بعد أكثر من شهر من تفشي فيروس كورونا في مدينة حلب أصدرت "لجنة الطوارئ" التابعة لـ "الفريق الحكومي" والمُكلف بوضع خطة للتصدي لانتشار الفيروس، عدة قررات خلال اجتماعها بمحافظ المدينة.
وسمحت "لجنة الطوارئ" التابعة للنظام بدفن الموتى ليلاً، وذلك ضمن إجراءات اتخذتها للحد من انتشار الوباء.
إجراءات متأخرة
منع محافظ مدينة حلب في حكومة النظام حسين دياب، إقامة العزاء والأفراح، وعدم دخول "المؤسسات الحكومية" دون ارتداء الكمامة، سواء من المراجعين أو العاملين في "الجهات الحكومية".
وألزم جميع العاملين في المنشآت السياحية والمطاعم والأفران والمحال التجارية والغذائية ووسائل النقل الجماعي ومحطات الوقود، وغيرها من الفعاليات بارتداء الكمامات، وتحقيق التباعد الاجتماعي والتعقيم اليومي.
ودعا إلى الحد من التجمعات والازدحام في الساحات العامة والمحلق، وأمام صالات السورية للتجارة والأفران، وذلك بالتنسيق مع "شرطة المدينة" والفرق التطوعية و"الجهات الحكومية المعنية”.
وكانت حكومة النظام قد اتخذت إجراءات وقائية مطلع شهر آذار الماضي لمنع انتشار الفيروس، وفرضت حظر تجوال جزئي دام ما يقارب الشهرين، بالإضافة إلى منع عمل المواصلات العامة، إلا أن هذه الإجراءات لم تكن كافية، بسبب عدم فرض أي إجراء وقائي خلال ساعات التجول.
انتشار كبير للفيروس في المدينة
بدأ بعض أهالي مدينة حلب يشعرون بأعراض الإصابة بفيروس كورونا، والتي كانوا يسمعون عنها من خلال متابعتهم للأخبار المتعلقة بالوباء، إلا أنهم لم يكونوا يتوقعون أن يصابوا بالفيروس.
وقال أحد سكان المدينة طلب عدم الكشف عن اسمه بسبب مخاوف أمنية لموقع تلفزيون سوريا، إن "معظم أقربائي مصابون بالكورونا وعندما تتحدث مع شخص يذكر أمامك أن صديقه أو أحد أفراد عائلته مصاب بالفيروس دون التأكد من ذلك بشكل قاطع وذلك لعدم قيام معظم من يشكون بإصابتهم بالفيروس بالفحوصات اللازمة".
وأضاف "لايمكننا الذهاب إلى المشافي لإجراء المسحات للتأكد من إصابتنا بالفيروس من عدمه لأن معظم الممرضين لايعلمون كيفية إجراء المسحة وكيفية تحليلها بالإضافة إلى أن التحليل ليس مجانيا وتبلغ كلفته ما يقارب 50 ألف ليرة سورية".
شح الخدمات الطبية
مع ضعف القدرة الاستيعابية للمشافي وندرة أجهزة التنفس الصناعي والمنافس فضلاً عن شح الأدوية في ظل انعدام الإجراءات الوقائية التي ما زالت تتبعها معظم الدول التي أصيب سكانها بالفيروس أصبح واقع المدينة كارثيا بعد إصابة معظم سكانها بالفيروس.
"شعرت بأعراض كورونا فحجرت نفسي في المنزل ولم أعد أخالط عائلتي خوفا عليهم من العدوى، وكانت الأعراض شديدة، ارتفاع في الحرارة، وضيق في التنفس"، هذا ما قاله أحد المصابين بالفيروس لموقع تلفزيون سوريا لم يكشف عن اسمه خوفاً على نفسه.
وأضاف "لم اذهب إلى المستشفى وداويت نفسي بنفسي عبر تناول حبوب السيتامول والبندول، بالإضافة إلى كمادات الماء البارد عند ارتفاع حرارتي، والتي استمرت لأكثر من أسبوع، وأنا الآن أشعر بأن آثار الفيروس بدأت بالزوال من جسدي".
