icon
التغطية الحية

كوبر والسومة.. صراع يثير الجدل قبيل كأس آسيا 2023

2024.01.11 | 16:21 دمشق

السومة وكوبر
اللاعب السوري عمر السومة والمدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر
دمشق - خاص
+A
حجم الخط
-A

لم تخل رحلة المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر مع المنتخبات من الجدل، ومؤخراً وضمن فترة قيادته لـ"منتخب سوريا" الممثّل للنظام السوري، التي بدأت منذ عام تقريباً، أشعل الشارع الرياضي باستبعاده اللاعب السوري عمر السومة عن تشكيلة المنتخب المشارك في بطولة كأس آسيا 2023 بقطر.

وصف "السومة" قرار استبعاده بأنّه "عدم احترام وتقدير"، لكونه لم يبلّغ حتى بأنه مُستبعد، ما دفعه لاعتزال اللعب دولياً، قبل أن يفجّر قنبلة في وجه "كوبر"، حيث انضم إلى فريق محلّلي قنوات "بي إن سبورت" القطرية، قبل أيام من انطلاق مباريات كأس آسيا، وربما يحظى بفرصة التعقيب على أداء فريقه بقيادة "كوبر".

"السومة" من الشخصيات المحبوبة في عالم الرياضة، وغيابه عن "المنتخب السوري" أثار ردود فعل غاضبة سوريّة وعربية، ما أجبر "كوبر" على توضيح قرار استبعاده بكلام "غير مقنع" وكان أكثر إساءة، بحسب تعبير البعض.

قال "كوبر" إنّه "اختار تشكيلة المنتخب السوري من اللاعبين (الذين يفيدون المنتخب)"، ما يعني أنّ "السومة" وفق تبريره "غير مفيد"، حيث جاءت تصريحاته عقب رد "السومة" بأن تصرف المدرب الأرجنتيني "لم يكن محترماً".

وهذا التطور كان وراءه خلاف سابق بين الطرفين، ورغم تأكيد "كوبر" أنّ سبب الاستبعاد "فني"، إلا أن قصة مباراة سوريا واليابان ما تزال هي الحاضرة، والتي اعترض خلالها "السومة" على خطة "كوبر"، وطالبه بإشراك (عمر خريبين)، ليحتد النقاش بينهما ويتصاعد الخلاف، ما دفع "السومة" إلى الانسحاب من المباراة في شوطها الثاني.

"لا يحب وجود قادة غيره"

يرى خبراء في كرة القدم، أنّ "كوبر يحمل فكراً نرجسياً وعنادياً في قيادته للفرق عبر تاريخه، ولديه عقدة من وجود قادة لديهم تأثير على اللاعبين غيره، لذلك يعمل على تحجيمهم، وهناك مخاوف من قراراته التي يثير الجدل بها حباً بالظهور"، بحسب تعبير بعض الخبراء الذين التقاهم موقع تلفزيون سوريا.

سابقاً، اشتعل خلاف بين كوبر ورونالدو (الظاهرة)، الذي تدرّب على يده عندما كان لاعباً في "إنتر ميلان" الإيطالي (1997-2002)، وهذا الخلاف أشار إليه رونالدو، عام 2018، قائلاً إنّ "كوبر أسوأ مدير فني" تعامل معه خلال مسيرته.

أصيب رونالدو نازاريو في إنتر ميلان وتعافى من الإصابة، وأراد أن يشارك في المباريات، لكنّ "كوبر" رفض وأجلسه على دكة البدلاء، لينتقل رونالدو إلى ريال مدريد، صيف العام 2002، ويحقّق هناك مجداً منقطع النظير.

ليس رونالدو فقط، فعندما كان "كوبر" مديراً فنياً للمنتخب المصري، أثار جدلاً باستبعاده قائد فريق الأهلي حسام غالي من صفوف المنتخب، وبرّر السبب بعد سنوات بأنّ "غالي لم يكن يوافق على بعض الأمور الفنية المطلوبة منه ويرفض تطبيقها، ويجب على كل لاعب تنفيذ تعليمات مديره الفني".

