يواجه مجلس مدينة جبلة جنوب اللاذقية اتهامات بالفساد في مشاريع مشبوهة على الكورنيش البحري وتعديات على أملاك بحرية عامة لحساب مجموعة من المستثمرين المنتفعين.
ويعتبر الكورنيش البحري لمدينة جبلة الذي يمتد من أقصى شمالها بالضاحية وحتى جنوبها بطول 4 كم أحد أبرز معالم جبلة بإطلالته الصخرية المرتفعة المميزة، لكنه اليوم بات عبارة عن طريق طويل أشبه بسوق مملوءٍ بالبضائع، بسبب كثرة الإشغالات التي منحتها بلدية المدينة لزيادة مداخيلها.
ورغم أن الكورنيش يجب أن يكون بمنزلة ملك للجميع خاصة البسطاء، إلا أنه بالكاد بات يرى منظر البحر لكثرة المقاهي التي تم افتتاحها والعربات التي يتم تضمينها لصالح من يطلق عليهم الأهالي "حيتان الاستثمار السياحي".
ولم تكتف بلدية جبلة بتضمين الكورنيش فحسب بل انتقلت إلى حفر وتجريف صخور يعود عمرها لآلاف السنين على الشاطئ الذي هو أملاك بحرية عامة، تلاه عمليات وضع أسس وأعمدة من الباطون.
هذا المشروع أثار جدلا واسعا في مدينة جبلة كونه لم يعلن عنه ولم توضع أي لافتات توضيحية له كما اعتبر غريبا عن الأهالي لكونه المرة الأولى التي يتم بها تجريف الصخور بهذا الشكل ووضع قواعد إسمنتية بدلا منها.
استثمارات على كورنيش جبلة
وحول ما يجري على كورنيش جبلة قال الناشط الإعلامي في المدينة أبو يوسف جبلاوي في حديث لموقع "تلفزيون سوريا" إن أربع استثمارات بحرية بدأ العمل بها منذ عامين على كورنيش جبلة بداية من قهوة الزوزو، ولا تزال أعمال الإنشاءات مستمرة حتى اليوم على قدم وساق على الشاطئ مباشرة وليس الرصيف البحري، موضحا أن هذه المشاريع عبارة عن مطاعم وكافيهات جديدة.
وأضاف جبلاوي أن هذه الاستثمارات لا تقام على أملاك خاصة وأراضٍ للبيع وإنما على صخور بحرية عمرها آلاف السنين وهي أملاك بحرية عامة واعتداء فعلي على المنظر الجمالي والتاريخي. ووصف ما يجري بأنها عملية سرقة كبيرة لتاريخ المدينة وجماليتها لأجل إرضاء "حيتان الاستثمار".
وأشار في الوقت ذاته أنّ بعض المصادر المطلعة في بلدية جبلة تحدثت أن المشاريع تعود لمحافظ ريف دمشق السابق، علاء إبراهيم، وهو أحد سكان مدينة جبلة ممن صاهر "آل نجيب: أقرباء عائلة "الأسد".
كل شيء مباح للبيع
من جانب آخر تحدث الشاب عمار وهو من سكان المدينة عن تشويه معالم كورنيش جبلة بعشرات الكافيهات والأكشاك الصغيرة التي باتت تحجب منظر البحر عن الناس، لتأمين مزيد من الإيرادات لمجلس المدينة.
وقال الشاب الثلاثيني في حديث لموقع "تلفزيون سوريا" إن مشوار البحر لطالما اعتاده أهالي المدينة لما يبعث في النفس من هدوء وسكون لكن منذ نحو عامين بات هذه الكورنيش يشبه حقيقة سوق تجاري مكتظ بالبضائع والأراكيل والصخب لقد أفسدوا كل شيء مقابل المال.
وبحسب أحد أصحاب هذه الأكشاك تفرض بلدية جبلة ضرائب على بائعي الكورنيش بقيمة نصف مليون ليرة سورية سنويا، بينما تبلغ أجور القهاوي بحدود 15 مليون سنويا لكل مقهى أي أن إجمالي ضرائب الكورنيش بحدود 100 مليون ليرة.
إغراق الكورنيش بعشرات الأكشاك
وعلى مدى سنوات تم إغراق كورنيش جبلة بعشرات الأكشاك والمقاهي كما يؤكد عبد الله وهو موظف حكومي من مدينة جبلة، وتكمن المشكلة كما يؤكد عبد الله بعدم مراعاة بعضها للذوق العام والمكان والنظافة ففي بعض الأماكن تلتصق هذه الكافيهات مع الطريق وتتوزع الأراكيل ويبدو المنظر غير مقبول بالمرة.
وتساءل عبد الله في حديثه لموقع تلفزيون سوريا:" من يمنح مجلس البلدية كل هذه الصلاحيات للاستثمار في جميع الكورنيش؟ أليس من المفروض وجود مراعاة للمكان وللملك العام أم أنه حتى البحر بات ملكا للدولة فقط دون الشعب؟".
وكورنيش جبلة من أبرز معالم المدينة الساحلية التي تقع جنوب اللاذقية بنحو 25 كم ويشتهر بوجود قلعة تاريخية قديمة وبإطلالته المرتفعة الرائعة عن البحر وجماليته التي تجذب السياح من مختلف المحافظات.