اللاجئين وطالبي اللجوء
على هذا النحو ، فإن النسبة الأكبر من اللاجئين وطالبي اللجوء في العالم ينحدرون من سوريا كل عام منذ 2013، بينهم 22 في المئة من جميع طالبي اللجوء الأطفال في أوروبا خلال النصف الأول من عام 2020.
وعلى الرغم من أن الغالبية العظمى من المهجرين السوريين يقيمون في دول الجوار مثل تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر، حاول المهجّرون السوريون اللجوء إلى أكثر من 130 دولة، بما في ذلك آلاف طلبات اللجوء في هولندا كل عام.
نصف اللاجئين من الأطفال
ما يقرب من ثلث عدد طالبي اللجوء في هولندا هم من سوريا، عام 2020، نصفهم من الأطفال.
يواجه اللاجئون السوريون تحديات شديدة ترتبط بالصحة العقلية والرفاه النفسي والاجتماعي بسبب تعرضهم المستمر للعنف المرتبط بالحرب والنزوح والتوتر وعدم الإدراك.
رغم ذلك يشعر الأطفال بهذه العواقب في جميع الأعمار لتعرضهم للضغوط التي قد تهدد سلامتهم، وتؤدي إلى تفاقم الضائقة النفسية أو الإعاقة الجسدية.
ومن أجل الحفاظ على صحة الأطفال اللاجئين، أشار التقرير في نهاية المطاف إلى أنه يجب تأمين التنمية والرفاهية والتفاعل النفسي والاجتماعي في البلد المضيف.