أعلنت "قوات شيخ الكرامة" المحلية في محافظة السويداء النفير العام في "كل أراضي جبل العرب"، للحرب على تنظيم الدولة، مشيرة إلى تخاذل النظام في الدفاع عن المنطقة، وذلك وسط هدوء حذر يسود مختلف مناطق المحافظة ووصول تعزيزات قليلة من قوات النظام بعد يومين من المجازر التي ارتكبها التنظيم في بعض القرى والبلدات.
وطالبت "قوات شيخ الكرامة" في بيان نشر على صفحتهم في الفيسبوك، "كافة الفصائل المقاتلة في جبل العز والكرامة بمختلف مسمياتها الوقوف صفاً واحداً والابتعاد عن جميع الخلافات، ورفع الجاهزية للذود عن الأرض والعرض".
كما طالبت القوات أيضاً زعماء الطائفة ورجالها "في كافة أقصاع المعمورة، لنصرة الجبل ودعمه وتسليحه".
وأشار البيان إلى أن الغاية من طلبات التسليح هي للدفاع عن أنفسهم، "بعد أن كان التخاذل واضحاً من الجهات التي تدعي حماية المحافظة"، في إشارة منهم إلى قوات نظام الأسد.
وتحدث العديد من الناشطين عن التخاذل الكبير من قوات النظام في الاشتباكات التي حصلت يوم الأربعاء الماضي، عندما قام الأهالي إلى جانب "رجال الكرامة" بالدفاع عن أنفسهم وطرد عناصر التنظيم من القرى التي كانوا قد سيطروا عليها.
وفي هذا السياق وصلت تعزيزات من قوات النظام إلى خطوط التماس مع تنظيم الدولة شمال شرق السويداء، وصفها ناشطون بـ "الخجولة"، وذلك بعد مرور يومين من الأحداث الدامية التي عصفت بالمنطقة يوم الأربعاء الماضي.
وأفادت شبكة السويداء 24، أن الفصائل المحلية عثرت على 4 نساء على قيد الحياة، إلى جانب جثتين لامرأتين في محيط قرية الشبكي بريف المحافظة الشرقي، كان عناصر التنظيم قد حاولوا أسرهنَّ قبل أن يتم قتلهم في الاشتباكات على أطراف القرية.
ونشر أبناء القرية قائمة تضم أكثر من ثلاثين شخصاً، غالبيتهم من النساء والأطفال اختطفهم التنظيم بعد اقتحام القرية يوم الأربعاء الماضي، فضلاً عن مقتل نحو ثلاثة وخمسين آخرين من القرية غالبيتهم من الأطفال والنساء أيضاً، في حين قُتل نحو أربعين عنصراً من تنظيم الدولة في القرية.
وشيعت محافظة السويداء يوم أمس العشرات من ضحايا الهجوم الدموي للتنظيم على مناطق متفرقة من المحافظة، حيث ارتفع عدد القتلى إلى أكثر من 270 جلهم من المدنيين.
وكان عناصر التنظيم قد تسللوا من مناطق سيطرتهم في بادية السويداء الشرقية، التي وصلوا إليها بعد أن قام النظام بنقلهم من مخيم اليرموك جنوبي العاصمة دمشق، وأطلقت قوات النظام هجوماً برياً على مناطق سيطرة التنظيم في بادية السويداء، إلا أنها انسحبت من المواقع التي تقدمت عليها، للمشاركة في معركة درعا الشهر الماضي، ما سمح للتنظيم باستعادة السيطرة على ما خسره خلال الشهرين الماضيين، والقيام بعدد من الهجمات على مواقع قوات النظام وقتل عدد من العناصر والضباط في عمليات تسلل مباغتة.
والتقى يوم السبت الماضي وفد روسي رفيع المستوى عدداً من وجهاء وشيوخ طائفة الموحدين الدروز في السويداء، للتباحث حول عدد من القضايا المحلية، في زيارة هي الثانية من نوعها.
وكان على رأس القضايا التي تم بحثها في الاجتماع، ملف الفصائل العسكرية المحلية غير المرتبطة بنظام الأسد (حركة رجال الكرامة)، وقضية المتخلفين عن الالتحاق بالخدمة الإلزامية في قوات النظام، وظاهرة انتشار السلاح "العشوائي".
وتتواجد حركة "رجال الكرامة" في محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، وتتألف من عدد من "البيارق"، وتكون مهمة كل بيرق الحفاظ على أمن مدينته أو قريته، وتعتبر الحركة نفسها حيادية وغير منحازة لطرف النظام أو المعارضة، رغم اتهام النظام بالوقوف وراء مقتل قائد الحركة الشيخ وحيد البلعوس (أبو فهد) في تفجير استهدف سيارته، في أيلول من عام 2015، وتلا ذلك انفجار سيارة مفخخة أمام المشفى الوطني في مدينة السويداء، حيث نقل جثمان البلعوس ورفاقه، قُتل على إثره العشرات من المدنيين ومقاتلي الحركة.