طالب المدعون العامون الروس بالسجن للصحفي السابق إيفان سافرونوف، لمدة 24 عاماً بتهمة الخيانة، ما يعكس التحديات التي يواجهها الصحفيون الروس في البلاد، التي ازدادت صرامة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
ووفق ما نقل موقع "صوت أميركا"، فإن سافرونوف، الذي عمل كصحفي لمدة عشر سنوات قبل أن يصبح مستشاراً لرئيس "وكالة الفضاء الاتحادية الروسية - روسكوزموس"، محتجز منذ اعتقاله في تموز من العام 2020 في موسكو، بعد أن رفض التهم التي وجهت إليه بنقل أسرار عسكرية روسية للمخابرات التشيكية، وأصرَّ على براءته.
وقال سافرونوف، الذي غطى القضايا العسكرية والأمنية لصحيفة "كوميرسانت" الروسية اليومية قبل انضمامه إلى "روسكوزموس"، إنه جمع كل المعلومات من مصادر مفتوحة في أثناء عمله، ولم يفعل شيئاً غير قانوني، مؤكداً على أن المحققين "فشلوا في توضيح تهم الخيانة، وشرح الأسرار التي زُعم أنه كشفها".
حوادث عسكرية وصفقات أسلحة مشبوهة
وأشار "صوت أميركا" إلى أن العديد من الصحفيين وناشطي حقوق الإنسان الروس دفعوا للإفراج عن سافرونوف، وزعم بعضهم أن السلطات الروسية "ربما أرادت الانتقام من تقاريره التي كشفت عن حوادث عسكرية روسية وصفقات أسلحة مشبوهة".
وأفادت "وكالة الفضاء الاتحادية الروسية" بأن سافرونوف "لم يكن لديه إمكانية الوصول إلى أسرار الدولة"، مشيراً إلى أن التهم لا تتعلق بعمله للوكالة، التي انضم إليها في أيار من العام 2020.
ويجد الناشطون والحقوقيون والصحفيون والعلماء ومسؤولو الشركات، الذين يواجهون اتهامات بالخيانة في روسيا خلال السنوات الأخيرة، صعوبة في الدفاع عن أنفسهم بسبب السرية المحيطة بقضاياهم، وعدم وصول الجمهور إلى المعلومات الدقيقة.
يشار إلى أن والد الصحفي سافرونوف عمل أيضاً في صحيفة "كوميرسانت"، وتخصص في تغطية القضايا العسكرية بعد تقاعده من القوات المسلحة.
وتوفي والد سافرونوف إثر سقوطه من نافذة مبنى شقته في موسكو في العام 2007، وخلص المحققون إلى أنه انتحر، إلا أن وسائل الإعلام الروسية شككت في الرواية الرسمية، مشيرة إلى نيته نشر تقرير حساس عن عمليات تسليم أسلحة سرية لإيران وسوريا.