تشهد مدينة جاسم تحركات عسكرية لقوات النظام والميليشيات الموالية لها، تمثلت بنشر 7 نقاط عسكرية جديدة في محيط المدينة، وسط انسحابات تجري من داخل المدينة من مواقع عسكرية تابعة للنظام.
وأفاد مصدر محلي لموقع تلفزيون سوريا بأن قوات النظام نشرت نقاطا عسكرية جديدة في محيط المدينة، تركزت على طريق "جاسم - إنخل"، طريق "جاسم - سملين"، طريق "نمر - سملين"، الطريق الترابي شرقي جاسم، طريق "جاسم - المزيرعة"، طريق "المزيرعة - تل الجابية"، طريق أم التينة الشرقي جنوبي جاسم، إضافة لنصب خيام لقوات النظام على طول المسافة من مدينة إنخل وصولاً إلى قرية سملين وصولاً إلى قرية نمر.
انسحابات وطائرات استطلاع
وأضاف المصدر أن نشر الحواجز العسكرية الجديدة جاء بالتزامن مع انسحاب شرطة النظام من مخفر مدينة جاسم ليلة أمس وقيام العناصر بتخريب الأثاث داخل قسم الشرطة، وسط أنباء متداولة عن نية انسحاب عناصر الأمن العسكري من المركز الثقافي داخل مدينة جاسم ويبلغ عددهم نحو 30 عنصرًا.
ومنذ ظهر اليوم الجمعة 15 من كانون الأول، تحلّق طائرات استطلاع تابعة لقوات النظام في سماء منطقة الجيدور، وخاصة مدينة جاسم شمالي المحافظة، تعمل على رصد مواقع ومسح جغرافي للمنطقة بشكل كامل.
ولم يقدّم نظام الأسد مطالبه لأهالي مدينة جاسم حتى الآن، إذ اكتفى بنشر النقاط العسكرية وتطويق المدينة منذ يوم أمس الخميس، في ظل توتر عام يسود المدينة، وسط مخاوف من إطلاق النظام عملية عسكرية ضد المدنيين.
وتصاعدت عمليات استهداف الدوريات الأمنية المشتركة التابعة للنظام في محيط مدينة جاسم في الآونة الأخيرة، نتيجة استهدافها بالعبوات الناسفة، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى بينهم ضباط.
لكن الأهالي في تلك المنطقة يبررون تلك الهجمات كرد فعل على الانتهاكات التي تصدر من قبل ضباط النظام بحق الأهالي، من استمرار شن عمليات الاعتقال بحق المدنيين على حواجز النظام العسكرية، وعمليات الاغتيال التي تشرف على جزء كبير منها فروع النظام الأمنية.
حصار سابق.. ومعارك الأهالي مع التنظيم
وسبق أن حاصر نظام الأسد مدينة جاسم في أيلول 2022 واستقدم التعزيزات العسكرية إلى محيطها مهددا باجتياح المدينة، وتذرّع آنذاك بوجود عناصر من التنظيمات المتطرفة في المنطقة.
ورجّح قيادي سابق في فصائل المعارضة في تصريح خاص لموقع تلفزيون سوريا أن يتذرّع ضباط النظام بذات الحجج السابقة وهي وجود تنظيمات في المدينة، مشيراً إلى أن شبان المدينة تمكنوا سابقاً من القضاء على عشرات القياديين والعناصر التابعين لتنظيم "داعش" من جاسم وطرد الآخرين.
القيادي الذي فضّل الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، بيّن أنه ثبت بالدليل القاطع مساهمة النظام في تسهيل دخول عناصر التنظيم إلى مدينة جاسم خلال السنوات الماضية، وأن أبناء المدينة في هجومهم العام الفائت على مواقع التنظيم قطعوا الطريق على ضباط النظام.
وبيّن أن السبب الرئيسي من محاصرة مدينة جاسم اليوم هو "محاولة جديدة للنيل من صمود الأهالي الذين يساندون بعضهم بعضا في الوقت الذي تعتقل فيه قوات النظام أبناء المدينة ليقوم الشبان بقطع الطرقات ومحاصرة المواقع العسكرية التابعة للنظام كوسيلة ضغط على النظام لإطلاق سراح المعتقلين".
قوات الأسد تخلي مواقعها من داخل مدينة جاسم بريف درعا وتفرض طوقاً في محيطها..
— تلفزيون سوريا (@syr_television) December 16, 2023
ما الذي جرى هناك في الساعات الماضية؟#تلفزيون_سوريا #نيو_ميديا_سوريا pic.twitter.com/oCw1O2f1Du
الأمن العسكري وتأجيج الخلافات
الناشط يوسف المصلح من درعا، قال لموقع تلفزيون سوريا إن ضباط النظام السوري وخاصة فرع الأمن العسكري عمل مؤخراً على تأجيج الخلافات بين عشائر مدينة جاسم، الأمر الذي أحدث شرخاً عشائرياً في المدينة تمكن النظام خلاله من اختراق بعض العشائر لإشعال الفتنة فيما بينها.
وبحسب المصلح فقد دأب النظام على إيجاد عدة أقطاب تتصارع في كل مدينة بدرعا، عبر نشر الشائعات وتبادل الاتهامات بين عناصر المجموعات المحلية، الأمر الذي أسفر عن عمليات اغتيال متبادلة، رعتها شخصيات محسوبة على النظام السوري في المنطقة.
الفلتان الأمني في درعا
وتشهد محافظة درعا فوضى أمنية وفلتانا يؤدي إلى تصاعد في منحى عمليات الاغتيال والثأر في المحافظة، وتتركز في الغالب على العناصر والقياديين السابقين في فصائل المعارضة، من الذين رفضوا الانخراط في صفوف النظام السوري.
وفي تصريح سابق لموقع تلفزيون سوريا قال المحامي عاصم الزعبي إن أجهزة النظام السوري الأمنية تمكنت خلال السنوات القليلة الماضية من إحداث خروقات عديدة في مجتمع محافظة درعا وتركيبته العشائرية، من خلال تجنيد أشخاص مهمتهم القيام بعمليات اغتيال وتصفية.
وبحسب الزعبي فإن النظام يركز على المدن الكبيرة التي تحتوي على خزان بشري كبير في محافظة درعا، بهدف إشعال الفتنة وإحداث شرخ بين مكونات المجتمع المحلي، مثل مدينة جاسم في منطقة الجيدور شمالي درعا.
وخلال تشرين الثاني الفائت وثق مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران 20 عملية ومحاولة اغتيال، أسفرت عن مقتل 13 شخصًا، وإصابة 9 آخرين بجروح متفاوتة، ونجاة 4 من محاولات الاغتيال.