أعلنت كازاخستان عن استعدادها للنظر في إمكانية استئناف محادثات "مسار أستانا" بشأن سوريا "كبادرة حسن نية"، مشترطة أن يوافق جميع الأطراف على ذلك.
وأمس الأربعاء، وفي ختام مباحثات الجولة 20 من "مسار أستانا" في العاصمة الكازاخية نور سلطان، أعلن وزير خارجية، كانات توميش، أن هذه الجولة هي الأخيرة التي ستستضيفها بلاده.
وقال بيان لوزارة الخارجية الكازاخية إنه "إذا أعرب المشاركون في الاجتماعات بصيغة أستانا عن طلب جماعي لمواصلة المفاوضات في أستانا، فإن كازاخستان مستعدة للنظر في إمكانية استئناف العملية كبادرة حسن نية، مع مراعاة تقدم المفاوضات على المستوى الآخر، وتطور الأوضاع في كامل سوريا".
وأضاف أن "مسار أستانا تم إنشاؤه كمنصة إضافية للمفاوضات في جنيف، بهدف حل مهام عملية محددة لإنهاء الصراع، وتم تحقيق أهدافه الأولية وهي: إنشاء مناطق خفض التصعيد، ووقف إراقة الدماء بين الأطراف المتنازعة، ومنع حدوث أزمة إنسانية واسعة النطاق في سوريا".
وأشار البيان إلى أن "الوضع السياسي في منطقة الشرق الأوسط يتغير اليوم بشكل كبير"، موضحة أن "هناك رغبة في إعادة العلاقات بين الدول العربية والنظام السوري، وتم استئناف عضوية النظام في الجامعة العربية، وتعتزم تركيا تطبيع العلاقات مع النظام".
واعتبرت الخارجية الكازاخية أن "الانسحاب التدريجي للنظام السوري من العزلة في المنطقة هو نتيجة ناجحة لجهود عملية أستانا الخاصة بسوريا".
"أستانا" مستمر في مكان آخر
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم وفد المعارضة إلى مباحثات أستانا، أيمن العاسمي، إن "المقترح الكازاخستاني بإنهاء مسار أستانا كان مفاجئا للجميع، وجاء بعد اجتماعنا مع الوفد الروسي الذي لم يذكر شيئا عن الموضوع"، مضيفاً أنه "في البداية ظننا أنه إنهاء للمسار لاستبعاد المعارضة واستبداله بالرباعية، وهممنا بالانسحاب، ليتبين أن القرار من كازاخستان لا أكثر".
وأشار العاسمي إلى أن موقف الحكومة الكازاخستانية بعدم الاستمرار باستضافة "مسار أستانا" سببه "التجاذبات الدولية بملفات أخرى، على رأسها الملف الأوكراني"، مؤكداً أن "المسار مستمر، وسيتم اختيار مكان آخر ترتضيه جميع الأطراف خلال الفترة القادمة".
ولفت المتحدث باسم وفد المعارضة السورية إلى أن "أستانا مسار عسكري، هدفه خفض التصعيد، والحل السياسي لن يكون إلا تحت مظلة الأمم المتحدة"، مضيفاً أنه "لا تغيير في خريطة السيطرة والوضع الميداني القائم، وطريق M4 لن يُفتح، وتدفق المساعدات لن يتوقف، وجميع الأطراف مدركة لخطورة تفاقم الأزمة الإنسانية شمالي سوريا".