حذّرت مجموعة " قوات شيخ الكرامة" في محافظة السويداء، روسيا وهدّدتها بـ"الحرب" في حال "استفزاز" المحافظة وأهلها، معتبرةً أن تصريحاتها الأخيرة تصعيد "خطير جداً"، واصفةً إياه بـ دولة محتلة لـ سوريا.
واعتبرت "قوات شيخ الكرامة" في بيان نٌشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أن "الحديث الروسي عن إرهاب في جبل العرب تصعيد خطير جدا"، مشيرةً إلى أنه "ليس من حق دولة محتلة وراعية للإرهاب أن تصف مَن حمل السلاح دفاعا عن أرضه وعرضه بالإرهاب".
وبيان "شيخ الكرامة" جاء على خلفيه اجتماع عُقد بين ضباط روس وقيادات أمنية ورجال دين من (الطائفة الدرزية) في السويداء، يوم الأربعاء الفائت، أعربت خلاله روسيا عن تصورها بوجود "منظمات إرهابية" في المحافظة ومن بينها "مجموعة رجال الكرامة".
وأكّد البيان، أن مجموعة (قوات شيخ الكرامة) جاهزة للرد على أي تصعيد من أي جهة كانت، محذّرة في الوقتِ عينه مِن أن "أي اعتداء على شاب من شباب الجبل، هو بمثابة إعلان حرب"، معتبرةً وفقاً لذلك أن "الكلام الروسي اعتداء على أهل السويداء دون استثناء"، واصفاً روسيا بالدولة المحتلة، لافتين إلى مشاركة أبناء السويداء بإخراج الانتداب الفرنسي مِن سوريا وقدرتهم على كسر شوكة أي احتلال آخر.
كذلك، حذّرت "قوات شيخ الكرامة" في بيانها أيضاً، مِن محاولة أي جهة "التفكير بالمساس بكرامة وسلاح القوات، أو مساومتهم على مبادئهم التي دفعوا لـ أجلها الدماء"، في حين ختم البيان قائلاً "الدين لله والوطن للجميع"، مشدّداً على "رفض كل المشاريع الطائفية في المنطقة".
وأصدرت حركة "رجال الكرامة" بياناً، يوم الأربعاء الفائت، أكّدت فيه اتخاذها موقف "الحياد الإيجابي" مما يحدث في محافظة درعا، مضيفةً أنهم "يرفضون الانخراط في أي صراعات داخلية بين أبناء الوطن الواحد، وأنهم ليسوا طرفاً في إراقة الدماء"، موجّهين رسالة إلى محافظة درعا جاء فيها "إلى جيراننا في حوران نأمل بأن تنقشع الغمامة السوداء عن سماء البلاد، ويعود السلام والاستقرار لكافة أرجاء الوطن الحبيب فإن سوريا هي أمنا جميعا ولن نرضى بتقسيم أي جزء منها".
وسبق بيان "رجال الكرامة"، بيان أصدرته "الجبهة الجنوبية" التابعة لـ الجيش السوري الحر والعاملة في درعا، وجّهت فيه رسالة إلى أبناء محافظة السويداء، مطالبةً إياهم بعدم السماح لـ قوات النظام و"إيران" باستخدامهم ضد أبناء حوران.
وجاء بيان "الجبهة الجنوبية" عقب وصول تعزيزات وحشودات عسكرية ضخمة لقوات النظام إلى محافظة السويداء المتاخمة لريف درعا الشرقي، الذي شهد اشتباكات متقطعة بين قوات النظام والفصائل العسكرية، بالتزامن مع القصف الجوي والمدفعي من قبل قوات النظام على مختلف مناطق المحافظة التي تخضع لاتفاق خفض التصعيد في الجنوب السوري، برعاية كل من روسيا والولايات المتحدة والأردن.
يذكر أن ريف درعا الشرقي شهد خلال الأيام القليلة الماضية، موجات نزوح داخلي نحو الحدود الأردنية جنوباً، هي الأكبر منذ سنوات، وذلك عقب وقوع ضحايا مدنيين في مدينة الحراك وبلدات "المليحة الشرقية، ومنطقة اللجاة، وبصر الحرير، وعين زوان، وكفر شمس"، بقصف مدفعي وصاروخي "مكثّف" لـ قوات النظام والميليشيات المساندة لها على المنطقة.
إلى ذلك، يشهد الجنوب السوري عموماً - ومحافظة درعا خصوصاً - حالة ترقّب و"غموض" حيال الوضع الميداني هناك، وسط تجاذبات إعلامية بين وسائل إعلام "النظام" وحليفته وروسيا، تتحدث عن قرب فتح معارك في درعا، وسط تحذيرات أمريكية مِن انهيار اتفاق "تخفيف التصعيد" هناك، فضلاً عن أنباء غير مؤكدة تشير إلى اتفاق بين روسيا وإسرائيل، يقضي بالسماح لقوات النظام بالبقاء في المنطقة، من دون مشاركة إيران.