وعن عدم ذهابه إلى المستشفى قال، إن المشافي الحكومية مكتظة بالمرضى ولا يوجد فيها أسرة فارغة أو أجهزة تنفس، وانتابني الخوف أن أذهب وتتأزم حالتي الصحة، والمشافي الخاصة لا يلجأ إليها الشخص إلا في حال اضطراره لجهاز تنفس ولا تجدها إلا في بعض المشافي وبأعداد قليلة جداً".
وقالت "رانيا" وهو اسم حركي لموقع تلفزيون سوريا، "شعرت بأعراض كورونا عقب انتهاء عيد الأضحى، وبدأت صحتي تتراجع يوماً بعد آخر، واتصلت بأحد الأطباء من أقربائي في الخارج، لأشرح له ما أشعر به من أعراض فرجح أن أكون مصابة بالكورونا".
"ووصف لي بعض الأدوية البسيطة كالكلس وفيتامين (د) والسيتمول، لكنني وبعد عناء بالبحث عن الأدوية في الصيدليات التي عندما تدخل إليها تراها شبه فارغة لم أستطع الحصول إلا على شريط دواء من كل نوع أحتاجه".
منافس دون أوكسجين
قال زوج إحدى المصابات بفيروس كورونا في مدينة حلب لموقع تلفزيون سوريا، "زوجتي أصيبت في الفيروس وتأكدنا من هذا عندما أجرينا المسحة، وكانت حالتها حرجة ولم يكن هناك أجهزة أوكسجين متوفرة في المشافي ما أجبرنا على البحث عنها خارج النطاق الطبي".
ومع ازدياد عدد الإصابات بفيروس كورونا أصبح الحصول على موعد من أحد الممرضين لوضع (سيروم) أو فتح وريد، أمراً بالغ الصعوبة لكثرة الطلب عليهم.
وأضاف "بحثنا عن أسطوانة أوكسجين لكننا لم نجد إلى أن عرض علي أحد الأشخاص شراءها فارغة وتحتاج إلى ملحقات، أُجبرت على شرائها بـ 60 ألف ليرة سورية وملأتها بالغاز بمبلغ 10 آلاف ليرة ، إضافة إلى شرائي ساعة الضغط وقناع التنفس؟ وذلك لعدم وجود حل آخر ".
وفي منطقة الميدان بحلب أصبحت تُصنع أسطوانات الأوكسجين لكثرة الطلب عليها وقلة وجودها في المشافي التي لم تعد تستوعب عدد المرضى المحتاجين للأوكسجين.
"قرارات من وحي الخيال"
محافظ مدينة حلب التابع للنظام عقب إعلانه عن حزمة الإجراءات الوقائية للحد من تفشي فيروس كورونا، أكد أن هناك عقوبات لكل من يخالف القرارات الخاصة بالحد من التجمعات والازدحام بالساحات العامة وأمام الصالات التجارية والأفران.
"إلا أن هذه القرارات لن تُطبق بشكل كامل أو جزئي على أرض الواقع، فطابور الحصول على ربطة الخبز مازال موجوداً دون أي إجراءات تخص التباعد الاجتماعي، والازدحام أمام المؤسسات التموينية لم ينخفض، وكذلك الأسواق والمواصلات العامة عن أي إجراءات يتحدثون" هذا ماقالة أحد سكان مدينة حلب لموقع تلفزيون سوريا.
وأضاف، أنه "قبل أن يتخذ المحافظ هذه الإجراءات التي أعتبرها من نسج الخيال وبعيدة عن التطبيق على أرض الواقع، عليه أن يجد حلولاً لتوزيع الخبز والمواد الغذائية والمواصلات، وبهذه الحالة لن يحدث أزدحام، فما نفع الكمامة والأشخاص متلاصقون في المواصلات وأمام الجمعيات"
وكان قد أشار المحافظ حسين دياب في حكومة النظام، إلى استمرار الحملات اليومية لتعقيم وغسل الشوارع في جميع أحياء مدينة حلب.
وتشير الصور التي تُنشر على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي انتشار القمامة في شوارع الأحياء الشرقية من مدينة حلب، والغياب التام لحملات التنظيف والتعقيم فيها.
.