كورونا.. الأعشاب والفيتامينات الطبيعية بديل عن الأدوية في سوريا

زادت قلّة الأدوية ونقص الخدمات الطبية للمصابين بفيروس كورونا في مناطق سيطرة النظام و"قسد" ، من معاناة المصابين بالوباء وعائلاتهم، بسبب عدم قدرتهم على تأمين الأدوية والفيتامينات التي تُخفف عنهم أعراض الفيروس.

ومع ازدياد انتشار كورونا في تلك المناطق، بداية الشهر الجاري، وحاجة المصابين إلى رعاية طبية خاصة، ليتمكن جسمهم من مقاومة الفيروس، وشح الأدوية وندرة أسطوانات الأوكسجين في المشافي، وقلة الأجهزة الطبية فيها سواء العامة منها والخاصة؛ جعل منازل المصابين غرف إنعاش وحجر لهم.

نقص الفيتامينات الكيميائية اللازمة للمصابين بالفيروس، جعل معظمهم يلجؤون إلى تناول مواد غذائية طبيعية كتعويض عن الكيميائية على أمل في هزيمته.

أعراض الإصابة بفيروس كورونا

قال طبيب مختص بالأمراض الداخلية يعمل في مستشفى خاص بمدينة حلب طلب عدم الكشف عن اسمه لموقع تلفزيون سوريا، إن "أعراض كورونا تختلف من مصاب لأخر، فهناك من يعاني من آلام في المعدة ويصاحبه إقياء، وحالات تعاني من ارتفاع درجة حرارة جسدها يصاحبها ألم في الرأس، ومُصاب يأتيه نوبات ألم في الرأس وشعور خمول في الجسد".

وأضاف، أن "أخطر الأعراض تظهر على الذين يعانون من ضيق في التنفس، وهنا لا بد من رعاية صحية خاصة لهم، وتزويدهم بجهاز تنفس لأن معدل الأكسجة في جسمهم قد تكون منخفضة عن الحد الطبيعي".

وأكد، أن "الدواء الذي نصفه لجميع الحالات هو عبارة عن مسكنات، كالسيتامول والبندول بالإضافة إلى الفيتامينات كالفيتامين (د و س والحديد..)، مشيرأ، أن "العديد من الحالات تفقد شهيتها عن الطعام، وهنا نلجأ إلى وضع مصل للمصاب لعدة أيام كي يكتسب جسمه بعض الفيتامينات اللازمة التي تساعدة على محاربة الفيروس".

شح الدواء والفيتامينات

قالت إحدى المصابات بفيروس كورونا في مدينة حلب لموقع تلفزيون سوريا طلبت عدم الكشف عن اسمها، "بدأنا نتعايش مع المرض لأن معظم الأشخاص مصابون بالفيروس لكن المشكلة تكمن بعدم قدرتنا في الحصول على الأدوية والفيتامينات التي يصفها الأطباء، فالصيدليات فارغة، وإن تمكنت من الحصول على علبة سيتامول فتشعر أنك تعافيت من الفرحة".

وأكدت أن "أدوية الالتهاب متوفرة بالإضافة إلى "السيروم" وذلك على عكس أجهزة التنفس والفيتامينات التي أصبحت بحكم المفقودة".

وقال الحاج نورس العلي من مدينة الرقة لموقع تلفزيون سوريا، "إنني أتناول دواء "نترات 20" المميع للدم منذ سبع سنوات وكان متوفرا بكثرة، ولكن بعد ظهور كورونا أصبحت معظم الأدوية مفقودة وإن وجُدت تكون أسعارها مرتفعة جداً، حيث وصل سعر دوائي إلى ستة آلاف ليرة سورية بعد أن كان سعره 1500 ليرة".

واستغرب الحاج نورس سبب ارتفاع أسعار الدواء وفقدانه، مشيراً إلى أن احتكار التجار واستغلالهم للمواطنين هو السبب في ذلك.

وقال الصيدلاني مرهف العناد من مدينة الرقة لموقع تلفزيون سوريا، إن" السبب الرئيسي في فقدان بعض الأدوية يعود إلى توقف عدد من معامل دمشق وحماة عن تصنيعها، بالإضافة إلى تأخر الأدوية عند شحنها إلى الرقة".