واشترط الأرجنتينى على حسام غالي مقابل العودة بأن "يعتذر علناً"، لكنّ "غالي" رفض لأنه لم يرتكب أي خطأ، وخسر إثر ذلك مشاركته في كأس أمم أفريقيا 2017 وكأس العالم 2018.

لماذا عُرف كوبر بـ"المنحوس"؟

عندما تولى "كوبر" إدارة المنتخب المصري، وصفته الصحافة المصرية بـ"المنحوس"، ورغم تاريخه الطويل وخبرته الواسعة، لكن تجاربه تشير إلى أنه "منحوس" فعلاً من ناحية الوصول إلى منصات التويج، حيث صعد عليها مرتين فقط في مشواره التدريبي، فقد توّج بلقب كأس ملك إسبانيا مرتين متتاليتين مع ريال مايوركا عام 1999، وفالنسيا عام 2000.

وخسر "كوبر" معظم النهائيات التي وصل إليها، منها لقبا دوري أبطال أوروبا مع فالنسيا أمام ريال مدريد، وبايرن ميونخ الألماني في عامي 2000 و2001 على التوالي، كما خسر أيضاً نهائي كأس ملك إسبانيا أمام برشلونة في أثناء قيادته ريال مايوركا عام 1998.

وخسر أمام لاتسيو الإيطالي في نهائي بطولة أوروبا للأندية (أبطال الكؤوس) عام 1999، وخسر مع فريق أريس سالونيك نهائي كأس اليونان أمام باناثنياكوس، وخسر لقب الدوري الإيطالي مع إنتر ميلان في 2001-2002، كما خسر لقب الدوري الأرجنتيني مع فريق هوراكان في الجولة الأخيرة بفارق نقطة واحدة عن إندبندينتي، عام 1994.

قرارات غريبة

قرارات "كوبر" لم تقف عند استبعاد النجوم، فقد أكّد أكثر من شخص مطلع على بعثة "المنتخب السوري" إلى قطر، أنّ "كوبر" منع أي إعلامي أو فنان أو مشهور من الدخول إلى الفندق الذي ينزل فيه اللاعبون ، وذلك لسبب غير واضح، برّره البعض بأنه لمساعدة المنتخب على التركيز في اللعب فقط.

لكن القرار أثار سخرية المتابعين، منهم مَن علّق على ذلك قائلاً: "يسحب الجوالات منهم أحسن"، وآخر قال: "هذه العقلية الأمنية السورية التي تعلمها بسرعة"، وأضاف آخر: "هذا المدرب فقد عقله".

وبدأ "كوبر" بقيادة "المنتخب السوري"، منذ شباط 2023، ودرّبهم في 8 مباريات حقّق خلالها 3 انتصارات فقط، مقابل تعادل وحيد و4 هزائم، بينما سجّل المنتخب 8 أهداف في مرمى الخصوم مقابل 12 هدفاً في مرماه.

"كوبر" حالياً يقود "المنتخب السوري" في المجموعة الثانية بكأس آسيا التي ستقام في قطر، خلال الفترة من 12 كانون الثاني وحتى 10 شباط المقبل، حيث تضم المجموعة منتخبات أستراليا (بطل آسيا لعام 2015)، وأوزبكستان والهند، قد لا تبدو نتائج المنافسة مبشرة ضمن المجموعة، خاصةً بعد التعادل بالودية مع ماليزيا بهدفين لهدفين، يوم الإثنين الفائت.

بحسب مطلعين، فإنّ "المنتخب السوري" دخل إلى قطر ببدلات زرقاء أنيقة وكانت هذه فكرة "كوبر"، حيث أثارت تلك البدلات إعجاب المشجعين وجمّلت صورة المنتخب، الذي لم يصعد منصات التتويج منذ عقود، باستثناء بطولة غرب آسيا عام 2012، لكن بريقها هذا لن يفيد فنياً خلال اللعب، فهل ينجح "كوبر" بكسر "لعنة النحس" التي تحيط به وبـ"منتخب سوريا" الممثّل للنظام.