امتلأت وحدات العناية المركزة بالمستشفيات في أنحاء سوريا الشهر الماضي بسبب انتشار كوفيد-19، ما أدى لزيادة الضغط على النظام الصحي الذي أنهكه الصراع وسط حملات تطعيم بطيئة.
وقال عبسي محمد فؤاد لوكالة رويترز، وهو طبيب في مستشفى بإدلب شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة، إن هناك حالات كثيرة في حاجة للعناية الفائقة.
وأضاف "للأسف في كثير من الأحيان نضطر إلى أن ننتظر خروج مريض من الجناح أو حتى ممكن أن يتوفى لكي نستعيض عنه بمريض آخر".
ويعيش زهاء أربعة ملايين نسمة في شمال غربي سوريا بينهم 1.7 مليون في مخيمات للنازحين بسبب العمليات العسكرية للنظام وروسيا.
وأضاف فؤاد "وصلنا لمرحة معينة لم تعد المشافي قادرة على استيعاب هذه الهجمة. فالمشفى طاقته الاستيعابية 70 سريراً، حاليا السبعون سريراً ممتلئون، ويوجد الكثير من الحالات التي تحتاج إلى قبولات في العناية المشددة وكذلك في الجناح".
وقال مارك كوتس، نائب منسق الشؤون الإنسانية الإقليمي للأمم المتحدة، إنه يتم تسجيل ما يزيد على ألف حالة يومياً في شمال غربي سوريا، وعادة ما يصل العدد إلى 1500 حالة. وأضاف أنه مع نقص أجهزة الفحص فإن العدد الفعلي قد يكون أعلى كثيرا.
وتابع "نحن قلقون جداً، هذه أكبر زيادة نراها منذ بدء الجائحة في شمال غربي سوريا. الوضع مماثل لأجزاء أخرى في سوريا".
ومضى يقول "إنه وضع كارثي. المستشفيات مكتظة تماما. الناس يموتون بسبب نقص الأكسجين".
يشار إلى أن أقل من اثنين في المئة من سكان شمال غربي سوريا تلقوا اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
وتسير حملات التطعيم بوتيرة بطيئة على نطاق أوسع في سوريا، وتقول السلطات الصحية المحلية إن قرابة 117 ألفاً تلقوا جرعة لقاح واحدة في شمال غربي البلاد. في حين طالت حملة اللقاح التي ينفذها النظام نحو 450 ألفاً.
وفي أحد مستشفيات دمشق هذا الأسبوع، اعتنى مسعفون بمرضى موصولين بأجهزة تزويد بالأكسجين.
وقال توفيق حسابا، مدير الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة التابعة لحكومة النظام، إن الوضع كان سيئا جداً في مرحلة ما لدرجة أنه تم نقل مرضى إلى حمص للعلاج.
وأضاف "مرت فترة.. الأسرة المخصصة بدمشق وريف دمشق وصلت للذروة، اضطررنا لإرسال إصابات إلى حمص. اليوم إحدى الإصابات التي احتاجت عناية تم نقلها إلى حمص".
وتقع حمص على بعد نحو 140 كيلومترا من دمشق و180 كيلومترا من حماة.
وتقول حكومة النظام إن أكبر حصيلة يومية للإصابات في هذه الموجة بلغت 442، وتفيد الأرقام الرسمية بأن سوريا سجلت أكثر من 31 ألف إصابة وأكثر من 2100 وفاة مرتبطة بفيروس كورونا منذ بدء الجائحة العام الماضي.