اقرأ أيضاً: قلق أممي بعد تزايد الإصابات بـ"كورونا" في سوريا

وعن سبب ارتفاع أسعار الدواء أضاف، أن "المستودعات تزيد في سعر الدواء على الصيدليات بنسبة 70 بالمئة، بالإضافة إلى 10 بالمئة كلفة الشحن، ليصبح سعر الدواء مضاعفاً مرتين، وهناك بعض الأدوية يكثر الطلب عليها الأمر الذي يجعل أصحاب مستودعات الأدوية في دمشق وحماة، تستغل الظروف وترفع سعر الدواء بنسبة 200 بالمئة".

ويقول عارف النبهان صاحب مستودع أدوية في مدينة الرقة لموقع تلفزيون سوريا، "منذ حوالي أربعة أشهر نواجه مشكلة فقدان أصناف من الأدوية والفيتامينات، وارتفاع في أسعار الأدوية تراوح بين الـ 300 و 600 بالمئة، بسبب فرض إتاوات من قبل الحواجز الأمنية التابعة للنظام ، بالإضافة إلى سحب الأدوية الموجودة في السوق إلى مدينتي الحسكة والقامشلي".

اللجوء إلى التداوي بالأعشاب

لجأ العديد من المصابين بفيروس كورونا وأمراض أخرى إلى التداوي بالأعشاب والحصول على خلطات "طبية" بغية التخفيف من أعراض المرض، وخاصة عند الذين يعانون من أمراض في الجهاز التنفسي.

وقالت سهام العبد الله من سكان حي الرميلة في مدينة الرقة لموقع تلفزيون سوريا، "إنني أعاني من مرض في الأعصاب وبسبب فقدان الدواء والفيتامينات في الصيدليات بعد ظهور فيروس كورونا وارتفاع سعرها بشكل كبير في حال وجدت، اتجهت إلى الطب العربي والتداوي بالأعشاب، لانخفاض سعرها وتوفرها بشكل دائم، بالإضافة إلى عدم وجود أعراض جانبية كما هو الحال في الأدوية الكيميائية".

وأضافت، "أصبحت أذهب إلى شارع القوتلي في حي الرميلة والذي توجد فيه عدة محال متخصصة بالأعشاب الطبيعية وأحصل على خلطة منها مكونة من الميرمية و الكركم و اليانسون بالإضافة إلى أعشاب أخرى كبديل عن الدواء".

وأفاد خبير الأعشاب و الطب العربي في مدينة الرقة عبدالرزاق العطار لموقع تلفزيون سوريا، أنه" ازداد الإقبال على الأعشاب الطبيعية خلال الأشهر الأربعة الماضية بعد انتشار كورونا، وإغلاق المعابر اللذين تسببا في فقدان عدد كبير من الأدوية والفيتامينات، وارتفاع سعرها إن وجدت نتيجة احتكارها".

اقرأ أيضاً: كورونا.. شح الدواء وندرة الأوكسجين والمشافي ممتلئة بمدينة حلب

مكملات غذائية طبيعية

اللجوء إلى الفيتامينات الطبيعية البديلة عن الكيميائية ، أصبح أمراً شائعاً عند الأشخاص المصابين بكورونا في مناطق سيطرة النظام و"قسد"، نتيجة عدم توفر الأدوية والفيتامينات الضرورية للمصابين بالفيروس، إلا أن هناك بعض المرضى ربما يأخذون أطعمة أو أعشاب الطبيعية دون معرفة دقيقة بما تحتويه من فيتامينات، أو ربما تكون ضارة على صحتهم في حال معاناتهم لأمراض مزمنة.

ولتوضيح أنواع الفيتامينات الموجودة في المواد الغذائية والأعشاب قال المختص في التغذية العلاجية محمد طالب فرزات لموقع تلفزيون سوريا، "لا بد أن نعلم أهمية الفيتامينات لجهاز المناعة في جسم الإنسان، وعندما نقول جهاز مناعة فعال هذا يعني وجود فيتامينات ومعادن ضرورية له لجعله يعمل بكفاءة كبيرة، وعلى سبيل المثال نقص فيتامين (س، د)، بالإضافة إلى الزنك والسيلينيوم والحديد يجعل الجسم ضعيفأ أمام أي فيروس".

وأضاف أن "الفيتامينات والمكملات اللازمة لتخفيف ومقاومة آلام الرأس الناتج عن الكورونا هي فيتامين (ب 2، المغنزيوم ، كوأنزيم ميلاتونين)، والفيتامينات الضرورية لحالات ضيق التنفس (س، د ، هـ ، أ )".

وأكد فرزات، أنه "يمكن اللجوء إلى الكركم والفلفل الحار والبابونج كبديل عن السيتامول والبانادول"، ونصح بمنع استخدام الزنجبيل عند النساء في وقت النزف والحمل والإرضاع ، وتناول البصل الذي يساهم في تعزيز مناعة الجسم للأشخاص الذين يعانون من الانتفاخات والغازات وحرقة المعدة، والثوم عند مرضى انخفاض سكر الدم.

ماهي الفيتامينات الموجودة في المواد الغذائية؟

أشار اختصاصي التغذية العلاجية محمد طالب فرزات إلى المواد الغذائية الغنية بالفيتامينات:

فيتامين ( ب 2 ) يمكن اكتسابه من البيض، العدس، الفاصولياء، الحمص، الورقيات الخضراء، الألبان، الحليب، المكسرات.

فيتامين ( د ) كما هو معلوم لدى معظم الأشخاص يكتسبه الجسم من أشعة الشمس ويفضل التعرض لها ثلاث مرات في الأسبوع لمدة 15 دقيقة، بالإضافة إلى وجوده في سمك السردين والتونة والفطر وصفار البيض وحليب البقر والدراق والسبانخ.

المغنزيوم يوجد في البقوليات، الذرة الصفراء، السمك، الشوفان، المكسرات، والماء الذي يعد من أهم مصادر المغنزيوم ويساهم في تعديله وتحسينه في الجسم.

الفيتامين ( س ) موجود في القرنبيط، الفليفلة الحمراء والخضراء، السبانخ، الملفوف، اللفت، الورقيات الخضراء ، البطاطا، الليمون، البندورة..

الفيتامين ( أ ) يتواجد في الجزر، الجبن، السبانخ، التونة، الفستق الحلبي، البيض، اللبن، الفاصولياء، اللوبياء، البندورة ، الفليفلة الحمراء ، البطاطا الحلوة.

الحديد يوجد في العدس، صفار البيض، الحبوب الكاملة، السبانخ، اللحوم الحمراء، البقوليات، البقدونس، السمسم...

الزنك: فخد الدجاج البطاطا الفاصولياء الخضراء، الشوكولا الداكنة، القمح، الشوفان، السمسم، بذورالقرع ، وفي أعشاب الهيل والكمون  والزعتر البري  والكراوية والزنجبيل والكركم واليانسون ...

السيلينيوم: الأرز، الثوم البصل، الفلفل الأحمر، الحلبة، الشمر، الجنسنغ، النعناع، البقدونس، البندق، الجوز، بذور دوار الشمس ...

وأشار فرزات إلى أن هذه الفيتامينات لاتكافح الفيروس لكنها تخفف من حدة أعراض كورونا لأنها تحتوي على خصائص مضادة للفيروسات.

عزوف الأطباء عن العمل

تزامن مع انتشار فيروس كورونا في مناطق سيطرة "قسد" توقف عدد من الأطباء عن العمل بصورة مفاجئة، وذلك لعدم وجود التدابيرالوقائية في المستشفيات، بالإضافة إلى تدني مستوى الرعاية الصحية.

و قال الدكتور عماد بوظان الاختصاصي بطب الأطفال في مشفى خابات بمدينة القامشلي لموقع تلفزين سوريا، إنه "خلال الأيام القليلة الماضية، لاحظنا توقف سبعة كوادر طبية من أطباء الحسكة عن العمل بحجة التزامهم بالحجر الصحي".

وتابع "توقف نحو 20 ممرضا و ممرضة عن عملهم، بحجة فرض حجر منزلي على أنفسهم دون وجود أعراض الإصابة بفيروس كورونا عليهم".

وسُجلت أول إصابة بفيروس كورونا في مناطق سيطرة "قسد" في نيسان الماضي بريف دير الزور الشرقي لسيدة مسنة قادمة من مناطق سيطرة النظام عبر معبر مدينة الشحيل النهري، ووصل عدد الإصابات في مناطق شمال شرقي سوريا إلى 425 شخصا، و75 حالة شفاء، بالإضافة إلى وفاة 27.

ووصل عدد المصابين بفيروس كورونا بحسب وزارة الصحة في حكومة النظام، إلى 2293 شخصا ، ووفاة 95 مصابا، بالإضافة إلى شفاء 519 حالة.